عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 02-02-2015, 02:28 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


ثلاث سنوات في "لواء الشوبك"

الشوبك لواء يقع في الجزء الشمالي الغربي من محافظة معـــــــان ، تبعد عن المركز حوالي خمســـين
كيلومترا ، وتقع قراهـــــا على سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين : 1120 - 1651 مترا.

والشوبك ، اسم عريق يدل على تاريـخ مجيد ، تتمتع به المنطقة ، ذات الأشجار المتشابكة ، والكثيفـــة
وذات المناخ المعتدل ، وتقع في الجهة الغربية الجنوبية ، من المملكـــة الأردنية الهاشمــية ، وهي
من أهم المناطق الزراعية في المملكة ، حيث تشتهر بزراعة التفاح بأنواعـــــه بعد أن نجحت زراعته
فيها بشكل تجاري، لذلك استحقت أن تسمى ببلدة التفاح .

ولعل سبب تسميتها بالشوبك ، نظرا لتشابك الأشجار فيها ...

منطقة تكسوها الثلوج ، حيث درجة الحرارة ، دون الخمس ، أو الســــــــت درجات تحت
الصفر ، وأحيانا ، وفي شهر حزيران ، تبقى بقايا الثلوج على المرتفعات لشدة البرد .


حينما كانت الثلوج تغطي المنطقة ، لم نتمكن حينها من الذهاب إلى المدرسة ، لدرجـة يصــــــل ارتفاع
الثلج فيها لأكثر من متر في بعض الأماكن ..

وحينما نهم بفتح الصنبور ، نتفاجأ بتجمد المياه فيها ..

أنبوب من المياه يتفجر وأنا في الطريق إلى السوق في منطقة نجل ، وما تلبث أن تنبعــــــث منه المياه
بشكل قوسي ، ثم ما تلبث أن تتجمد ، لتكوّن قوسا من الثلج ..خلال لحظات قليلة ..

كيف نقوم بإعداد الشاي ، والشوق يزداد فينا لاحتساء كأس من الشاي ، في هذه الأجواء الباردة ؟

اللعب بالثلج كان هوايتي المفضلة ، وبعد الانتهاء من عمل نمـــاذج للقلاع ، والحصون من الثلج أجمع

كميات منه ، لأصنع كأسا من الشاي ، كميات كبيرة من الثلج ، لكنها كافية لعمل كمية لا بأس بهـــــــــا
بنكهة الثلج ، ذلك الزائر الأبيض ..

الطقس شديد البرودة ، والبرد قارس وشديد جدا ، لدرجة أنني لا أشعر بأذني وأخشــى إن لمستهما أن
تتكسرا ..
يسير الناس في الشوارع وكأن كل واحد منهم يحمل غليونا من التمباك ..

تتصاعد منه الأدخنة بشكل كثيف ، هكذا فعلا ، حينما تلامس أنفاســــــنا الساخنة الهواء البارد ليتشكل
البخار ...

ظاهرة يومية في الأجواء الباردة فعلا ..

وتبدأ رحلتنا في الطريق إلى مدرسة الشوبك الثانوية للبنين ، المسافة قريبة بين الســـكن والمدرسة
ولا تتجاوز الأربعمائة متر ، لكن الوصول إليها يحتاج إلى المغامرة ، حيث القابلية للتزلج القسري
وحينما أمشي على الأرض ، فلا بد أن أكون مصفحا ، حيث التزلج اللا إرادي

وما ينجم عنه من كسور وإصابات ، عدا عن تلك الورطة في تشرب البرد القاسي ..


لا بد أن أكون مصفحا بالملابس فعلا ..
قطع كثيرة من الصوف والقطن ، إضافة إلى المعطف الثقيل ، وتحت الجوارب كيس من
البلاستيك ؛ ليشكل طبقة عازلة تمنع وصول البرد القارس للقدمين ..
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس