عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-05-2014, 11:49 PM
حمامة عربية حمامة عربية غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 174

اوسمتي

افتراضي يوسف و السّاحر و المدينة /بقلمي/الحلقة03

وتمضي الشّهور ويعيش يوسف في دفء عائلة كريمة متواضعة حسنة الخُلُقْ، يأكل ويشرب ويتعلّم في مدرسة خاصة، فكان سريع البديهة والذّكاء ما أظهر فيه طفلا بريئا ذا عقل غريب أكبر من سنّه الطبيعي .
*مصطفى : سبحان الله إنه شديد الذكاء ، لكن هل بإمكاني أن آخذه بيدي ليموت في سبيل البحث عن المفتاح وإنقاذ المدينة .
*يوسف : نعم ، سأذهب إلى نفس المكان في نفس اليوم لأبحث عن المفتاح .
*مصطفى: يا لك من شقي ،كيف تمكّنت من التسلل إلى السيارة ؟.
*يوسف: أردت اللعب معك فلم أجدك ،سألت عنك فوجدتك قد أنهيت غسل السيارة ونسيت غلق الباب الخلفية فتسللت إليك .
ويمضي الوقت ليأتي اليوم الموعود...
*مصطفى(وهو في قمة حالات الحزن): لا أدري إن كان ما سنفعله يستحق المحاولة أو يستحق التراجع عنها.
*سامي بصوت خافت:لا تقلق يا أخي، فإن لم نفعل فتأكد من أنّ يوسف كان سيهرب ليحقق رغبة جده رغما عنّا، ألم تلاحظ بأنه يردد دائما كوخي هو قصري و أهلي و مدينتي و وطني.
*مصطفى: صدقت، لقد تعلق بكلام جده قبل وفاته.
وقبّل يوسف مصطفى و سامي ونزل من السيارة عند مفترق الطرق وبدأ عملية البحث، وسامي ومصطفى يراقبانه من بعيد و الدمع ينهمر من عينيهما ولا يكاد يتوقف، ولم تمض نصف ساعة حتى سقط مغشيا عليه متجمّدا من شدة البرد والأمطار تتساقط عليه .

*سامي يكاد ينفجر من الغيظ : يا إلهي لقد مات ، لقد استفقت باكرا و اخترت الملابس الدافئة ليلبسها بعد نجاته، يا إلهي لقد مات.
*مصطفى : تجلّد يا أخي لابد أنه هو المفتاح .
*سامي مرة ثانية : يا لك من أحمق إنه جامد كالصخرة على الأرض أيّ مفتاح سيجده في هذه الظلمة وعلى أنوار المصابيح الخافتة .
*مصطفى : لا تقلق فإرادة يوسف لا أظنها ستضيع هباء ، ليتجمد هناك، سيحميه الله .
وفعلا ...في لمح البصر ظهر قبس من النور، واستفاق يوسف ليجد علبة ومفتاحا ذهبيا فيرفع رأسه ليسأل عن جده فلا يجد أمامه إلا مصطفى وسامي .
*يوسف : إلى أين ذهب ؟!
*مصطفى : عن أي شيء تتحدث ؟!
*يوسف : لقد أعطاني جدي علبة و مفتاحا وهاجا و لا أكاد أحس به بين يداي .
*سامي في قمة الإنبهار : سبحان الله ما أروع هذا المفتاح ، له نقش رائع بخط كوفي!
*مصطفى : الحمد لله لقد نجوت هيّا لنركب السيارة ونكمل الحديث و لا تنس تغيير ثيابك لكي لا تمرض .
*يوسف : لقد رأيت جدي في أحلى حلة و لقد أعطاني العلبة والمفتاح ،وأمرني أن أسرع إلى الكوخ لأجد الجواب قبل طلوع الصباح .
*مصطفى : إذن لنسرع إلى الكوخ .
ووصل الثلاثة إلى الكوخ ....
*سامي : يا للبرد الشديد .
*مصطفى : افتح العلبة يا يوسف.
وفتح يوسف العلبة فوجد رسالة تتحدث عن قصة المدينة ومفتاح ذهبي يخص الشجرة و صندوق الساحر الرخامي في القصر - و قد كتب فيها - : ستلقاه عند شجرة الصنوبر البرية ، أسرع قبل حدوث الفيضان، ستهلك المدينة .
*يوسف : كيف سنسرع والصباح سيحل قريبا .
*سامي :لنسرع إلى شجرة الصنوبر .
وعند وصولهم إلى الشجرة ...
*سامي : يا إلهي المصباح الكهربائي يكاد ينطفئ من غزارة الأمطار التي تتساقط بقوة علينا .
*مصطفى : لا تقلق فالمفتاح الذهبي يشعّ نورا وهّاجا ، أخرجه يا يوسف .
يوسف : تفضّل يا مصطفى .
وسرعان ما انطفأ نور المفتاح الوهاج في يد مصطفى وكذلك سامي .
سامي : إنه يشع نورا في يدك فقط يا يوسف ،أسرع وابحث عن ثغر المفتاح في الشجرة.
و سرعان ما وجد يوسف ثغر المفتاح وسط جذع الشجرة و يدخل المفتاح في الثغر.
رد مع اقتباس