[يزيد فاضلي]

...للهِ-أختي الكريمة المجتهدة نوف البادية-ما أجلـَّهَا أيَّاماً نستذكرها بين ثنايَا طلبِكِ الغالي الكريم النبيل هذا..وما أحلاَها وأعبقـَها لحظاتٍ بعدَها ونحن نترقبُ-في لهفةٍ وتوْقٍ-نتائجَ امتحاناتِنا المصيرية التي سنجني معَهَا ثمرة إعداداتِنا وسَهَرنا وتحصيلنا الطويل المرير...!!!

اللـــه..!!

أدفعُ الغالي والرخيص لو عادتْ بنا الأيامُ واللحظاتُ القهقرى بُرهة ًإلى تلك الفترة الزاهية،حينما كنا تلامذة في الإعدادي أو في الثانوي أو طلبة في دراساتنا العليا حيث كان الوقتُ يُستهلكَ فقط في التحصيل الجاد والاستغراق الكامل في درب الأسئلة والأجوبة والبحوث وإعداد المذكرات والأطروحات...

نعَم أختي الكريمة..واللهِ أعرفُ جيداً ذلكَ الإحساس الغائر في أعماق الطالب الجاد وهو يُلقي بكل أثقالهِ وآماله وأمانيه-بعد استفراغ كل الوسع وبذل أقصى الجُهْدِ والكدِّ-على ما يَفيءُ به المولى تباركَ وتعالى من حُسْن النتائج وبشائر المآل...

إنه إحساسٌ مُفعَمٌ بالرجاء والترقب..بالتحدي والأمل..بالصبر والتجلد..بالتفاني والإرهاق...

فبعدَ أن يتحقق في تحصيل الطالب قولُ الشاعر الحكيم :

بقدْر الكَــدِّ تـُكتسبُ المعالي ** ومَنْ طلبَ العُلاَ سَهِرَ الليالي

بَعْدَها..حُقَّ للطالب أن يستجدي التوفيقَ والرشادَ والسدادَ والثباتَ في امتحاناته بالدعاء،يلهَجُ به قلبُه المؤمنُ ولسانـُهُ العَفُّ الرَّطِبُ،ويستحثه من إخوتِهِ وأخواته المؤمنين والمؤمنات ؛

فندعوا اللهَ تعالى-أختي الكريمة-من خالِصةِ القلب أن يَجعلَ الأسئلة برداً وسَلاَماً على قلبكِ وعقلِكِ،وأن يُثبِّتَ جَنانـَكِ وقلمَكِ على سَدادِ الإجابات..(( فاللهم ياربُّ لا سَهْلَ إلا ماجعلتـَهُ سهلاً،وأنتَ تجعلُ الحزَنَ إذا شئتَ سهلاَ ))...

امضِي-أختي الكريمة-قـُدُماً ثابتة الخطا إن شاء الله..وثِقي في الله تعالى..وتفاءلي خيْراً دائماً..فإنَّ عليهِ سبحانه التكلانَ ومنه وبه التوفيق...