عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-05-2016, 09:53 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية أي قمراوت النطله 1 المؤآمرة






حكاية شعبية



بالعامية الظفاريّة






أي قمراوت النطله



1
المؤآمرة







كان يا ما كان في ماضي الزمان
كان الخير عميم والهناء مستديم، في هذاك البلد العجيب
الناس عايشين في رخاء ونعيم، كل شي ماجود، واللي نقص عليهم
يجابّو التجّار من ساير البلادين، وهم كل واحد قايم على مهره، يسوّي اللي
عليه
بأمانا وصدق، لا جا وقت العباده تلاقي المساجد متروسه، ولا جا وقت الوناسه كلّهم يشاركون
لاكن هذيلا الناس فيهم طبايع ما هي سوى، والكمال لله وحده. يحكمهم سلطان محبوب
منصف وكريم، من عادتو يذبح كل يوم ذبيحه ويوزّع العيش والمرق على المحتاجين
لاكان مع الأسف هو مديم الدهر ممتحن وحزين، لا يضحك ولا يمزح، طارح هموم الدنيا
كلّهن على راسو. وهذونا ما يتحمّلون الغريب بيناتهم أكثر من جمعه جمعتين
وبعدين يطردون الآدمي إذا هو ما انتقف واشتلّ فيسع.
خطره واحد شوّاف هجّاج من بلد لا بلد نفغت بو رجولو عندهم، ويوم وصل صادف أوعُن منتشر بيناتهم
وشاف جهّال بيبكون، عيونهم حمرا حمرا وبتدمّع وأمهم بتنهد عليهم: بتبكون ليش ذلحين
هذا قضاء الله وقدرو، عيب تبكون عيب تتوجّعون، تحمّلو بوبت يا عيالي منشان الأجر والثواب ...
فناداها: آني معي دواء يا خاله، خلليهم يجون منشان أقطر لهم قطور.
فحمقت عليه، ووسخت بو: ما بغينا قطورات، الله المعافي، نحن ما نتعالج وما نوخذ شي دويات
لين الله يشافينا، الله يعُرّك منّا، يا غريب كون أديب. فتعجّب وأندهش
وتخبّر واحد شيبه شافو بيفرُك عيونو الثنتين هو زيده: الليش ما تداوون عيونكم ياعمّ؟
قالّ وهو مش قادر يفتح عيونو، ولا فتحهن شوي تصهدو الشمس فيغمَّظهن على طول، قال:
نحن لا صابنا مرض والاّ شي من بلاوي الدنيا نصبر على قضاء الله وقدرو، وما نتعالج بغينا الأجر
من الله سبحانه وتعالى. فصاحوا شلّة زغيويه كانو حاضرين، وعيونهم كما الجمر من حمرتها:
صحّ صحّ. فعرف الشوّاف أنّهم ناس جهّال متعصّبين.
لاكن المشكله ما هي في الجهل والتعصّب وبسّ، هذونا ناس تبّاعيّه، ما عندهم فكر ولا إرادة حُرّة
لأنّو إذا واحد معروف والاّ مشهور فعل أي شي زين كان والاّ شين تلاقي أكثرهم بيتبعونو مندُن سبب
ولا حاجه، بسّ تقليد أعمى هكذا، فلا واحد ذبح عقيقا كُلُّهم يذبحون حتى العزوبيّه
ولا طلّق تسمع الزغيويّا في المغاصيص وهم بيتحسّفون: لو كنتا متزوّج كان طلّقتا مع الرجال
مع الأسف ما معي مره، ولا وحده خشفت وذانها تلاقي بعد كمّن يوم أغلب الحريم قد خشفين
منشان كذا وذانهن كما المشاخل من كثرة الخشوف، ناس مطاحيب، دعايا تجيبهم ودعايه تودّيهم فتحيّر الشوّاف.
كانت محنة السلطان بسبّت انو ما يجيب عيال، كم تزوّج وكم طلّق!
لاكان ولا وحدا حملت منّو، ولا المرا تزوّجت غيرو تحمل وتربّي لا راد ربّك.
الشوّاف فيه ذكاوه وحيّالي، وقدر يوصل لا حد من العقّال، وقنّعو أن المرض والشفاء كلّهن بيد الله وحدو
فجاب عيالو وتعالجو، ويوم درو بو المقلدّيه جابو السرجيجا حقّوتهم، وأنتشر خبر الشوّاف
ويوم كثرو عليه صلّح قطور من نبتة يسمّونوها قمراوت، وقضى على الأوعُن بحول الله وقوّته
وأستعسروه وسمحو لو يعيش بيناتهم، ويوم درى بو السلطان طرّش عليه
ويوم جا نهد عليه وحاكمو، فخبّرو أن التداوي ما هو عيب وما هو حرام، وأن النبي صلى الله عليه وسلّم
وصّى المسلمين بالتداوي. ويوم تأكّد أنّو الرجّال صادق وتكانه وحاي شوف
طلب منّو يشوف لو دوى، بشيمه والا بقيمه منشان حالتو، فوصف لو ادويه وماكولات مقويه
وبعد شهور ربّك راد وحملت مرتو,
وتمّ حملها لاكن الجنين ما خرج، ومر شهر زيادا والثاني، وبعد ثلاثت شهور زيادا
ربّت مع عُسرا ومغث مخلوق أستغفر الله ما هي كما مواليد الإنس، ولا حد درى بو هو ولد ولا بنت
جلدو حمر حمر تقول قطعة دم، ووجهو منتفخ، وثومو فيه شغارير أسنان عوجا ومتفرّقات،
وكفوفو ورجولو غلاظ غلاظ، وراسو كما الجحله، آخر شي تأكدن أنها صغيره.
وأفتجعت المره من صوت المولودة لي كأنو صوت رجّال بالغ، وماتت من الحسره
وأفتذرين المربيّات وما أستانسن يخبّرين السلطان، ويوم تأخرن عليه دخل وشاف هذيك العلّه
لاكان هو عاش مديم الدهر محروم من الخلفه، ويريد يشوف ولو خروف من صلبه
فحمد الله وشكرو، وبنّد عليهن وهدّدهن اللي تفتح فومها با تشوف العار، ولا جا حد منشان
يشوفها يغلبين المربيات ويقولين: بنت السلطان ما شاه الله ما حد كماها، نخاف عليها من
العين لا حد يصري بها، وصدّقوا المطاحيب أنها شبهه، حُسن وجمال ودلال.
ومهما كان الآدمي لازم يغضن من عيالو، والسلطان استعسر بنتو الفجعه وسمّاهات
أي قمراوت على هذاك الدواء، ويوم مشت وتكلّمت لزّم على من في القصر ما حد يردّ لها طلب
مهما كان، ولا حد يقُلّها لوب لُب أبدا أبدا، ايش ما كانت شرغتها.
وكبرت وهي والفه على السمع والطاعا، ما حد يقول لها عيب ولا غلط، الجميع يمدحونها
ويدللونها، ومع الأسف الآدمي لا ولف على طبع يكبر معو، وهي كبرت مقتليه مجندعه وفليعه
وفيها سهجه ودلامه ونذاله. ويوم حجت عقل وبغت تلعب مع الصغيرات خرجت مع المربيه وهي متقنّعه
ولا حد تخبّر تقول هذي بنتي، والصغيرا تجاحد وتقول آني بنت السلطان لاكان ما حد يصدّقها ويتمسخرون منها ويسبّونها
وهي تحتّف وتحمق وتنقهر، آخر شي قامت تتحرّش بالبنات، تعضّهن وتدهفهن، وإذا أستوفن منها تجوّد بالحيس
وتجي المربيّه وتعصّ وذانهن وتنهد عليهن، فبشّين منها، ولا هي جت يتفرّقين ويغنين:

الحك الحك اقطبات ** أى داوفر شِش مشْ هزبات

خلقت علّت سسبرات **** ال ذهن بِشْ بل حزبات

ولا مرّت على صغيرات والاّ جهّال يغنون ويتمسخرون منها، وهي لا سمعت الغنايه تمتحق
وتستكسي وترد القصر فيسع فيسع، لين حرّمت تخرج، ولا حد يشوفها إلآّ وهي متقنعه برقع غليظ غليظ
وما لاقت حد يلاعبها غير عجايز القصر فحسّت بالهيانه وضمّت حقد وكراهيه في قلبها
وما لاقت حد يقولّها لها تأدبي مع الناس منشان يحشّمونش.
وبعد كمّن سنه اصتلب عودها فقامت تنازع ابوها لي شاخ وضعف، تحاكمو على طيبتو مع اهلو وناسو
وتحرّشو منشان ينتقم لها ويساوي فيهم العار، ويوم غلب حنقت عليه، ونوت لو نيّا
وتفلّعت عالوزراء والقضاه ورجال الدوله، تفنّش وتطرد وتهدّد وتتوعّد ولا عارضها الشيبا تردّ عليه
وتزعّق في وجهو بالحيس، وتستفع قدّامو وتكلّمو من خُشمها، فأستكسى كثير كثير
وتندّم على تربايتو الخايسه، وأكترّو كُساح بين عشيّه وضحاها، ويوم درو الناس
أمتحنو وجو منشان يزورونو، لاكان أي قمراوت ما سمحت لحد يدخل عليه، وزادت تنذّل بالشيوخ
ورجال الدوله وتسفّه بهم، ويوم درى ابوها بفاعيلها عزم يوصي بالحكم منشان أخوه.
الشوّاف كذلك تزوّج في هذيك البلد، ومرتو جابت لو ولد، فلاكن هو ما صبر من الهجيج والتلوّاح
هايم تحت الدايم كما يقول المثل، وسافر وخلّى المره وبنها، بس ترك لهم خيرات الله لي تسدّهم
مديم الدهر، قروش وغوارف وضواغي وعقار، فلا كان الوليد ما هو كما ابوه لأن أمّو ربّغاتو
وما لاقى رجّال يقوّمو بالقب فكان مربّغ هو زيده، وغفيق وأنزخا زخ وطيره، وأمّو ما تستانس
تقولّو لوب لُب ولا هو طنقر عليها تستكسي وتجلس تجوّد.
ويوم درت أي قمراوت أنو ابوها با يوصّي بالحكم لعمّها أستعمت وجات لو هذاك اليوم من صباحيّة
ربنا مشتكفه، لا شفتها تقول غبرى فيطعيت، وربربت من كل شاوكي وعاور، آخر شي قالت
لو: أمبا با نشوف يا شيبت بليس من با يحكم آني والآ خوك الخمع، وهمر السلطان على نفسو
وبغى يطرّش حد يجاب لو أخوه لاكن، كل اللي في القصر فزعو من أي قمراوت
وغلبو يشقعون لا برّع، فجلس ينعي عمرو، ومن أوّل قد صابو كُساح من القهر والمحنا
وما قدر يثور من السرير، وهي من ساعتها راحت للحراريس وقالت لهم:
بنْدن عليكم بندن تامّ لا تخلّون عمّي يدخل لا عند أوبي ولا هو جا سيّحو عليّا، وآني با عرف شغلو
ولا جا الرجّال منشان يطوف على أخوه ما تخلّيه يشوفو، وتكذب وتقول:
آني فدَك يا عمّ، أوبي محتاج راحا وسكينا، ولا شافك با يمتحن أزيد، ونحن بغيناه يتعافي
فيرجع المسكين ممتحن مقهور، وقد هو فزعان على عمرومن هذيك العلّه
وهي همرت وما عاد صبرت وبغت تفتكّ من ابوها، فوصّت جواريها يسقينو زرنيخ على شوي شوي مع الماي
منشان يتخارج فيسع مندُن ما حد يشُكّ في موتو، لاكن ربّك ربا كريم وحده من الجواري ثمر فيها المعروف والإحسان
وهي زيتا كيهنه، بتشوف وبتسمع نكايب أي قمراوت، بسّ ما ستانست تقول حاجا قُدّام الخاينات
ويوم لاقت فرصا سكّنت خادمها في جسم السلطان ووصّاتو يحرسو ليل نهار
ونوّهت عليه يوكل القوت ويشرب الماي لي تجابّو أي قمراوت وشلّتها
وهي تتشرخف وتجيب ماء وقوت نظيف لا لاقت خويه، ويوم تأخر موت الشيبا احتفّت الأميرا
وخافت لا يضيع الحكم من يدّها، وتدهدرت وتفرفرت، وقرّرت تقضي على أبوها بيدها
فتشرخفت هذيك الليله لا غرفتو، ومعاها ثنتين مدري ثلاث جواري ثخان ثخان
لا شفتهن تقول هذينا بقر ويوم قربن من الكرفايه ...

يتبع إنشاء الله



المفردات



مهره: عمل
مديم الدهر: دائما
انتقف: تحرّك
اشتلّ: رحل
خطره: ذات مرّة
شوّاف: عرّاف
هجّاج: سائح
نفغت بو: القت به
أوعُن: الرمد
تنهد: توبّخ
بوبت يا عيالي: صيغة إستنهاض (شحريّة)
حمقت عليه: غضبت منه
وسخت بو: باغتته
بيكاون: يعارك
زَيده: أيضا (شحريّة)
تصهدو: تحرقه
لا: إذا، كلّما، إن، لو ...
شلّة: جماعة
تبّاعيّة: مقلّدون
المسقاله: التافهين
درو: علموا من (درى)
الزغيويّة: المزعجين
المغاصيص: الأزقّة
يتحسّفون: يتأسّفون
كمّن: عِدّة
خشفت: ثقبت
خشوف: ثقوب
مطاحيب: أذلّة
تربّي: تلد
السرجيجا: الأطفال الكثيرون
قمراوت: نبات حولي متسلٌق، يظهر خلال موسم الأمطار
الموسميّة، بذور هذا البنات ذات أهميّة طبيّة
المصدر: كتاب نباتات ظفار
أنطوني . جي . ميلر
ميراندا موريس
أستعسروه: أحبّوه
تكانه: ثقة
حاي شوف: يعتمد عليه (شحريّة)
ربّت: وضعت
صغيره: بنت
مغث: قلق
شبهه: جميلة
يصري: يعين (تصيبها عين)
لوب لُب: لا لا. (شحريّة)
شرغتها: رغبتها
مقتليه: عابثة
مجندعه: عنيدة
فليعه: عدوانية، متهوّرة
السهجه: إستعجال الخير
الدلامه: الحرص
حجت عقل: عقلت
تدهفهن: تضربهن بين الكتفين
استوفين: ثأرن
تجوّد: تبكي
بالحيس: بصوت قوي
يعصّون: يقرصون
فبشّين: كرِهن
الحك الحك: إبتعدي (شحريّة)
قطبات: دُمية (شحريّة)
أى داوفر: سوء الخُلُق (شحريّة)
شِشْ: لديك (شحريّة)
مَشْ: مِنْهْ (شحريّة)
هزبات: كيمة كبيرة (شحريّة)
خلقت: طبع (شحريّة)
علّت: عوجاء (شحريّة)
سسبرات: كأنكِ جنيّة (شحريّة)
ال ذهن بِشْ: لا عقل لديكِ (شحريّة)
بل حزبات: ولا نباهة (شحريّة)
تمتحق: تتضايق
تستكسي: تحزن (شحريّة)
تفلّعت: تطاولت
أكترّو: باغته
غوارف: مزارع
ضواغي: شباك صيد طويلة
ربّغاتو: تساهلت في تربيته
يقوّمو بالقب: يأدّبه بالعصا
زيده: أيضا
غفيق: سفيه
أنزخا زخ: طائش، مندفع ( شحريّة)
طيره: أحمق
طنقر: صمت غاضبا
مشتكفه: عابسة
تقول: كأن
غبرى: سلعوة
فيطعيت: متجرّدة
ربربت: ثرثرت
من كل شاوكي وعاور: بكل قبيح
أمبا: حسنا
الخمع: المغفّل
همر: شعر بالخطر
غلبو: رفضوا
يشقعون: يخطون خطوة واحدة
كُساح: شلل
يثور: ينهض
بنْد: ممنوع
زرنيخ: الزرنيخ عنصر كيميائي له الرمز As والعدد الذري 33 في الجدول الدوري للعناصر.
كتلته الذرية 74.922 ويقع في المجموعة الخامسة عشر من الجدول الدوري الحديث.
يعتبر الزرنيخ من أشد المواد سمية ..
المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
يتخارج: يموت
كيهنه: مشعوذة
خويه: فرصة
الكرفاية: سرير حديدي





التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 08-05-2016 الساعة 10:00 PM
رد مع اقتباس