وهذا شاعر آخر ماني الموسوس يستمطر الدمع من المآقي وهو في لحظة الوداع فتأملوا
صاح الغراب بوشك البين فارتحلوا *** وقرَّبوا العيس قبل الصَّبح واحتملوا
وغادروا القلب ما تهدا لواعجه *** كأنَّه بضرام النَّار مشتعل
وفي الجوانح نار الحبَّ تقذفها *** أيدي النّوى بزناد الشِّوق إذ رحلوا
لمِّا أناخوا قبيل الصّبح عيرهم *** ورحِّلوها وسارت بالَّمى الإبل
وقلَّبت من خلال السَّجف ناظرها *** ترنو إليَّ ودمع العين منهمل
وودّعت ببنان عقده عنمُ *** ناديت: لاحملت رجلاك ياجمل
ويحيى من البين ماذا حلَّ بي وبهم *** من نازل البين حلًّ البين وارتحلوا
ياراحل العيس عرَّج كي نودَّعهم *** ياراحل العيس في ترحالك الأجل
إنَّي على العهد لم أنقص مودّتهم *** ياليت شعري لطول البين ما فعلوا
|