عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-11-2015, 11:51 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية بالعاميّة الظفاريّة المشتبح




حكاية شعبية بالعاميّة الظفاريّة



المشتبح


الجزء الأوّل

اللقاء السريع


كان يا ما كان في ماضي الزمان
واحد مشتبح صاحب تهنجام وفشخره وتمجّاد
لا كلّم حدّ أو حدّ كلّمو أول حاجا يقول: آني ماني كما فلان الفلاني
على رجّال بعيد عنّو، ولا حد سأل يقول: هذاك واحد برذول ما يستوفي حقّو
لا لو مهره ولا صنعه صاطح باطح ، مديم الدهر يوخذ قُوته وكسبته من عند أمّو
يقول هكذا على الرجّال وهو لا يعرفو ولا شافو، بس منشان يضحّك الناس
بس هو مرّه سمع جماعا صاحبهم في سفر بيرغمونو، لأنّو بيناتهم عداوه وثار
وهذا كان من زمان، لكن المشتبح ما نسى هذاك الإسم ولا هذيك المذمّه
ومن رجع من السفر ما غضّ ولا كفّ عن ذكر الرجّال والكذب عليه
ومع أن هذا في الشرق وهاذاك في الغرب لاكان الأخبار توصل
وما شيء يتخبّى غير اللي ما وقع
وفي هذاك الزمان كانوا الناس قلّه، وأي شي يصير يدرون بو كُلهم
تتناقله الركبان كما يقولوا، بسبب الفضول والتشوّق للإثارة وكسر الروتين
فوصلت أخبار المشتبح إلى وذان هاذاك الرجل وإسمو علي بن مَظْعَغْ
بسّ ما تهمم بو، وقال في قلبو: هذا رجّال عتلول، والوقت با يربيه
وحصل أنو تزوج على وحدا ما بغاتو، وبعد مدّه فركت عليه
ويوم وصل الخبر لا عند المشتبح لاقاها فرصا منشان يزيد من كذبو على الرجّال
فلا هو رمس مع حد يجاب سالفت الزوجا ويقول: هاذاك رجال ما عندو سلب
والمره فركت عليه لأنو ودّف سنه من تزوجّها ما مسّها ويزيّد هرج وخرابيط كثير.
ويوم وصلت هذي العلوم إلى سمع الرجّال الطيّب نفس الشىء ما حفل بها
لاكان يوم جا يخطب مرا جديدا غلبت منّو، وقالت هذا ناقص، ولا هو خطب عند حد
أتهموه في رجولتو، بسبب دعايات هذاك المشتبح
فتأثر وأمتحق وأمتغث كبدو، وما عرف كيف يسوِّي، ويوم راوج أخوانو قالوا لو:
ما معك بصر غير تجيب هذا الكذّأب لا هنا، وتلزّم عليه يعترف قدّام الناس كلياتهم
أنو كذب عليك، فوافق على هذا الشور، وشلّ آقاتو، وركب ذلولو وسافر
قدا بلاد الكذّاب، وتعمّد يمشي على سيف البحر، لأنو كما يقول المثل:
صبّح البحر ولا تصبّح الناس
ومعناتو على الأقل يصيد شيء من البحر يقتات عليه لين يوصل بلاد غريمو.
أمّا المشتبح فكانت له زوجا صالحه وعاقله، تكفّو عن الكذب والبهتان
وتحذرو من تاليتها، وتقلّو دايما: يا ابن الناس ما هو سوى تكذب على آدمي
عمرك ما شفتو، ولا تعرفو، خير لك تخللي الكذب والبهتان لي ما با ينفعك
آني خايفا لا يجي على غفلا ويدفدفك قدّام الناس، فكان يتمسخر من كلامها، ويقول لها:
أمبا خلليه يجي لا هنا، وبا تشوفي أيش با أسوي بو، لا ما نتفت لحيتو
وشواربو وحواجبو والآ فركي علي، بعدين يضحك، والمره تقلّو:
أحسن لك تتعوذ بالرحمن من بليس الرجيم، وتخلي المسخرا والتشبّاح
بس هو عادو الاّ يزيد غشاما ونذالا.
ومشى علي بن مَظْعَغْ ومشى لين ابتعد عن بلادو وصار وحدو، ما يشوف ولا يسمع حد
وكان قبل ما يدخل عليه الليل يدوّر على كهف والا مغارا، يسدّ بابها وينوم للصباح
وفي ليله من الليالي القمريّا وقبل الفجر بشوي سمع الناقا وهي بترعش وتجوّد
فصتّ وهو فزعان فشاف حيّا سودا كبيرا كبيرا، ملتفّا على حيّا بيضا
فخاف على نفسو، وجلس يتصهور عليهن وهو مفذور
وجت الحيّا البيضا بتهرب لا قداه، والثانيا ملتّفا عليها، لين وصلن لا عند مدخل الكهف
ويوم تحملق شاف وجه الحيّا البيضا كما وجيه الناس، وسمعها بتبكي وتقلّو:
الحق علي، بُركْ شُوك ، وهي بتحاول تدخل لا عندو، والسودا بتجرّها
لاكان هو أفتذر وفزع، وبغى قلبو يخرُج من ثومو، ويوم الحيّا السودا شمّت ريحتو
تحالت قدا الكهف، فزعّقت الحيا البيضاء: التّغ أبْحِي لي
فسحب آقاتو وحذفها بالحيس على راس الحيّا السودا، فدخلت في فصحيتها وطبقت
فزعقت من الوجع، حتى افتذرين الطيور النايما والحيوانات الغافيا وخرجن من جحورهن
وشردن من هاذاك المكان، وتفلّتت الحيّا البيضا، وانتفغت تقول ميّتا قرب الكهف
وهجمت السودا على الرجّال لي رماها وأكثراتو بغت تعضّو، وهي بتزعّق:
هوووي أنُغلي أوهيييه يو عمري
لاكان الله فوّلو، وما وقع لها تلّف جسما منشان تلدغو
فسحبت الآقات بذيلها من راسها وهي بتزعّق من الوجع ورمت بها لا عندو
وقالت لو: ثنّي ، فمسكها وهزّها، وقبل ما يرميها قالت لو الحيّا البيضا: لا تثنّي لا تثنّي
قالت السودا: ثني ثني، لا بغيتني موت ثنّي، وقالت البيضا: لا تثنّي لا تثنّي
فوقف حائر وبالصدفه شاف البيضا قد تحوّلت لبنت جميله جميله، وبيضا بيضا
والثانية انمسخت خادم أسود سواد الفحم اختفى بلمح البصر، فخاف وأفتذر
لاكان الحيّا البيضا كلّماتو وقالت لو: إشكك، هذا الملعون تخارج
ولو ثنّيت كان ثار وقتلنا ثنينتنا، وداخت مرّة ثانيه، وطلعت الشمس
فشاف الدم بينزف من عنقها، فراح يعدي قدا البحر، وغمس مصرّو في الماي المالح
ورجع يعدي ومسح على الجرح النازف وربطو، فزعقت الصغيرا من لسعت الملح
فطمّنها وسقاها شربت ماي وأطعمها كم من بسرت تمر، فنامت في مكانها من التعب
وهو ارتبش يسير في طريقو والاّ يحجر هاذي البنت اللي ما درى بها أيش من علّا ؟
وعادو بيفكر انتبهت، وقالت لو:
جزاك الله خير، آني من بنات الجان، وهذاك شيطان كافر لاقاني هنا وحدي
لأني كحفت ، وعطاتو شعر وقالت لو: متى بغيتني أحرقهن، بعدين أختفت شوي شوي.
فقام وركب ناقتو وكمّل سيرو، ولا هو وصل مكان يبات ليله مع الناس منشان يسمع هرجهم
فلا كان ما حد جاب سيرتو، إلين وصل قريه بعيده يوم قدها
عشيّه، فدخل المسجد، وبعد صلاة العصر خرجوا المصلّين كُلّياتهم
وما بقى غيرو هو والإمام لي جا وسلّم عليه وعرف أنو غريب
وحلف عليه أنو يبات عندهم، فوافق وراح معو، فذبح لو ذبيحا وطرّب
بأهلو والجيران، وبعد صلاة العشاء وفي بيت الإمام كان المجلس متروس
رجال وأولاد، وبعد شوي دخل واحد شاب ما شاه الله عليه تقول
جنديت ، طول وعرض، ويوم دخل دخل زرمان ولا حيّىا ولا سلّم
سِيده أكترّ الإمام يعاتبو ويقول: آني ما ني علي بن مَظْعَغْ منشان تطرّب فيني
آخر واحد، وفقع المجلس بالضحك، وأبتكد الضيف وتحملق في وجه غريمو
وأحتف عليه وبغى يهاجمو، فلاكان تحمّل وصبر وسكت عنّو
ويوم دخل المشتبح المجلس وشاف علي بن مَظْعَغْ أبتكد تقول حد طعنه بجنبيّا
وبغى يخرج، وقال: المجلس متروس باجلس برّع ، فلا كان الإمام حلف عليه
أنو يجلس جنب الضيفْ ـ سبحان الله ـ فجلس جنبو وهو بيرتجف من الغمرا والوهقه
صحيح هو ما عرفو بس عثر بالرجال الغريب وحسّ أنه اغتفق
وبعد العشاء جلسوا يسولفون، وسأل واحد اسمو مستهيل
الرجل الغريب: أم بيرا من أنتا ومن هين جيت ولا هين رايح؟
فقال الإمام: أيش هاذي العجله يا مستهيل، الرجّال عادو ماكمل ثلاثة أيام عندنا
وأنتا تعرف السوارح، فسكتوا عن الضيف
فقال المشتبح: عمّي مستهيل با يفعل كما علي بن مَظْعَغْ لي ما يعرف الأصول
فضحك كل من في المجلس من دُن الامام
فقالّو الضيف: بالله عليك أيش قصّتو هذا الإنسان اللي تستعرّ منّو؟
فأرتبش المشتبح وإسمو نصيب، وعرق وأشتكف وجهو، وما درى كيف يقول
فقال بعض الجالسين هذاك رجّال ما نعرفو غير من عندو، خبّر الرجّال يا نصيب
وقال بن مَظْعَغْ: آني قُد سمعت عنّو، مش هو اللي ما عندو سلب؟
فتشجّع نصيب يوم شاف الجماعة بيضحكون، وشاف الضيف ما هو عويج
وثار واقف وهو بيتمطّط وقال: الله يسلّمك هذاك رجّال غثر، خمع ما فيه خير مطحوب
قد تزوّج كذا كذا حريم، وكلّهن يفركين عليه، فضحك الناس وعلي معاهم
فقال الإمام: أستغفر الله يا بني، الغيبا حرام، والرجال ما هو ماجود
منشان يدافع عن نفسو. فقال المشتبح: أمبا خلّيه يجي منشان أوريه عارُه
فضحكوا الجماعا، وبعدما خرجوا وما بقى غير الإمام والضيف سيّح على بنتُه:
أعَدَنْ أعَدَنْ جيبي لي التمباك، وبعدين سأل ضيفو:
من أنت يا بني، ومن هين جيت؟ ولا هين رايح؟
فقالّو: آني يا عمّ علي بن مَظْعَغْ اللي بيرُغمو نصيب
وهو لا يعرفني وآني ما عرفه
فقال الإمام: سبحان الله أنت علي بن مَضْعَغْ؟
قال: نعم بشحمو ولحمو
قال: يا ولدي من هين أنتا ومن أهلك؟
وفي هذي اللحظة دخلت عَدَنْ
فسكت الضيف


يتبع إن شاء الله


رد مع اقتباس