[يزيد فاضلي]

...(( الصلاة..الصلاة وما ملكتْ أيْمانكم ))...

..تلكَ كانتْ من أواخر الكلماتِ التي افترَّ بها ثغرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين سحْر ونحر أم المؤمنين الصِّدِّيقة عائشة رضي الله عنها قبل انتقاله للرفيق الأعلى...

..ولما كانت الصلاة هي عهدُ المؤمن الباقي بينه وبين ربه،فلاَ غرابةَ إذن إذا طوَى بها النبيُّ عليه الصلاة والسلامُ نعمةَ تمام الدين،تاركاً إياهُ للأمةِ،تهتدي به وتستظيءُ بأنوار تعاليمه إلى يوم القيامة...

..إنه-صلى الله عليه وسلم-يُغرينا هنا بها...

..وقد وردَ أسلوبُ الإغراءِ هنا-كما يُقرر النحاةُ واللغويون-اسماً منصوباً مكررًا ؛ ( الصلاةَ الصلاةَ.. )،يُعرَبُ الأولُ فيهما مفعولُ به منصوب لفعل وفاعلٍ محذوفيْن تقديرُهما إلزموا..ويُعربُ الثاني : توكيدٌ لفظي تابعٌ بالنصب...

وكأنما النبي عليه الصلاة والسلام يُدركَ أنها مِلاَكُ الأمر في صلاح الأعمال وقبُولها...

...وصدقَ الفاروق عمر-رضي الله عنه-حين قال : (( ..إنه لا دينَ لمن لا صلاة له،وإن مثلَ الصلاة من الدين كمثل الرأس من الجسد..!! ))...

...فاللهمَّ اجعلها لنا قرة عيْنٍ كما كانت مكانتها عند المصطفى عليه الصلاة والسلام..واجعلها لنا نوراً ونبراساً في دنيانا وأخرانا يا رب العالمين...

...شكرَ اللهُ لكَ-أخي الكريم المعالم-على هذه ( المعالم ) الإيمانية من خلال ما نقلتَ لنا-مأجوراً إن شاء الله-مما جادتْ به فيوضاتُ شيخنا الكريم الدكتور عائض وبما فتحَ الله به عليه حول فريضة الصلاة وأبعادها الإيمانية والعقائدية والتربوية الجمة الجليلة...