عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13-11-2015, 03:11 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي المشتبح الجزء الثاني حوطة نصيب




حكاية شعبيّة بالعاميّة الظفاريّة



المشتبح


الجزء الثاني

حوطة نصيب



فقالّو: كمّل يا بني
فأنتسب لو، فثار الإمام واقف، وبنتو والضيف متعجّبين، وقال وهو بيضحك:
أظنّ أبوك محُود إر عاظط سزفراور قد تزوّج على ثنتين؟ قال: سبحان الله أنت تعرفو؟
قالّو: نعم. تعلّمنا ناوياه القرايه والكتابه والحساب جُبره في حضرموت قال على بن مظعغ:
أبوي مات قبل سنين، وأنا أوسط أخواني، فترحّم الإمام، وبعدين قال: لازم جيت منشان تقطع
لسان هذا الكذّاب؟ قال: نعم قال: وأيش ناوي تفعل معو؟
قال: أؤدبه قدّام جماعتو، وبعدين أجيبو لا بلادي منشان يبرّيني قُدّام الناس كُّلُهُم
قال الإمام: وتهايي أهلُو با يوقفوا متفرّجين ويخلّونك تضربو على كيفك؟
قال: با أكاونهم كليّاتهم قال: الكثرة تغلب الشجاعه
قال: با تحمّل فلاكان يعرف الناس أني برىء من بهتان نصيب
فأعجب الإمام وبنتُو بهمّتو وشجاعتو، وقال: العقل زينا يا بني العقل زينا
أنت نام ذلحين، والصباح رباح
ويوم أنتصف الليل سمع الضيف صوت ناعم خفيف يغني ناناه
فثار وزحف على ركابو لين خرج من الستريت، فشاف وحدا جالسه على صرفيت
مستقبلا القمر وهي بتغنّي بصوت حزين فقتّها الجنيّا البيضا، فسمّى بالرحمن ومشى
على أطراف صوابعو لين وقف قُدّامها، ويوم حست بُو أبتكدت وبغت تشرد
فمسك يدّها ويوم عرف أنّها آدمِيّه فلّت عليها وقال: ها غيتي إش كِش، غني. رفقه.
عزمت عليش تغني. وآني با رُدّ علِيش، فجلست مكانها وغنّت، ويوم سكتت ردّ عليها
فتحمّست، وجلسوا يغنون ثنينتهم كأنهم بلابل لبنان، لين خرج عليهم الإمام وقال:
بسكم عاود، أمهل بن نشاف
فدخل كل واحد لا مكانو، لاكان ما حد منهم قدر ينوم هو يفكّر فيها وهي تفكّر فيه
وبعد صلاة الفجر وفي البيت لاحظ الإمام أنو الضيف ما عاد هو نفس الشخص الهايج
اللي هارجو البارحه، شافو ساكت، سايح وسرحان فقال: أي ها. وراك هيكذا بتتصهور
على الحيطه؟ وضحك، فأنتبه الوليد وتنهدّ، فقال الإمام: هذي تنهيدة عاشق، أسألني آنا
فخزى الرجّال ونزّل راسُو، وفي هذي اللحظا دخلت عَدَنْ بالريوق
ويوم شافها علي بن مَظْعَغْ أنتقع واقف مندُن شعور، فحطّت الصينيا وخرجت بتُعدي
فتعجب الشيخ وقال: سبحان الله منكم الثنينه، البارحا تغنون جُبْرَه واليوم ما حجبتو عقل؟
وضحك، فأستحى الضيف وبغى يخرج، فقالّو: ايوه عدي وراها وخلّيني وحدي
فجلس وهو با يشتفر من الخزيت، فقال الإمام: تريّق يا بني، هذي بنتي المسكينا عَدَنْ
من يوم مات خطيبها وهي هيكذا، كل ليله تجلس على هذيك الصرفيت وتبكي، وبعدين تغني
وقد غلبت من الخطّاب الذي خطبوها، ومنهم نصيب غريمك
فقال علي بن مَظْعَغْ: أني أخطبها منّك، تزوجني ياها على سنّة الله ورسوله؟
قال: با أسألها، ولا هي وافقت أنا ما با لاقي خير منّك
قال: تسمح لي أكلّمها؟ قال: دُنْكْ بس، فلاكان ما تضغط عليها
وبعد الريوق جلسوا يتراوجون بخصوص نصيب المشتبح فقال علي بن مَظْعَغْ:
آني با روح لو ذلحين وخبّرو بنفسي، وبا أتحدّاه قدّام أهلُه كليّاتهم إنّو يثبت كذبة وحدا
من أكاذيبو عليّا، أو يستسمح مني وإلاّ با قاتلو حتى الموت ودخلت عَدَنْ منشان ترفع الصياني
ويوم سمعت كلمة الموت زعقت ونفغت بالصياني على القاع وعدت لا عند أمها
وهي حاطّة يدينها على وذانها، فأبتكد الضيف واستقام واقف وهو مرتبش، فقالّو الإمام:
وثخ، وثقّل عمرك، هي من تسمع كلمة موت تجيها هذي الحاله
وتِمّ أيام لا توكل ولا تشرب، فخزى وتندّم وقال: مسكينا الله يغظن منها
فقالّو: خلّيها، ذلحين. أنت من صدقك با تهجم على نصيب وهو وسط أهلُو وناسُو؟
قال: نعم، لازم يعرف الناس إني ماني باطل، ومش صحيح إنّو الحريم يفركين عليّه
هي وحدة تزوّجتها وهي ما تبغاني وأهلها خبّروني أنّها موافقا، وما سمحوا لي أكلّمها
ولا حتى أشوفها قبل الدخلة، وبسبّت هذا الكذّاب غلبن عنّي بنات عمّي وقريباتي
فلازم أستوفي حقّي منُّو. قال الإمام: أشهد أنّك رجّال شاجع، فلاكان تحتاج إلى الرياظه
والصبر والهداوه، قال: وكيف تريدني أفعل؟ قال: أوّل حاجة ما تخبّر حد بنفسك، ولا حد سألك
قول إسمي أحمد طلحِم، ولا قالوا لك أيش جابك لا عندنا، قول أخواني ظلموني ونغمت لا عندكم
وآني با قول نفس الكلام، وأنت أشتغل وتسبب لين يسير معك مال، وبعدين لا بغيت عَدَنْ
با زوّجك ياها وبهذي الطريقة تثبت لهم أنو نصيب كذاب، بدون ما تبتلق بو
قال علي بن مَظْعَغْ: المال معي مال، فقط أحتاج إلى دُكّان لأني تاجر
قال: مادام إنّك تاجر ومعك قروش فأيش رايك تكون شريكي في دكّاني؟ قال: تم
قال: فيا الله خلا نفتح وأورّيك السامان وأخبرك بالأسعار، فخرجوا وبعد كمن يوم عرفوا
أهل هذيك البلد سالفة أحمد طَلْحِم، وأستعسروه من طيبتو وحُسن أخلاق، وهو عرف يبيع ويشتري
وفي نفس الوقت خرجت عَدَنْ من حالتها وصارت تجي لُو الدكّان منشان أغراض البيت
وأوقات منشان تشوفو وتسولف معو بعد أن شجعها أبوها وأمّها، وأستعسرت أحمد طَلْحِم
وهو كذلك، فلاكان نصيب قام يلعب بذيلو، ودخلو الشك والغيرا، والحوطه والقليه
فقام يجلس كل يوم في دكّان أبوه اللي مقابل دكّان الإمام، ولا شاف الصغيرا جت
يقوم ويتعرّض طريقها، ويتحرّش بها، ويتبعها وهو بيشتدح وصالب عمرو ياخه رجّال
وما يخلّيها تتكلّم مع حبيبها ويفرفرها منشان ترجع البيت فيسع، لأنّو بن عمّها
وقد خطبها وغلبت عنّو، ولا هي غلبت تسمع كلامو ينهد عليها ويحاكمها قدّام خلق الله
ويومرها وينهاها، ولا حاول أحمد طَلْحِم يتدخّل يفتح نصيب فومه كما الرادو ويقل لو:
أنت مالك خص، هذي بنت عمّي، وأنت غريب فكون أديب
ولا تسوّي كما علي بن مضعغ
وبعد مُدّة ويوم أهتلكت البنيّا من نصيب خبّرت أبوها، فقال لها: أمبا صدقو نصيب
أحمد طَلْحِم غريب عنّش، ما يُقع لش حاجا، ونصيب بن عمّش ويبغى يتزوّجش
قالت: والله ما تزوّجو، ولو كان آخر رجّال في الدنيا. قال: أمبا كيف سوي آنا؟
وبأي حقّ تتكلّمين مع الغريب؟ فسكتت مستكسية فقال أبوها: يا بنتي احمد طلحم يحبّش
وهو حشيم وكليف ومعو خير، وقد كلّمني عنّش، فلاكان آني قلت لو هذي البنيّا ما تريدك
فقالت مندفعه: أريدو يبّه أريدو، وبعدين أنتبهت وعدت لا عند أمّها
فضحك وراح من ساعتو لا عند أحمد طَلْحِم لي هو علي بن مَظْعَغْ
وقالّو: خلاص البنت تريدك وهِى موافقة عليك، لا كنت تريدها زوجة لك
فقفز من الفرحا، وقام يحبّ راس الإمام ويدينو، وشاف نصيب الموقف فدخلو الشك
وركض من ساعتو لا عند أمّو وقالّها: يا يُمّه آني خيفان لا عمّي يزوّج بنتو عَدَنْ
احمد طَلْحِمْ، وبغيت الليلا أخطبها، فقالت لو: تمّ آني فداك، وشلّت كُمكُمها وجت عند
أبو نصيب في الدكّان، وفي نفس اليوم وبعد المغرب جا نصيب مع أبوه وأمّو وعمّه مستهيل
ومجموعة من الرجال، فأبتكد بهم الإمام وأسرتو، وفي الديوانيّا قال مستهيل:
نحن جينا نخطب عَدَنْ منشان نصيب، واللي بغيتو من مهر نحن مستعدّين من ريال لا الف
فقال الإمام: البنت قدها مخطوبه، وما يحوز المسلم يخطب على المسلم
فقحم نصيب وقال: ومن خطبها؟ قال: خطبها أحمد طلحِم
فقال نصيب: والله ما يمس شعره من راسها وأنا حي، آني بن عمّها، وأحق بها من الغريب
تحسبوني على بن مضعغ والا كي؟
قال الإمام: بن عمّها ولا بن خالها، شرب البحر، والله ما أزوّجها إلا برغبتها
فطنجر تمّن ومستهيل وخرجوا من دون كلام، فثارت أم نصيب ولعلعت من كل شكي وعاور
وبعدين قفّت مستفعه، ووقف نصيب شادح نفسو قدّام أحمد طَلْحِم وقالّو: با نشوف يا النذل
آنا والاّ أنته با يتزوّج عدن. تحسبني علي بن مظعغ والا أيش؟
فقالّو الرجّال: الله يهديك، فلاكان نصيب أنتعل وزيّد هرج ما هو سوى
فقام لو وقبض يدّو كما الملزمه وعصرها بقوّة لا خلف ظهرو، فصاح نصيب من الوجع
والفذرة: آح آح أرخي لي أرخي لي، ورجعت أمّو كما العاصفه وهي بتدعي على الرجّال
ففلّت عليه بعدما بغت روحو تخرج من الفزغ، وقال لو: الحساب طويل يا نصيب
وقريب أستوفي منّك، وبا أخلّيك تلاقي علي بن مظعغ وجهك بوجهو
فخرج يُعدي وهو بيثرثر: ... تحسبني علي بن مَظْعَغْ منشان تهددني، با ورّيك عطبت معي
ودروا الناس باللي أستوى، وخافوا على الرجّال الغريب من جبروت نصيب الفليع
ولا مرّ على حد منهم يقلّو: الله يفوّلك من نصيب، هو شبعان وما حد يقدر عليه
لأنهم يقتّون نصيب شاجع من كثرة كذبو وتهنجامو، فلا كان ما جرّبوه
وعند الضحى تفاجأ الإمام بالضولة اللي خلف بيتو
يتبع إن شاء الله




المفردات

مُحُود: محمّد ـ إر: ابن ـ عاظط: عوض
سزفراور: صُفرار والأسماء باللغة الشحريّة
جُبره: معاً ـ تهايي: تتخيل ـ أكاون: اقاوم وأقاتل
ناناه: فن غنائي ظفاري ـ الستريت: السكن الريفي
صرفيت: صخرة مستويه - قتّها: خمن وظنّ انها
ها غيتي إش كِش: اسلوب استعطاف في اللغة الشحرية
بسكم عاود، أمهل بن نشاف: كفى دعونا ننام
الريوق: طعام الإفطار ـ أنتقع: قفز ـ مندُن: بدون
حجيتو: ضميتوا - يشتفر: ينفصم وينشطر ـ الخزيت: الحياء
تريّق: تناول الفطور ـ دُنْكْ بيس: صيغة توكيل وتفويض
في اللغة الشحرية ـ نفغت: القت من يدها ـ استقام: وقف
وثخ: اهدأ واستقرّ ـ الرياظه: التمهل ـ نغمت: لجأت
تبتلق: تحتك ـ السامان: البضاعة ـ كمّن: عدة
استعسروه: أحبّوه ـ يلعب بذيلو: يبحث عن الشر
الحوطا والقليه: التحرّش بالآخرين ـ الصغيره: البنت ـ جت: أتت
يتحرّش بها: يستفزّها ـ يفرفرها: يستعجلها ـ فيسع: بسرعة
ينهد: يوبخ بصوت عال - فومه: فمه ـ الرادو: الراديو
مالك خُصّ: لا شأن لك ـ ما يقع لك: لا يمت لك بصلة رحم او قرابة
مُستكسيه: حزينة - حشيم: محترم - كليف: شديد البأس - كُمكُم: غطاء
رأس المراة الظفارية ـ شرب البحر: صيغة استفزاز - طنجر: اغتاظ
لعلعت: ثرثرت بصوت عالٍ ـ من كل شكي وعاور: كلام بذي
قفّت : ولّت وأدبرت - مستفعه : متشنّجة الوجه ـ شادح: متظاهر بالقوة
أنتعل: زاد شرُّه - الملزمه: أداة النجار لتثبيت الالواح
آح آح أرخي لي أرخي لي: دعني اوجعتني
الفليع: معتدي - شبعان: متغطرس
ضوله: ضجّة



رد مع اقتباس