[عبدالله الزعابي]

كاتباً ومفكراً وملهماً قلبكِ يا ( مريم ) ..
فقد حَوَلَّ صمتكِ يا سيدتي الغيظ إلى حزمة من الود ومجموعة احترام ..
تُبْعِدُ حكايتك يا مريم كومةَ الضجر ، وتقهرُ حروفكِ يا أنتِ أسباب الضعف في نفسي ، وتهزمين بتفاؤلك موتي.



صباحاتٌ من الحزنِ بالأمس كانت تنثر الفوضى في داخلي ، واليوم تأتيني مساءاتكْ موسوعة من الفهم ،
نماذج مختلفة ، تمازج رسمها مع قوة عاطفتي ومجتلى فيضي.


كالنور تُبعَثينَ في قلبي ، تَشرقينَ في عيني ، وتغيبي في دهاليزي ..


(مريم ) .. أيتها اللمحة الباسمة .. إن العقلَ يمدُ أكنافه باتساع سماواتكْ .. فدعيني أكتبُ إليكِ مالم تحيطي به عن دواخلي علماً ،
صرااااااااعٌ كالموج يعلو بعضه بعضاً .. تهتزُ من أثقاله الأرض ، ويغمر من فيضه البحر ..
فأقرئي ما سوف يأتيكِ في رسائلي من كلام .. لأني ضقتُ بأسباب الفكر الذي باتَ يئنُ في داخلي ويهذي ..!


نظرةٌ فاترةٌ تتهالك دلالاتها ، ومحنةٌ عجيبةُ الحقائق يعجزني سردها عليكِ ، أشعر بها وهي تلدُ مرادفاتها وتبوح بما لا تهوى به نفسي وتشتهي.
عنايةٌ أوليها إليكِ وأرعى أبجدياتها بكل اهتمام .. أستعين فيها بكل ألوان فلسفتي التي درستُ وتعلمتها من أجلك .. أدوات من اللغة آتي بها لكي تترجم إليك فنون خواطري وغموض دهاليزي .. ومايزال صمتكِ يا سيدتي حلماً يراودني فهمه وفضولاً يعتريني .. فلا تتركِ أذيال الخوف يعيث فساداً في جرحي .. يفرفرُ بأظافره وأنيابه صبري.


-------



الطيــــــــر المسافــــــــر

.