يوميات صائم
من الحبّة قُبّة
التمر
عندما وصل وجد القوم قد سبقوه وأختاروا أجود التمور
ولم يبقى غير صنف عادي ليس بالممتاز، فلم يقنع به
والحّ على التاجر المتجول أن يخرج له صنفا ممتازا
فقال له الرجل: السيّارة قدامك، ولا لقيت اللي يرضيك شِلُّه
فذلف إلى متن السيّارة يقلّب قُفَف وأجرِبة التمر فوق تحت
وقد عطّل البائع والمشترين، فقال له أحدهم:
ما يخالف آني با قاسمك جرابي، خللي الرجال يشوف شغله
فنزل من السيارة غاضبا وقال:
انا فلان بن فلان أقاسمك أنت جراب تمر
آخر زمن والله، فتعجّب الناس من غلظة كبده
وأنصرف هو يتذمّر ولم يشتري شيئا.
فقال أحدهم: نذل والله ومتكبّر
وعندما سمعه البطل كرّ راجعا ودخل معه في معركة كلاميّة خسرها
لأن معظم الموجودين شهدوا عليه بالنذالة والغرور
وقبل أذان المغرب أرسلت أمّه أخاه الصغير تطلب تمرا من عند الجيران
اللهم لك الحمد على نعمائك التي لا تحصى.
قال سبحانه وتعالى:﴿
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾
آل عمران:١٥٩
قصّة رائعة عن الإيثار
حُكي عن أبي الحسن الأنطاكي: أنه اجتمع عنده نيفاً وثلاثين رجلاً بقرية من قرى الريّ
ومعهم أرغفةٌ محدودةٌ، لا تشبعهم جميعاً، فكسروا الأرغفة، وأطفؤوا السُّرج، وجلسوا للطعام
فلما رُفع الطعام، إذا هو بحاله لم يُمسّ؛ إذ تصنّع كل واحد منهم أنه يأكل، ولم يأكل مؤاثرة لأخيه
فلذا بقي الطعام على حاله.
قد يتبع إن شاء الله