[صمت الهنائي]

بدأت المعلمة تتجول بين الطالبات ، تنظر لكراسة الواجب وتعاقب كل طالبة لم تحل الواجب ...
وصلت إلى مقعد وسن نظرت في كراستها ، الواجب تم إنجازه ، ثم طلبت منها أن تقوم بإعادة حل الواجب أمام الطالبات جميعهن ، قالتها بنبرة شديدة القسوة ، وكأنها تقول لها : "اذا كنت حللت المسألة وحدك وبدون أي مساعدة ستفعلين ذلك أمام الطالبات"
أي شك هذا ؟ دائما تنظر لها على أنها فتاة غبية لا تفهم والحقيقة غير هذا ..
ولكن تلك الطفلة ما استطاعت أن تحلها فقد كانت نظرات المعلمة لها تخيفها والمعلمة تزيد في التوبيخ لها حتى اغروقت عيناها بالدموع وتساقطت على وجنتيها من الخوف فهي ترى فيها الرعب الحقيقي وكأنه فلم رعب تعيشه كل يوم...
"ليت لأحلامي واقعا يلامس أيامي ، يلامس كل لحظات حياتي...
رسمت للأمل لوحة وعلقتها على جدار غرفتي ...
لحنت بأوتاري معزوفات أحلق بها بعيدا بين أحلامي ...
رسمت للغد طريقا أسعى لأجله دائما ...
أنا لست مثلها ، تقول عني فأنا الحلم بحد ذاته الذي سيغرد بعيدا ويحلق إلى عالم آخر حيث لا أنت ولا هو سيكون في حياتي"
استاءت المعلمة منها ، وبختها أمام جميع الطالبات ، ثم أخذت تجرها معها وكأنها تجر ماعزا لها إلى مكتب أخصائية المدرسة لتزيد في عقابها أزداد بها الخوف لأنها تعلم جيدا بأنها ستعاقب فما كان أحد يصدق تلك الطفلة ، جميعهم يتهمونها بالكذب بالغباء ،فمن ينصفها ويقف الى جانبها ولو مرة واحدة فقط ؟ لو مرة يستمع إليها شخص ما ، ولكن هيهات ، هيهات .. الذعر واضح في عينيها
والخوف يملأ قلبها الصغير ، إنه ذاك الألم الذي بات يؤرقها ، يؤرق أحلام طفلة ما تجاوزت العاشرة من عمرها...

"لماذا أيها الألم لا تتركني وترحل ؟ لماذا تبقى دائما ملازما لي وكأنك جزء من حياتي يأبى أن يتركني ؟ لا زلت صغيرة وأنت تحاصرني فماذا لو كبرت ماذا ستفعل بي؟
أتحبسني في سجنك ،وعن أعين الناس تأخذني ، ثم تأسرني ،ثم تحكم علي بموت بطيئا؟؟ دعك عني واتركني فما عدت أطيق رؤية دموعي على وجنتي تسير والألم في الصدر لا زال يقتلني"
انتهى اليوم الدراسي بالعقاب لطفلة ظلمت من قبل الجميع وفي البيت ربما هناك عقاب آخر ينتظرها ، من يدري ؟هكذا بدأت تأخذها الأفكار يمنة ويسرة تخاف مما سيحدث لها في المستقبل ...

وللبقية أيضا عودة كونوا بالقرب