عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-08-2014, 12:56 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي مُفارِقة عابرة ..





أعرفتم كيف سبيلَ الأحزانِ...


مِن سالفِ العهد كانت وإلى الآن..


أعرفتم تلك الأيام الفانية في واقعٍ يرمي ما سواه..


في مجتمعٍ لا يفرق بين ما يترآءَ إليه...



وما يتخذه سبيلاً منهُ وعليه...


أبدأها بكلِ تأني...


فهذا مثالٌ أول يتبعهُ مغزىً ثاني...






خلقهُ الله وابتلاه...









وهو الحكيم إذ شفاه...






ذلك أعمى لا يتآتى النور لعينيه ..


وذلك يسري النور خِلالهُما وهو أعمى البصيرة...





يالها من مفارقة ....






حدثت في حينها ...





أعمى مسكين مُمسِكاً عصاهُ وهو معصومَ العينين بنظارتِه...






يُهروِلُ بكل تأني في فضاءِ المُتاحِ بحدودِ إستطاعته...




وكان في الأنحاءِ رجلاً سليماً يبدو من أثرِ هِندامهِ حكيماً




يتبين من لبسهِ أنه رياضي أخذ يركض ويركض حتى بدون سابق إنذار أصطدم بصاحبنا المسكين..




حتى ألقاهُ أرضاً وما أقساها من لحظةٍ عليه...

فقد كان كبير السنِ والوهَنِ يبدو منهُ وإليه...




المفارقة هنا...






أن السليم ردةِ فعلهِ أصبحت كاللئيم...



لم يمد يديه إلى العليل بل أخذ يعض شفتيه غضباً منه ....




ويقول لماذا لم ترني يا أعمى؟؟





يا الله ما أقساه...




فما حال صاحبنا إلى أن يقول...



إنني أعمى أعمى ...


وهذه نظّارتي المكسورة وجودها وعدمه واحد...


وهذه عصاي المبتورة ...


سبيلي إلى الطرقاتِ أيها الراشد...



أنا الأعمى يا بصير ..

فما حال البصيرُ إذ أصبح أعمى رغم رؤيتهِ...



مفارقة قد تاهت في أزقةِ المعاني الإنسانية...




فكم من ضريرٍ يتألم لكي نعيشُ بسلامٍ أنْعَمْ...




وكم من فكرٍ يحبو في خضمِ عقولٍ تصبوا...


إثارة المغزى أن ما بيننا وبين الحقيقةِ عزاء...


عندما يفقد المرء فطرتهِ ...



فأعلم أن الحياة هي من أغرته....





كثير من الأحداثِ نأخُذ منها العِبر...



ولكن تلك القيمَ يراها الجميع لا تخضعُ إلا لِمُخضِعِها..



لذلك المسألة مُعقدة فصعب تغيير النفوس...


عندما تأبى الجلوس...



في ضفافِ الحِكمة...



وما أرقاها من نعمة...


عندما تكون القلوب عارفةً مصاب القلوب الأخرى...


لتبقى كالجسدِ الواحِد كما هو معلوم...




بعض الأشجانٍ تتحرك للعيانِ فلا بد من جعلِها في مرمى الإذعان...

















24/ 8 / 2014م

__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه