[فهد مبارك]

إني ذلك الوطن المهاجر عني ،إني تلك الأرض البائسة ، كل الاحتمالات تمر قريبا من هنا وفيها ينضج

التعب ويترهل هذا الانسان ، كنتَ قريبا من دمي ، وكُنتُ قريبا من تفاصيل روحك ، تمر فيني تفاصيل

مثل ذاك الرجل الغريب بين تفاصيله حين (اكتشف :

أنه لا يملك بيتاً

وأن أبناءه يكبرون (أكبر) مما يجب

وزوجته تذبل (أقل) مما توقع ، وتزداد

عنفاً بلا مبرر

واكتشف أنه مفلس ولا يعترف به الفقر ،

وإن الأقارب أصبحوا يقرأون صحيفة الوطن

ويختلفون معه في وجهة النظر

واكتشف أنه كتب أشياء صحيحة في زمن خطأ

وأشياء جميلة في مكان قبيح

واكتشف أن هويته منتهيه الصلاحيّة

منذ سنوات ..

وأن أمّه ما تزال تدعو له بالهداية منذ

(ثلاث وثلاثين) عاما..! )

وتمر بي تفاصيل طفولته مثلي

(حين كنت صبياً

توهمت أن السماء سألمسها بعصاي

إذا ما علوت الجبل

كان جدّي يصدقني ، ساخراً

ويزين لي كذبي

فاخترعت أساطير طيشي

وقلت بأني علوت الجبل

وأني تلمستها بعصاي

وأيقضت نجماً بسرتها يختبي

وها أنا ، مُذ رحل الأهل وحدي

أردد أسطورتي

وأصدق ذاك الصبي )

وها أنا ، لم أعد كما كنت يعصرني الزمان والمكان ، وارتعد من أوهامي خوفي وما زلت هكذا ..