عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-06-2012, 07:53 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

Cool كلنا لن يعيدها!!!!!!!!!!!!!!!!



أسند حمد ظهره على الكرسي وهو يمسح على شعره الذي صففه بعناية ... ضغط على أزرار هاتفه بحركة تزامنت مع حركة شفاههُ الغاضبة .... وهو يردد ... ردي ترك الهاتف جانبا واعتدل في جلسته بعد أن سمع صوت المدير يقترب من مكتبه .. دخل المدير الى المكتب وطلب من سالم زميله بالمكتب بعض المستندات وانصرف .. عاد حمد الى هاتفه ولكن ما لبث ان تلقى اتصالا... ابتسم وهو يحمل الهاتف بهدوء مصطنع ... غامزا لزميله سالم ... لابد انها هي..... وقعت بالفخ أخيرا....
لكنه عاد الى أرض الواقع حينما سمع صوت الطرف الثاني.. كان رجلا ... دوت الكلمات في أذنه كريح عاصفة ... لم يثرثر الرجل ـ الذي سمى نفسه فاعل خير ـ كثيرا بل كانت عدة كلمات فقط ختمها الرجل قائلا: إذ لم تصدقني ستجدها معه الآن في مقهى رواد الأمل... واغلق الخط سريعا حمل نفسه وبراكين الأرض تثور في قلبه وعينيه....... لم يرد على زميله حين سأله ماالمشكلة ياحمد؟؟؟
الى أين بل ركض مسرعا.... أسرع سالم خلفه.. ولكنه لم يرى سوى الدخان المتصاعد خلف صراخ
عجلات سيارته أمام الشركة... لم تكن سوى دقائق تلك التي فصلته عن موقع الحدث ... هاهو الآن أمام المقهى ........ يشاهد أخته رحاب تجلس سعيدة مع شاب... تبادله الحديث... والإبتسامة تعلو محياها....... لايعرف كيف مرت الثواني وكيف نزل من سيارته ... كل مايعرفه انه صبح أمامها
أنقض عليها وعليه أيضا أشبعه ضربا ولم يسلم هو أيضا من لكمة عابرة أو لكمتين... عاد إليها ليصب
جم غضبه عليها ... جرها من شعرها... وكال لها ماشاء من الركل واللكمات... في الطريق الى البيت افرغ كل ماعرفه يوما من طقوس السب والشتم... أدخلها البيت ليكمل مابدأه حتى أدخلها غرفتها
فما من مجير فهي أخته الوحيدة ... التي خرج بها من هذه الحياة بعد وفاة والديه... إثر حادث مريع
...... أغلق الباب ... وظل صوت نشيجها الحاد يتقاذفه الصدى داخل إذنيه فيحرق غابات هدوئه
رغم مافعلته ... جلس على سريره يكافح نفسه التي تتلوى الما وتارة يردد: تستحق ما أصابها
بل أكثر ... ولكن هناك حيث يسكن الضمير يتردد داخله صوت آخر صارخا بقوة: ألا تستحق أنت!!!!!!!!!!! هل تستطيع أن تعد كم واحدة مثل أختك أخذتها خلسة من أمام دار أهلها ... كم واحدة أنتهزت سذاجتها أو طيشها وكم واحدة لازالت في طابور الإنتظار ... جعلت منك حلما بعد ان غاب الرقيب أخبرني كم رقم فتاة في هاتفك ياحمد ؟؟؟؟ لماذا انت صامت؟؟؟ هل ظننت أن الله سيمهلك أكثر
ألم تتصور أنك شارب من نفس الكأس!!!!!!! أخمد صوت ضميره وهو يرى رساله في هاتفه..... رمى الهاتف بعيدا .. وهو ينهض متكئا على الجدار فتح باب غرفتها بهدوء كان النشيج لازال متواصلا
وواهنا .. اقترب منها ... ووضع يده على رأسها... ففاجئته بأن ارتمت بحضنه ولفت يديها حوله
بقوة وهي تبكي قائلة: أقسم لك أنني لن أعيدها ...سامحني يا أخي .. سامحني أرجوك
ابعدها برفق وهو يمسح دموعها .. كلنا لن يعيدها يارحاب كلنا لن يعيدها.... ليس بعد اليوم
__________________
رد مع اقتباس