عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-09-2013, 06:30 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

(٤)


إليّ .. حنينا إلى المنسي في الأقاصي
ل: محمد بن سالم القاسمي


سافرتَ وحدكَ .. كانَ الليلُ ستّارا
وكانَ قلبكَ فوقَ الجرحِ أنهارا

كـنتَ الغريبَ ولا مدّوا السنا وطنًا
ماذا إذا اقترضوا للموتِ أخبارا

ماذا إذا انكسروا في الماءِ ثانيةً ؟
الماءُ يتلو سنينَ الجوعِ إسرارا

كانوا يباسًا .. بلادُ التّيه تُتعِبهُمْ
حتّى فَجَرْتَ صخورَ التيهِ أنهارا

أكلما جئتُ والعطشى على كبدي
ضربٌ عصاهمْ .. وموسى موقِدٌ نارًا ..

تبجّستْ سبع أعوامٍ تفيضُ دمًا !
قولوا لأمّي فَجَرنا الكـبدَ أنهارا !

أكلما اخترتُ صحراءً ألوذ بها
قالت غريبٌ .. وصكّت دوني الدارا

أنا المفرّق آماد الشقى جسدًا
صُرْنِي إليّ .. أرى في الموتِ أحرارا

الرّيحُ عرّافةٌ قالت نبوءتها
يومًا ستوجعُ شرق الروح أسفارا

يومًا أراك وخلف الجبّ سيّدة
تغلّق الدمع باباً دون من زارا

يومًا وبوصلة الغيّاب ما صدقتْ
ستتبعُ الوهمَ أعمى حيثما سارا


أدركتُ
كيفَ يخبّئ الأموات
في نصفِ المسافة بين أحلامٍ وأحلامٍ
حكايتهم
أدركتُ أن أساور الصحراءِ للمنفى

...

لم تدرك ظلالي أنها ما تابعت إلا الظلالْ
ها كنت وحدي
بيني وبيني لم يحجّ العارفون

السائرون على ضجيج الملح
أتعبهم صداهم
الصدى ملح الجراح
والبحر كان مهشّماً
البحرُ يغرقُ في الدموع
البحر يغرق ...

(أولاً)
تقسمُ المرآةُ أنْ ما شاهدت إلا الصدى
وتعودُ تقسمُ
أنها قد أبضرت خلف الصدى وطناً

(ثانياً)
أنثى تلوّن في الفراغِ خريطةً
الريحُ تشعل نارها
للهاربينَ ...
الرّيح أنثى عند مفترق الكلام

(ثالثا)
هم في الزوايا باردونْ
لا ترتدوا الصحراء
ذاكرةً
ما عاد في الصحراءِ نبضُ

(أخيرًا)
ووحدي ...
ووحدكَ ...
لم تعلمك العجاف السبع كيف توّزع ...
القمح شاخ على السنابل
أنت شختَ على البكاء
أنت
شختَ
على البكاء
رد مع اقتباس