الموضوع: حبٌّ مستعار . .
عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 25-01-2012, 10:47 PM
بوارق المجد بوارق المجد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 38
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف الكمالي مشاهدة المشاركة
- حرصتُ في كل ساعةِ ميلادٍ تطل عليَّ بسنة جديدة، أن أختبر قلمي فيما بلغهُ من تجربة شعرية . .
فالسنة الماضية كان اختباري مع قصيدة "جهل المشاعر" .. التي حصلتُ بها فيما بعد -توفيقًا- على المركز الثاني في جائزة راشد بن حميد للإبداع الأدبي.
أما هذه السنة فقد قررتُ أن أدخل لجانًا أخرى في التقييم، على نطاق أوسع،

وجاء اختباري بعنوان/ حبٌّ مستعارْ ،


حبٌّ مستعارْ !

عاذلي فيكَ، في هواكَ غريقُ
لا يريدُ النجاةَ، بل لا يطيقُ!

سرِحٌ فيكَ أن يفكَّ سراحي
مِنْ مُحيَّاك، ثمَّ لا يستفيقُ

مِنْ بريقٍ يتيهُ فيهِ، ومالي
عنْهُ إلا في مقلتيَّ بريقُ

أنا كالليْلِ والشَّوارعُ ملأى
في حشى الصَّمْتِ
، والفضاءُ طليقُ

لقيامِ المِتْرَيْنِ أرفعُ رأسِي
قِصَرًا، والوَجْدُ فِيَّ عميقُ!

لا تلُمْنِي والشَّوْقُ يُرْبِكُ أمْنِي
في طريقي، إن قلتُ: أينَ الطَّريقُ؟

أدَّعِي التِّيهَ كي أبوءَ بِوَصْلٍ
مِثْلَما يدَّعِي الوِدادَ مليقُ!

فتواري الأسبابُ نبرةَ نبضي
مثلما يواري الخواءَ أنيقُ

لَيْسَ عيبًا بوْحُ المحبَّةِ لَكِنْ
لَمْ نُعَوَّدْ عليهِ، هذا المعيقُ!

وترٌ، قيثارةٌ، ذكرياتٌ
وظلامٌ، وشاطئٌ وحليقُ

رسْمَةُ الحبِّ هذهِ أشعرتْنا
أنَّهُ بالرِّجالِ ليسَ يليقُ!


فصَهِيلٌ في جدِّهِ وَهَدِيلٌ
ونعيقٌ في هزلِهِ ونهيقُ

وخريفٌ أرواحُهُ ساقِطاتٌ
شفقُ الحبِّ مِنْ دِماهُ يريقُ

وربيعٌ إسبالهُ خيلاءً
يتوضَّا نداهُ قلبٌ رقيقُ

كلُّها مستعارةٌ لكلامٍ
أصلُهُ في شِفاهِنا مخلوقُ!

ربَّما حاذرَ المُقَيَّدُ حرًّا
بينَ قَوْمٍ جمودُهم مرموقُ

أن ينادي حبيبَهُ "يا حبيبي"
فينادي شعورَهُ التَّفْسيقُ!

وأغانٍ يا حبَّذا الفُحْشُ فيها
اسْمُهُ المُستعارُ فنٌّ عريقُ

لَيْتها تُذْهِبُ الهمومَ، ولكنْ
تُذْهِبُ العَقْلَ وَهْيَ همٌّ وضِيقُ

ودليلٌ على انعدامِ دليلٍ
في فؤادِ الذي إليه تروقُ

أطموحٌ إلى الرِّيادةِ بالعِلْـ
ـمِ شبابٌ من الغرامِ شفيقُ؟!

ألقُ الشُّوْقِ مِنْ قصائدِ شَوْقِي
صبَّهُ هاهنا الفراغُ السَّحيقُ

لكمُ اللهُ من يُسابِقُ عُمْرًا
هو بالموْتِ - آخرًا- مسبوقُ؟!

سارِقو ضِحْكَةٍ يفوحُ بُكاها
غَدُهُمْ مِنْ إداركِهِمْ مسروقُ!


رُبَّ فَذٍّ ما حرَّكَتْهُ صلاةٌ
ملَّهُ الثناءُ والتَّصْفِيقُ

مَنْ لهُ يومَ يَسْكُنُ اللَّحْدَ فردًا
لا شفيعٌ ولا حميمٌ صديقُ؟

النَّجاحُ الغربيُّ ما هوَ إلا
شُهْرَةٌ كأسُ خمْرِها التَّحْقيقُ!

بين أرضِ الإخلاص والروحِ حالتْ
كمضيقٍ بالمخلصينَ يضيقُ

فاحْمَدِ اللهَ يا أنا أنَّ أرضًا
أنْجَبَتْنا على الأذانِ تُفيقُ

بَيْنَ أهلٍ محافظينَ كرامٍ
السَّما دونَ صَفْوِهِمْ والشُّروقُ

المعاصي تموتُهُمْ وعزاها
أنَّ بعضَ الصُّدُورِ مِنْهُمْ تضيقُ

يا أبي أنت منطقي وبياني
مِنْ مُحيَّاك ينبُعُ التَّصْدِيقُ

يا صديقي، ويا أخي، ورفيقي
نِعْمَ أنت الأخُ الصديقُ الرَّفيقُ . .


مَطْلَعُ الحرْفِ من صميمِ محبٍّ
إنْ نجا ماتَ، وَهْوَ فيكَ غريقُ !


يناير/2012

لقد وقفت على عتبات هذا البحر الخفيف بأمواجه العليل بنفحاته الغني بصدفاته
فراق لي كل ما فيه . . وأشجاني برخيم صوته وعمق معانيه .. شكراً أخي يوسف
__________________
أفهكذا قهـــــراً أموت بصـدّكم
= رِفقاً عزيزي إنّ لي هفواتي
إن كان جُـرماً أن أحب مدادكم
= رُحمـاك فاغْفِرْ غافرَ الزّلاّتِ
رد مع اقتباس