عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2015, 10:23 AM
الشاعر إبراهيم السوطي الشاعر إبراهيم السوطي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 2
افتراضي قصيدة في أمسية (( للسويق يتلفّتُ القلب ))

إلى (( السويق ))
أكتب رسالة حب وأضعها في بريد عاجل إلى الطفلة التي منذ أن وُلدت لا تزال مراهقة.

عرس لعاشقين


أعدي لنا الليل
رمشا حريرا وصدرا وثيرا
أعدي لنا الشايَ والناي
والدندنات التي شوقتنا كثيرا
تئن الدروبُ التي انكسرت من خطانا
وتعصرنا ونّة ونّة
كي يسيلَ الجنونُ على راحتينا طهورا
نحبك جدا
نحب الجنونَ الذي يسكن الساحليين
حين يزمجر موجا ويعلو بحورا
أعدي لنا كل ما تشتهين
السماء، الرمال، البحار، المصابيح والريحَ
إنّ اتجاهاتِ عينيكِ شامخةٌ
أتعبتنا الشوارع حتى نعرج منها إليكِ
فلا لا تلومي الشوارع
حين تضج بها المركبات دَوَتْ أغنياتٍ وشدوا
ولا لا تلومي المصابيح
حين يمر الغريب ويسقط من لذة النورِ سهوا
ولا لا تلومي الرصيف
إذا أثقل الخطوات على العابرين
فقد أرهقتنا يداكِ
سلالا من الياسمين نطاردها دون جدوى
وقد أتعبتنا شفاهك فنجان بُنٍّ وحلوى
*******

أنا يا صديقةْ
على حافة من رصيف
أرى قدمي قد أضاع طريقهْ
تذكرت يوم التقينا
وشمس الصباح ممددة في يدينا
اتفقنا
لنبقى عشيقين حتى تضيق بنا الأرض غيظا
كسرتِ حدودَ اشتياقي
كسرتُ حدود اشتياقك
وامتد أفقٌ من الشوق والعشق
لا كنتِ أنتِ
ولا كنتُ
كنتُ أراقب هذا الوجود خصورا يهيمُ بها النخلُ
صدرا يُدفّئ رمل الشواطئِ
شعرا به يستحم الشتاءُ
وحين امر غريبا أخاف من الغيمِ
أن لا يُريني بعينيك لون النجومِ
أنا كلما اشتعلت غيمة خبئيني بصدرك إسوارة من ذهبْ
*******

وأنت تجولين في أعين الساهرين
وأدمعهم من ندى
شفة تشتهيها الشفاه
فمٌ في الجهات يفتش عنه الحيارى
وأغنية للسكارى
أعيدي الحوار
فإني الوحيد الذي لم ينم منذ ليلة أمس
أعيدي الحوار
دمي ثائر والأحاسيس من غير حِسِّ
ولا تعجلي
عانقتني حقول من الموز ما شبعت من مصافحتي
شفة ويدا وذراعا
متى يتربّعُ موزُكِ
لا تعجلي
انتظري كي يلوّحَ لي البحرُ حتى يقولَ وداعا
وحتى تلوّحَ هذي الجبال بروجا مطرزة وقلاعا
ولا تعجلي لو أخذتُ من الوقتِ ما ليس لي
وطويتُ الشراعا
تكدّسَت الأمنياتُ على طرفِ ساقيةٍ
فخطرنا ببال الأزاهير فصلَ ربيعٍ
وفي بال كل الفراشات سنبلةً
ونراودُ بالَ الشبابيك
تمتدّ تحفر حتى تزيد اتساعا
أجيءُ على ضفة من شمالْ
أحطُ الرحال على فضة من رمالْ
وأمضي على كل سورٍ يمدّ ويبسط لي روحه ما استطاعا
هبيني لأشتعل الآن بين يديكِ قصيدة حبٍ
وأطفئ هذا الوجود المشاعا
وأطفئُ ضوء النجوم
وأطفئ ضوء الشموع
فلا ضوء من غير عينيك
هُزي لنا الأرض خصرا يفُتّ الأنينَ بأرواحنا
فتراقصه في السماء المجراتُ
حتى يزيدَ اشتعالُ القلوبِ اندلاعا
فمنذُ التقيتكِ
حبي بلا وزن
شعري بلا وزن
والقافيات تخون حروفي
تخون نزيف مدادي
تخون اليراعا
أنا العربي الذي لو عشقت
تفشى قميصي وفاح الهوى من جيوبي وضاعا



**أُلقيَ النص في الفعالية التي أقامها صالون سعيدة خاطر الثقافي
رد مع اقتباس