دعيني أعبُّ الحبَّ من فيكِ قد أروى
فخلفَ ضلوعي مهجةٌ بالأسى تُكوى
***
نكأتِ بها الجرحَ القديمَ وهل بقي
لسهمٍ جديدٍ في حُشاشتِها مأوى
***
تكادُ من الآهاتِ تُنزعُ نفسُها
كأنَّ على أنفاسِها جاثياً رضوى
***
تَحسَّى كؤوسَ الحزنِ كَلمى حسيرةً
كأنْ أصبحتْ للبؤسِ أرجاؤها مَهوى
***
تضيقُ على رحبً بها الأرضُ كربةً
تئطُّ أطيطَ الثاكلاتِ من البلوى
***
على أنها لو رامتِ العيشَ دانياً
لَنُزِّلَ في أكنافِها المنُّ والسلوى
***
وسارتْ بطولِ الأرضِ وسعاً وعرضِها
منعمةَ الأثوابِ ناعمةَ المثوى
***
فيا لكِ نفساً باركَ اللهُ طبعَها
فما حضَّها الحرمانُ إلا على التقوى
***
وما ساقها للغيِّ والبغيِ حظُّها
لطائفَ حُسنى عالمِ السرِ والنَّجوى
***
فيا ربِّ أوزِعها لشكرِكَ رحمةً
وهوّن أساها ما إلى غيرِك الشكوى
***
سعيد بن علي اليعربي
27 رمضان1436هـ
14/7/2015م