عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 11-01-2013, 05:48 AM
عطر عطر غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 99
افتراضي

وفي وداع الوطن(وهو المحضن الكبير)، يقول محمود سامي البارودي في لحظة وداعه وطنه (مصر)، منفيًا إلى جزيرة (سيلان)، في أبيات تستحلب ماء العين، يقول:

وَلَمَّا وَقَفْنَا لِلْوَدَاعِ وَأَسْبَلَـتْ *** مَدَامِعُنَا فَوْقَ التَّرَائِبِ كَالْمُـزْنِ

أَهَبْتُ بِصَبْرِي أَنْ يَعُودَ فَعَزَّنِي *** وَنَادَيْتُ حِلْمِي أَنْ يَثُوبَ فَلَمْ يُغْنِ

وَلَمْ تَمْضِ إِلَّا خَطْرَةٌ ثُمَّ أَقْلَعَتْ ***بِنَا عَنْ شُطُوطِ الْحَيِّ أَجْنِحَةُ السُّفْنِ

فَكَمْ مُهْجَةٍ مِنْ زَفْرَةِ الْوَجْدِ فِي لَظَىً***وَكَمْ مُقْلَةٍ مِنْ غَزْرَةِ الدَّمْعِ فِي دَجْنِ

وَمَا كُنْتُ جَرَّبْتُ النَّوَى قَبْلَ هذِهِ***فَلَمَّا دَهَتْنِي كِدْتُ أَقْضِي مِنَ الْحُزْنِ

في قصيدة جميلة يذكر فيها كذلك وداعه لبنياته الصغار، وفيها من الحزن شيء كثير، وفيها كذلك تأسٍ وصبر في أبيات مرصعة بجواهر الحكمة والأدب.
رد مع اقتباس