عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 23-04-2013, 12:05 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية


حكاية شعبية
أبو البنات السبع

الجزء الثاني عشر

فوصلوا إلى دار القضاء قبلا
وفي إنتظار أبي البنات السبع , كان أبو ساعِدة وزوجته
يتبادلان السُخرية, والإستخفاف, والهمز واللّمز, والقذف على غريمهم وبناتِه
وكان القاضي, ومُحبوا أبي البنات السبع ومؤيدوه, في قلق بالغ
فلمّا طال الإنتظارِ, وثب أبو ساعِدة وقال :
يا قوم إنَّ أبا البنات السبع قد عجِزَ عن تفسير الأحاجي
و أرى ان يُرسل القاضي من يحضِرهُ عُنوة, ويجلِبَ
بناتَهُ السارِقات, ليُقام عليهِنَّ الحد
ثم جلس مُتفاخِرا بنفسه, فقام إبنه سعدي وتوجّه إلى القاضي
ثم قال : أيها القاضي العادل إن كان عمي أبو البنات السبع قد أخلَّ بالشروط
وعجز عن الوفاء بها, فأنا كفيل بِدفع ثمن العِقد
ولكن لا تؤذوا عمي و بناته
فغضِب أبوه, وصاحت أمهُ :
أخرس أيها التافِه, إنّهم لا يستحِقونَ الرأفة, أنسيت ما فعلوه بِنا
فخرج سعدي و هو ينتحِب, وتوجّهَ إلى عمِه ليقِفَ معه في هذه المِحنة
ولمّا وصل إليه وَجَدَه وبناته ومناصروه يستعِدُّون للذهاب فأستوقفهم
ثم أخرجَ كيسا مملوءة بالنقود, وقال لِعمِّهِ :
أرجوك ياعم, خذ هذه النُقود, فأدفعها لهم, عِوَضا عن العِقدِ المشئوم
فنزل عمُهُ أبو البنات السبع وأعتنقَه, ثم شكره و إعتذر إليه
وقال له : تعلمُ يا بُني أنني لست أرضى, أن يُصيبكم أي سوء أو مكروه
ولكن أخي أبا ساعِدة لا يثِق بي ويظن أنني أبغِضه وأكرهه, أو أحمل
له الحِقد والبغضاء, ويشهد الله أنني لا أحمل له في قلبي سوى الوِدّ والأخوّة الصادقة
إنصرف سعدي بِرِفقة عمِهِ وبناته, وقبل أن يصِلوا إلى دار القضاء
طلبت سُعدى منه أن يبلِّغِ القاضي ومن معه بِوصولِ أبي البنات السبع
كما إشترط أبو ساعِدة وأنَّ عليهم ان يخرُجوا لِيشاهدوه بأعيُنِهِم ...!
فخرجَ القاضي والناسُ جميعا, ورأوا أبا البنات السبع قادما نحوهم
يلبِسُ عباءة مصنوعة من شبكة صيدٍ , و يبدو عليها ظلّ الشبكة فهو ليس في الظِلِ ولا في الشمسِ
وكان يركِبُ عِجلا, و رجُلاُه تخُطُّان على الأرض, فهو ليس براكِبٍ ولا بماشٍ على رِجليه
فصاح القاضي : الله أكبر... ها هما شرطاك قد نفّذهما أبو البنات السبع
اليس هذا ما أشترطت يا أبا ساعِدة ؟
فصاح أبو ساعِدة غاضِبا : هذان شرطان فقط, وبقيَ شرط ثالث
فهو قد أخلَّ بالشروط, وخسر الرهان
فناداه أبو البنات السبع , بلهجةٍ مُطمئنة :
هُلّم يا أخي لتتذوق طعاما ليس من البر, وليس من البحر
ولا من السناء فلما سمِعت البنات كلام أبيهن, بادرن إلى أخراج الصياني والأطباق والصُحون
ثم غرفنَ فيها من ذلك الطعام بمعاونة سعدي والجان الصالح
فأقبل القاضي, وتبعهُ الناس, وأكلوا حتى إمتلأوا, وهم يمتدحون أبو البنات السبع
ويثنون على ذكاء بناته
لكنَّ أبو ساعِدة إعترض قائلا :
إن بلح البحر, يوجد في البحر, فهو طعام بحري
فتوقّفَ الناسُ عن الأكل, وساد الحزنُ المكانَ

يتبع

إن شاء الله

رد مع اقتباس