عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 23-03-2012, 01:57 PM
الصورة الرمزية جمعه المخمري
جمعه المخمري جمعه المخمري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 3,360

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
******************************
الأخ الفاضل والمبدع المتميز .. جمعه المخمري .. تحية طيبة ..
أين أنت يا أمي .. ؟ هذا السؤال يشكل مفتاحاً جيداً لمضامين النص ، وقد يشكل نصاً قائماً بذاته..إنه سؤال يختزل عدة مآسي لحقت هذا الطفل البائس .. فالقارئ يرجع إلى ما قبل السؤال ، ليعرف الأسباب والدواعي .. وقد أغناها السارد بنسيج سردي متميز .. رغم أن ما يتضمنه النص كان مؤلماً ومؤثراً .. تدرج السارد في رصد حالات الطفل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية .. حالات نتجت عنها وضعيات ثابتة ولازمة للطفل بقي انفراجها مرهوناً بعودة الأم .. وهذا غير ممكن على المستوى الواقعي ..تلك الوضعيات المتداخلة دفعت الطفل إلى الفعل والانجاز منها : السير والتيه والضياع .. كأنه يبحث عن بديل مشكوك في تحقيقه .. وهو وجود الأم بجانبه لكي تحتضنه كبقية الأطفال ..
بسرد جيد ضغط السارد المشاهد ، وعمل على تسريعها ، فالمشاهد تتغير وتتطور وفق تحركات الطفل وتصرفاته ، فتشكلت شبيهة بالومضات الخاطفة التي تنير للقارئ دروب الدلالات المغيبة في النص عنوة .. فرغم أن النسيج السردي يبدو متصلا ومترابطاً ،فإنه ينام على عدة فجوات زمنية ومكانية مشيدة تحت غطاء عالمين متناقضين : عالم المدينة / وعالم القرية / الأول هو فضاء يتميز بضجيجه وحركيته وعنفه ، فضاء ساهم في تأزم النفس والفكر والذات والمزاج .. وهو فضاء عمل السارد على التأشير على هذه الأزمة بعلامات لغوية حسية وتجريدية / الدموع / الجوع / التيه / البؤس / الضياع / الحيرة ....
والفضاء الثاني يتميز بالهدوء والسكون ، فضاء صامت متغير بهوائه ونباته مما يعطي الراحة النفسية للطفل .. فكان نومه دليلا على الإحساس بالأمن والطمأنينة شيئاً ما ..
تنقل الطفل بين وضعيات مختلفة مما أعطى نفساً أدبياً للسارد، فاستطاع أن يجزئ الأحداث الصغيرة عن طريق الرصد والملاحظة والتتبع الفوري .. وفعلا بلغ النص هدفه .. بعدما عرف السارد كيف ينتقل بنا من الواقع إلى ما يدخل في الحلم .. فما عجز الطفل عن تحقيقه في الواقع حققه في الحلم ، فجاءت الحقيقة واضحة شفافة على شكل رؤية تلبي رغبة الطفل الساكنة في تجاويف الذاكرة ..
وأخيراً ، فالنص يحيلنا إلى الجزم والاعتقاد بأن دور الأم في الحياة لا يمكن أن يعوض بأم بديلة مهما بلغ العطف ذروته وقمته .. فالحبل السري الذي كان يربط الطفل بأمه تعوضه الطبيعة الإلهية بحبل سري آخر : حبل العطف والحنان ،الرقابة ،السهر ، الرصد والتتبع المستمر ..
جميل ما كتبت ونسجت أخي جمعه ..
تقديري وتحياتي ..
الفرحان بوعزة ..
اخي الغالي والعزيز

اعذرني على تأخري بالرد

انت لست ناقداً فحسب
انما اديبا يملك من القدرة على استيعاب كل مفردة مقفولة
شكرا لهذا المرور الذي اكتملت القصة به

لك تقديري وامتناني
__________________
رد مع اقتباس