عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-04-2014, 11:37 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي المعتوهة والعجوز الجزء السابع


المعتوهة والعجوز

الجزء السابع


قال الصديق: إنها ماشطة القرية , تجهّز العرائس وتنقش لهن الحناء

وتضفر شعورهن بمهارة عالية لا تدانيها جميلات البلدة في ذلك

كما إنها تصنع القفف والحصر من سعف النخيل بالتعاون مع عمّتِها العجوز

فتكسبان معيشتهما من عمل يديهما

قال الغريب: إنّ هذا لأمر يثير الإهتمام.

وماذا عن العجوز ؟

قال الصديق: أما العجوز فقد كادت تفقد بقايا عقلها

بالتزامن مع سقوط آخر ضرس في حنكها

والذي ظل مقاوما عوامل النخر والتّسوس لمدة سبعين عاما

لكن الله حفظها لحماية المسكينة

قال الغريب: اليس لهما أرحام في هذه القرية؟

قال الصديق : بلى إنّ معظم اهل القرية من قبيلة واحدة,ولكنّ ظروف الحياة

الصعبة لا تمنحهم الكثير حتى يفيضوا على غيرهم

فنادرا ما يحسن إليهما أحد,ولكنهما ترفضان الصدقة

بشموخ وإباء,ولا تقبلان أن يمتن عليهما أحد أبدا

إنهما تعولان نفسيهما من عمل يديهما,فإذا فرغتا

من العمل,وأرادتا التسلية,لعبتا لعبة محلية تسمى

(عانّ نِتي)

وكثيرا ما كانتا تتجادلان و تتشاجران قبل وبعد وأثناء اللعب

تهدفان الى اسعاد زوارهما من الأطفال

و إذا رغبتا في إضحاك بنات الجيران أحيتا حفلة

راقصة صاخبة في منزلهما,إذ تطبل إحداهما وتغني

بينما ترقص الأخرى

وهما سعيدتان بضحك المتفرجين من الأطفال

فإذا ملّتا اللعب والرقص عمِدتا إلى حديث لا يفهمه سواهما

ولا يستطيع كائن من كان ان يجاريهما في سرعة

التنقل من موضوع إلى آخر

قال الغريب: فهل تؤذيان أحدا؟

قال الصديق: لا والله.بل إنهما في منتهى اللطف

قال الغريب: حسنا أريد منك أن تعرفهما عليّ

قال الصديق: وماذا يفيدك التعرف على معتوهة ومجنونة؟

قال الغريب: أريد أن أكسب أجرا بنفعهما

كانت المعتوهة تسرح شعرها وتغني أغنيتها القديمة المفضلة عندما

قرع الرجلان باب منزلها, ففتحت العجوز وهي مستنكرة

فقال الصديق: السلام عليكم يا خالة سلمى ,هذا صديقي محمد

جاء من المدينة ولديه بضاعة جيدة , فهل ترغبان

في رؤية ما لديه؟

قالت العجوز: لا. وأغلقت الباب

وحين هما بالإنصراف نادتهما الشابة :

تعالوا يا أولادي , أنا خالتكم بشارة الجميلة

فدخلا , وسألتهما عن شأنهما

فقال الغريب : أنا رجل تاجر , أتجول في القرى والمدن أبيع وأشتري

وقد سمعت أنكما تصنعان البسط الجميلة فهل لديكما شيئا منها لإشتريها؟

قالت العجوز: لا.ليس لدينا شيء.أخرجا الآن

فقالت بشارة : مهلا يا عمة.يمكننا أن ننسج له ما يريد إذا كان صادقا

فتعجب الرجل من سلامة تفكيرهما, ورزانة حديثهما

ثم قال: سوف أدفع لكما مبلغا من المال كعربون

فمتى تستطيعان أن تنجزا ثلاثة من الحصر؟

فسكتتا

فقال الغريب: لماذا سكتما


يتبع عن شاء الله






رد مع اقتباس