عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-07-2016, 09:52 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي





حكاية شعبية





أى قمراوت النطله




النغش



وقررت أوّل شي تفسد أخلاق الشباب، وتعبث بالشيوخ منشان يقع بيناتهم وبين حريمهم شرّ وخراب بيوت
معتمده على سلطتها وكيهنتها، مستغلّه طبيعة أهل هذيك البلد العجيبه، وهي أنّهم تبّاعين تبّاعين
لا واحد فعل حاجه جديدة الكل يفعلون مثله بدون تفكير، فلا سمعو أنو واحد سوّى عزوما والاّ مقيل قيّل أكثرهم
ولا سافر سافروا ولا حلق حلقوا، ولا خرج للقنص خرجوا ناس أهل تشبّاح وفشاره يحبّون السمعه والمدح والفخفخه على الفاضي
فطرّشت مطاريش لا بلاد الهند والسند منشان يجابوا الجواري الجميلات تستغلّهن في لعبتها، وجلّست تاجر طمّاع محل القاضي
ووصّاتو ما يحكم بشي الا بشورها، وكذلك بقيّة المناصب حطّت فيهن ناس حيا الله، وفي الليل تدرس القضايا وتصدر الأوامر على كيفها
والناس مش مهتمّين لأن عندهم خير ومرتاحين ومش حاسّين بالدنيا، فقط متلهّين بالمنافسات السخيفه.
أمّا الجاريا المنفية فربّك ربّا كريم، بالصدفا جا واحد عادو شكل، يوم شافها غضن منها وورمى سبيعيتو عليها وطرد راعات الفضول
ويوم تحشّمت قالها تعالي، فمشت وراه لين دخلّها بيتو، وجاب لها قوت وماي، وبعدما اكلت وشربت قالّها:
في هذا البيت آني وأمي وحدنا، فلاكان لش عليّ عهد الله وميثاقوا ما تشوفين منّي غير كل خير بشرط أنّش تخبّريني بسالفتش
لأنّو ما حد يوصل لهذي البلد غير المغضوب عليهم من قدا بشرزيحُن عِيَرْ. ويوم سمعت على إسم بشرزيحُن عِيَرْ بكت وبكت، فقالّها:
وراش تبكين؟ قالت لو: بشرزيحُن عِيَرْ هذي أمّي لي ما شتّها طول حياتي بس آني اسمع السلطان لي بخدمو يقول لي دايما:
لفرح بِش برت أشرزيحُن عِيَرْ، ويوم سمعت العجوز على كذا خرجت وهي بتعرج وبتجوّد: يا عمارني يا عامرني
فتعجّبو الرجال والصغيره، فقالت العجوز: لا تتصهورو عليّه هيكذا فيسع جابو ذره ومسيبلي ودبس خلّونا نسوّي نغش قبل ما يرصدونا
فبغى الرجّال يسأل فلاكان العجوز نهدت عليه فعدى وجاب النغش، فقالت للصغيره يا الله دقّيهم في الميقعه فيسع
ويوم انطحن الذره والمسيبلي صبّت عليهم الدبس، فشلّتهم العجوز وخرجت توزع الخليط حوالين البيت در ما در وهي بتقول:
يعرّش الله منّا قد رمينا النغش وذبحنا الكبش عرّش الله منّا يعرُّش الله رب الأرض وربُّ العرش.
وفي الليل نامت الصغيرا مع العجوز، ويوم قدها نص الليل سمعو حد بيصوّت أزيد من عشر مرّات: أشّ .. أشّ ويضحك
وهذا عزيف الجنّ لا بينادون على الآدمي، فثارت العجوز ووقفت وسط البيت وهي بتقول: عرّش الله منّا عرّش الله منّا
ولا هي قالت كذا يزيد الصوت قوّة وتحدّي: اششششش اشششش، فخرج الرجال وقال: توخّري يا يمّه خلي آني عندي الدواء
فسمعوا ضحك عالي، فأذن وكبّر الرجّال وكبّر الصوت معو وهو بيتمسخر، فقرأ آية الكرسي والمعوّذات فسمعوا الصوت بيقري معو
وهو بيضحك لاكان الرجّال واصل القراية والصوت بيقري معو لين قرأ سورة الصّافات، فسمعوا الصوت بيقول:
لا لا هذي مش حافظها والرّجال مستمر والصوت بدأ يبكي ويجوّد وخرجت الصغيرا من الحجره وهي بتترنّح
اتاريه الصوت بيخرج من جسمها وأنتفضت كما العيده، وكلّما الرجال قرأ أكثر تضطرب أكثر
لين صاح العفريت وهو مفذور: با خرج با خرج، فقالّو: أوّل حاجا خبّرنا بالسالفا كلّها، ليش جبت هذي الصغيرا لا هنا؟
قال وهو بيجود من الوجع: آني من خدّام بشرزيحُن عِيَرْ ، وهي أم هذي الصغيرا لاكان الملك طلّقها يوم عرف أنّها سيحره
وشرط عليها ما تدخل القصر أبدا ولا تشوف بنتها إذا ما بغاتو يفضحها ويحرقها بالقرآن وهي حفّظتني اللي سمعتوه منشان أقدر أقاوم.
قال الرجّال آني با خلّيك تخرج بسلام فلاكان بشروط. ويوم وصلن الجواري وشافتهن أى قمراوت حسّت بالغيرا من جمالهن
وقررت تغيّر ملامح وجهها، وتخبّرت راعات الكهانه من رجال وحريم، فخبّروها كيف تكون جميلة وفاتنة
ونهار ثاني تفاجئن جواري القصر والحراريس والموظفين بوجه أى قمراوت المختلف، الصوت صوتها والجسم وكل شي مندن وجهها
وجه أجمل البنات، وهذاك الوجه الفذره اختفى. فقالت لهم: وراكم هيكذا بتتصهورون عليّه، آني دعيت الله واعطاني حسن وجمال
فصدّقوها وهي كاذبة، وانتشر الخبر بين التباعين وجو منشان يهنون السلطانة بالعافية. وهي أمرت جواريها
يعليمين الهنديات الرقص والغناء، ويوم تمّ لها ذلك أمرت خدّامها يبنون مشرفية كبيرا كبيرا تطلّ على طريق السوق
وقامت تجلس فيها كل يوم ومعاها ثلاث مدري اربع من الجواري الهنديات يمشطين شعارهن، ويغنين ويضحكين بصوت عالي
ويتمازحين في رباغه ودلع زايد، والبخور والعطور بتفوح في هذيك الحافة كلّها، ولا مرّ حد وسمع الضحكات وشمّ الروايح الزكيّه
وشاف البنات الشابات والسلطانة المليحه يفتتن ويسحرو الحُسن والجمال، ويتسمّر مكانو يتفرّج على خلقت الله سبحانه وتعالى الشبهه
وهي يوم تحسّ أنو الشبّان قد تجمّعو ترمي شطرور من الدريشه، وتخرّج جاريه راسها من الدريشه وتزعّق:
يا ليكم هذاك لوسي مولاتي طاح منها، حد منكم يجيبه، فيتبادرون من با يوخذو، ويتضاربون منشان الأميره تشوف
القوي الشاجع لي با يجيب اللوسي، وتمّت تتلاعب بعقولهم، وتستغلّ طبيعتهم الخايسه، وهم ياخه ما يطيقون تختفي من قُدّام عيونهم
ويوم عن يوم يزيدون المتفرّجين، وانتشر خبر جلوس أي قمراوت في الخلفه بين الشباب، حتى افتتن بها أبناء الوجهاء
والتجّار والشيوخ، وما عاد حد حجى عيالو غير قلّه، ويوم تأكّدت انهم تعلّقو بها وبالبنات لي معاها وبا يبيعون الغالي والرخيص
منشان يشوفونها من قريب، كلّفت البنّايين يبنون مجلس وسيع وسيع، بعيد عن البرزه، وأمرت الخادمات يفرشينو بالزوالي
ويرصين فيه التكايا ويبخّرينو، ويولّمين أزيار الماي البارد واباريق الشاهي والقهوه والفواله، بعدين حرّشت الفتّانين، وقالت لهم:
خبّرو المطاحيب أن السلطانه بغت تتنحقّل زوج لها من بيناتكم، وتريد وزراء جدد، وهي لازم تقابلهم وجه لوجه
ويوم سمعو الشباب على كذا طمعوا في الزواج منها، والشيوبه تشرّغو بالوزاره، وقتّوها من صدقها، ونهار ثاني ومن فجر الله جو يتبادرون
فاستقبلهم كرّاني نطله أمراتو أي قمراوت أنو يكتب اساميهم ويوخذ منهم جميل منشان الغداء السلطاني، وهي أصلا بتخطّط
منشان تحلب جيوبهم كل يوم لين يفتقرون، واستامن الرجال في مجلس يحيّر العقل من كثرة النقوش

والزخارف والطنافس والتكايا والروايح الطيّبه
والهنديات بيخدمينهم ويصبّن الشاهي والقهوه، ويوم انترس المكان وتريّضو دخل عليهم الكرّاني وقام يدور عليهم واحد واحد
ويكتب اساميهم، ومن وراه واحد في يدّو زمبيل يسع ناقه، ولا الكرّاني كتب يدلي هذاك الزنبيل تحت يدين الرجّال
فيستحي الآدمي ويرمي كل القروش اللي معو، بعدين رفعت الوصيفه الشبحه
يتبع إن شاء الله


المفردات

تشبّاح: زهوّ
فشاره: مظاهر
حيا الله: غير ذي بال
غضن منها: اشفق عليها
تحشّمت: استترت
يا عمارني يا عامرني: صيغة نعي
شتّها: رأيتها
من قدا: من طرف
عادو شكل: أفضل من الآخرين
الميقعه: الهاون
عرّش (شحريّة): صدّك
النغش (شحريّة): فدية من طعام أو غيره
توخّري: تنّحي جانبا
اتاريه: فإذا به
راعات: أصحاب
شطرور (شحريّة): قطعة قماش
الشبهه (شحريّة): جميلة
مشرفية: شُرفة
البرزة: مجلس الحاكم
نطله: غدّار ومخادع
جميل: تبرُّع نقدي
الكرّاني: الكاتب
الشبحه (شحريّة): الستارة



رد مع اقتباس