عرض مشاركة واحدة
  #81  
قديم 31-01-2015, 03:21 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


كان اتجاهي علميا ، كنت أبدي ميلا للمواد العلمية ، وكانت أمي – رحمها الله – تتهمني بالتخريب
كنا نقوم بتصدير الخضار ، والفواكه ، والحبوب للبنان ، وتركيا ، وبعض أسواق الشرق الأوسط ..

قرية صغيرة ، وادعة ، في عمق سهل حوران محاذية للجمهورية العربية السورية،
لكنها في القلب كبيرة ، بتكافل أهلها ، وتماسك أفرادها ..

كانت هوايتي ممارسة اللعب بالخضار، والفواكه .

الغرفة الشرقية - وهي إحدى الغرف التي كانت تجمع أفراد العائلة - كانت مخزنا للحبوب
والمحاصيل .

سكين كتب عليه : صنع اليابان ، لكن مقبض السكين كسرت ، قمت بعمل مقبض من الخشب ،وقمت
بتثبيته بقطعة من المعدن لتصبح أقوى من ذي قبل ..

وفي عام دعفل ، هطلت الأمطار فيه بغزارة ، جرت السيول ، لترتبط من أقصى الشمال حتى تصب في
نهر اليرموك الخالد ، لتكون موسما لهجرة الأسماك إلى وادي الشلالة .

نبدأ بممارسة هواياتنا بصيد الأسماك ، والسباحة ، ونجني من الخيرات الوفيرة ، في الشعـــــــــاب
والسهول :

الفطر ، والزعتر ، والجلتون ، والقصيصة ، والقريص ، والخرفيش ، والعلت ، والعكُّوب ، والقُرّة ،
والجعدة ، والخبيزة ، وغيرها الكثير ، كل ذلك في فصلي الشتاء ، والربيع ، حتى في الخريف ،
والصيف لا تنقطع الخيرات. فالحمد لله دائما ..

أسماء أعشاب كثيرة نسيت أكثرها ، لكنها سبحان الله ! في سهول بلدي متنوعة، وفوائدها كثيرة ..

وتبدأ المعركة بيني ، وبين المحاصيل ، كنت من هواة تقطيع الخضار ، لترى أمي مجزرة من جنى
الحقول (أكواما) ، وأما العقاب ، فقد اعتدت عليه ، لدرجة أنني أصبحت بليدا ، نوعا ما ...

إذاعة (صوت العرب) كانت محظورة من قبل والدي

وكانت أمي تنعتني "بالمخرب "، فتأتيها ابتسامة ، حينما تستمع لنشرة الأخبار ،يتصدر موجز الأنباء فيها عبارة :

قتل مخربان وأصيب آخران بشكل شبه يومي ..
هههههههههههههههههههههههههههه

هذه العبارة ، كانت تبث في قلب أمي السرور ، حينما تسمعها ، لكنني هذه المرة أيقنت أن العقاب كان درسا لن أنساه ..
لست مخربا يا أمي والله ، لكنني ببراءة الأطفال أحب اللعب ، فقلبي طيب لأبعد الحدود ، ولا شك أن
ابتسامتك في وجهي خير دليل على ذلك ..

وفي المدرسة ، حينما كان الجرس يعلن نهاية اليوم الدراسي ، كنت أقضي بعض الوقت للاستماع (للراديو) .

كان حجمه آنذاك بطول 35 سنتمترا تقريبا ـ وارتفاعه ما يقارب 15 سنتمترا .

كنت أفكر ، كيف يتسع مثل هذا الجهاز لمذيع ، وحينما أهم بفتح صندوق المذياع ، أرى قطعة صغيرة

فينتابني الفرح ، لأقول لأمي :

يُمّه.. يُمّه :
هذه أسنان المذيع ، فأين بقية أجزاء جسمه ؟!
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 03-02-2015 الساعة 02:04 PM
رد مع اقتباس