بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مساء الألق..
القلم بحاجة لنا ..أم نحن بحاجة للقلم..؟
رغم أن القلم يصنف من الجمادات إلا أنه يحمل تاريخ عظيم و سجل له حضور حافل بالكثير من الإنجازات على مدى العصور. و قد شرف أيضا من قبل الله تعالى و ذكر في القرآن الكريم في أكثر من سورة بل أقسم الله سبحانه و تعالى به حيث قال : ((ن و القلم و ما يسطرون))
و لم يكن هذا القسم عبثا و حاشا رب العباد العبث . تشرف القلم بهذا القسم لعظمة شئنه و أهميته
فالقلم يعتبر الراوي والمسجل الأول لتاريخ الحضارات و القيم وهو وسيلة التقاء بين الماضي و الحاضر..
فلا غنى لنا عنه.. فهو اللسان الناطق.. فعندما يكتب القلم كلمات يكون وقعها كبير في النفس و الروح و يستقبلها المتلقي بكل شفافية.. نعم فلكلمات تأثير سحري على القارئ و من هنا تأتي أهمية القلم..(الكتابة ) فالكاتب عندما يرسم الكلمات و يصور المعاني فأن القلم يساعد على توثيق تلك الأفكار المتولدة عند الكتابة.. فالقلم بريد اللسان الصامت. فالكلمة لها تأثير كبير فالعين حتما ستتأثر بهذه الكلمات عند قرأتها و من العين للعقل فتترجم هناك.. ولا يقتصر تأثير الكلام المكتوب على العين فقط، بل حتى على السمع فعند الاستماع لقصيدة ما أو مقال معين أو قصة أو حدث تاريخي أو خاطرة فأن الأذن أيضا تتأثر بهذه الكلمات فتأثير الكلمات تأثير سحري مباشر يتسلل للداخل العقل دون أي قيود.. فالقلم أمانة أمانة عظيمة، وعندما أنعم الله علينا بنعمة الكتابة و سخر لنا القلم لنكتب ليس لبث السموم.. فحتما كل ما نسكب من حبر على تلك الأوراق يسجل علينا. القلم سلاح ذو حدين. ** سلاح يخفي ملامح لا حدود لها ** فهو أم أن يكون داعي لرقي و السمو.. أو داعي للانحطاط و الانحراف الفكري، النفسي، الأخلاقي.. القلم رغم أنه صغير الحجم خطير المكانة فعندما تجري ريشته الأنيقة الرشيقة تحول الساكن إلى متحرك والراكد إلى هائج. عندها تذل أقوام و تعز أقوام.. الكتابة بالقلم رفعة للمرء و شرف للمتعلم و بالقلم تخلد العلوم..لولا القلم لما وجدت الكتب و ما تعلم الناس.
قال تعالى: (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ))
هنا أيضا الآية الكريمة توضح لنا أهمية القلم للعلم و التقدم و التأثير و التأثر.. ولكن أيعقل أن تكون الرسالة التي يحملها القلم على عاتقه هي الرذيلة و شياع الفساد..!؟ أم هي رسالة رقي و تقدم..!؟
فلابد لنا حين نكتب لا نكتب مقلدين بل متفكرين.. و لكن للآسف في هذا الوقت أصبح القلم أداة نقل. لا أعيب النقل في بعض المواضيع. ولكن هناك تسأل دائما يجول في خاطري هل خرست أقلمنا حتى أننا لا نستطيع أن نعبر عن ذواتنا، و عن ما نحمله من فكر. أم أنه أصابنا الكسل و لم نعد قادرين على لملمت أحرفنا فوق الأسطر..!؟ القلم نعمة فهل نحافظ عليه أم نلقي به في عتمة الوحل..!؟
نحن نفتقد الحبر الصادق و القلم الواعي المتفكر.. فهل نحن من ضيع القلم أم أنه هو من ملل من جمودنا و ثقافة المنقول...!؟؟
تحياتي للجميع