عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-06-2012, 12:50 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر العلوي مشاهدة المشاركة
تحية للجميع
هذه محاولة قصصية ارجو ان تعجبكم



"قيقيع قيع قيقيع قيع ".."هذا اجمل من صوت ديك الصباح الملعون.. هذا الصوت اكثر حزنا.. لا ادري لماذا يعجبني "هكذا تمتم وهو يمر على قطيع دجاج في طريقه الى هناك .انتفض حامد نفضة مفاجئة مقاطعا حديث البدوي الذي كان يرشده للطريق الصحيح للبلدة مما جعل هذا الاخير يسأله عما اعتراه لكنه طمئنه بأنه قد شعر ببرد عابر ثم شكر البدوي مكملا رحلته وصولا للبلدة قاصدا فيها (باصرا) او حكيما اشتهر في البلدان المجاورة بتقديم الدواء الشعبي للحالات المرضية الغريبة والتي احتار بها الاطباء.
الصحراء يسيطر منظرها على المشهد برمال ذهبية جميلة لا تخفي الشعور بالحر والتعب وكأن الشمس في هذه الظهيرة قد هبطت الى الارض وهنا البلدات متباعدة عن بعضها البعض لكن حامد الموظف الصغير في مؤسسة الاعمال العامة والمجنح عادة بخيال وحس فلسفي طبيعي لم يوفر جهدا للبحث عن علاج لحالته الغريبة التي بدأت منذ شهر .
يقود سيارته (الصالون) المتواضعة ، بشيء من التوتر بسبب صبر يكاد يراه ينفد خصوصا وقد نفدت علبة تبغه ، وتوتر بسبب تجربة جديدة فهو كان يرفض فكرة ان يلجأ الناس لمثل هؤلاء واذا به يذهب بنفسه ، وصل للمنزل المحدد ، استقبله رجل متقدم في السن لحية بيضاء يتخللها السواد ودشداشة قصيرة متقرمطة وعينان غائرتان في جسد نحيل ، جلسا في المجلس وبدأ حامد يشرح حالته وكيف انه قد بدأ ينمو بجسده الريش منذ ايام خصوصا على الاذرع وبكثافة ، رفع حامد جزء من ثوبه واذا بالرجل يندهش بانتشار الريش فوق بطنه ، صمت الرجل برهة ثم امسك بمعصم حامد وقال : "انت ضعيف للغاية وسيكون صعبا عليك تقبل العلاج، سأعمل ما بوسعي لمساعدتك، اذهب وبعد خمسة ايام عد ".
غادر حامد منزل الرجل منكفئا على نفسه يتفقدها ويبحث فيها عن ذاته ، ثم يخرج لوجوده ليتحسسه ويشعره بأهميته، يسير وهو يقود سيارته وكان الطريق يطوى للخلف ببطء فلا يتقدم كثيرا ، لكنه كان متعلقا بخيط امل في الشفاء ، صحيح انه مؤمن بالله وان كل شيء رهن حكمته ، لكنه وان سعى لدروب مشبوهة ، فهو يحترم تغير قناعاته بقدر التزامه بمبادئه .
حين دخل منزله لم يكن احد باستقباله كالعادة من أطفاله الثلاثة ، كأن صالة المنزل المحتضنة لأريكة قاتمة اللون وتلفاز في الزاوية البعيدة تشكي له وحدتها، نادى صالحة فلم تجب ، اتصل بها بلا جدوى ، خرج من المنزل متوجها لمنزل عائلة صالحة ، لكن لا احد هناك ايضا ، عاد ادراجه للمنزل وهو يحاول الاتصال ، حتى رن جرس الهاتف مظهرا اتصالا من صالحة ، ابدى قلقه لها، لكنها اجابت بهدوء انها خرجت مع اهلها في رحلة ونست ان تخبره، امتعض حامد في داخله لكنه لم يفشي ذلك ، بل اظهر لها ان المهم ان يكونوا بخير وسلام .
بعد قيلولة ليست قصيرة ، استيقظ حامد متثاقلا ،عندما فتح عينيه ، شعر وكأنه يقف معكوسا على راسه ، نفض راسه، واذا به يلتحف ازاره ، مما جعل الجزء الاسفل من جسمه ان يبقى عاريا ، استعاد توازنه ، وجلس على السرير ، نظر الى ذراعيه واذا بهما تغطتا بالريش ، رفع ثوبه ، جسمه كله ريش ، اصابه الهلع ، ماذا يفعل ، لم يبقى سوى ان يحلق هذا باستمرار حتى يأتي علاج (الباصر ) .
بدء حامد يوم عمله الجديد بتلال من المعاملات كالعادة ،في مكتبه الصغير المشترك مع زميله عادل، طاولات قديمة ، وجهاز حاسب آلي يتناوبان عليه ، وعدة خيوط من الشمس تنسل خلسه كل صباح من الباب آتية من نافذة المكتب المجاور، المعاملات ثلاثة ارباعها مرسلة من زملائه ، بحجة انها في اختصاص حامد، لم يكن من رد فعل سوى امتعاض داخلي ، والشروع في انجاز المعاملات ، يريد ان يرضي الجميع هنا، على الاقل للتشبث بعالم اجتماعي ظئيل في رايه ، لقد مضت سنوات وقد اعتزل الحياة العامة ، بل انه حاول مرارا الاستقالة ، لولا ظروفه المعيشية الصعبة ، وقلة شهاداته العلمية والعملية ، التي لا تؤهله لعمل آخر ، الصدمات العاطفية من مقربين له في ماضيه لم تبرح مخيلته ، فقد الكثير من الثقة بالآخر ، بعد ان كان يثق كل الثقة بذاك الاخير .
مرت الايام الخمس على حامد وهو بانتظار وصفة علاج ( الباصر) كان قد تمدد انفه متصلبا بشكل حاد، وازدادت كثافة الريش ، نظر حامد للمرآة ، فأصابه الذعر وهو يرى امامه شكل الطائر ، وتسائل : هل سأتحول الى صقر ؟ يحلق للأعلى ويهابه الجميع تهرب الطيور الصغيرة من طريقه، ام لعصفور وديع يبدع الالحان والاصوات ليشجي السامعين فيبحث عنه الجميع ويصبح صوته مألوفا ولا غنى لسامعيه عنه ، ام لحمامة تنشر السلام في كل البقاع ، وان واجهت الاخطار وبعض (السكاتين) المتربصة خفية عن اعين موظفو البيئة ؟.
عندما استيقظت صالحة في صبيحة اليوم التالي لم تجد حامد في سريره وهي التي تسبقه بالاستيقاظ ، ويتعبها في عملية ايقاظه، لقد نهض مبكرا ، خرجت من الغرفة بحثا عنه ، لم تجده في الصالة ، خرجت خارج المنزل ، السيارة مكانها ، لكنها سمعت جلبة واصوات ضحك الاطفال الذين كانوا ينتظرون حافلة المدرسة في الجانب الآخر ، ذهبت صالحة لرؤية ما يحدث ، فاذا بالأطفال التفوا حول دجاجة بيضاء كبيرة الحجم يطاردونها ويلتفون حولها مشكلين دائرة ، نهرتهم صالحة مبعدة اياهم ، لتأخذ الدجاجة على ذراعيها، على عنق الدجاجة رات صالحة علامة (وسم ) يشبه تماما (وسما) في عنق حامد في نفس المكان .
(تمت)
اهلا بك اخي شاكر
قصة رائعة
اعتمدت على الرمزية واإقتران بين الخيال والواقع
بطريقة متميزة
حيث تتضح من خلال
القصة
ان اصطدام الإنسان
بصخور الواقع في احيانا كثيرة
يؤدي به الى محاولة الهروب
الى عالم الخيال
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
رائع هو تواجدك وننتظرجديدك
اخي
__________________
رد مع اقتباس