عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 19-12-2014, 01:43 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


أتسمعينني يا ريم الفلا ؟
حينما ترسل الشمس خيوطها الذهبية على محيا الأحبة ، وتنتعش القلوب معلنة بدء يوم جديد نشكر
الله على ما أنعم به علينا من فضل وعافية ...
وتبقى المحبة كائنة في القلوب ، لا تزعزعها أعاصير الدنيا ، أو تؤثر عليها رياح الظروف ، وتبقى
كالطود الشامخ لها في العمق جذور ، وفي السماء فروع وغصون ..

أدرك أن حاجتنا لمن نحب كأرض جرداء تنتظر مزن الوصال بالكلمة الطيبة ، والمشاعر والأحاسيس
التي أغدقت بها علي .... فهل نخضع لرياح التغيير ؟

وهل تؤثر بنا الظروف ليهتز عرش من الحب بنيناه ، وقصر من الوفاء شيدناه ، وصرح من الثقة
والمحبة والاحترام أنجزناه؟؟!!
سأبقى أرددها وأبحث عن براءات اختراع لعشق أبدي أسجله في مراكز اختراعات القلوب البشرية
لأؤكد أن الحب الذي ولد يمثل كل المنظومات القيمية ، وكل منظومات العشق والوفاء

كانت تقول لي دائما :

لا أشعر بحنان في قلبي أبدا ، على الرغم مما حباني به الله .
وأين تلك الأنوثة التي تتحدث عنها يا مخاوي البيداء ..؟ !
فأتوسل إليها أن لا تنفي صفة أراها فيها كمحيطات العالم من الحنان !! ..
كنت أظن ذلك بابا لأبتعد ، أو ديكتاتورية منها لتكميم الأفواه !

وتأتي الجنية مرة أخرى ترفرف بأجنحتها قريبا مني ، فأصاب بالذهول ، ثم تبتعد ..
وكأنها تود سماع همسات جنوني وشوقي للريم ..

ريم الفلا ..

أرجوك لا تقولي ذلك ، فهذا يتعبني ، فمعك أنت أحسست بكل معاني الحنان والرقة ، وتعلمت أن الحياة
قربك أخذ وعطاء ، فرأيتك الريم الرقيقة والأم الحانية ..

أقدم اعتذاري ، فأنت رمز الخصب ، كنتِ الوطن الأحب إلى قلبي

ويبقى حبي لك جنينا يحتاج إلى مزيد من الرعاية كي لا يموت موؤودا..

صاحبة السمو الملكي ريم الفلا ..
عندما تخرج آهات قديمة وتتبخر ، وصاحبة القلب الكبير ، شعرت بالأمس أن عرش ثقتنا يهتز ..

فلم ذلك ؟ وقد عاهدتك بكل ما عاهدتك عليه ..؟!!

كبيرة بعيني أنت ، وأما ما جعل الحب يكبر ويكبر، فلكونك لم تتكبري مهما أبديت ، فكنت تقدرين
المشاعر وأبقى كبيرا بعينك فكيف لا يتضاعف حبي لك؟

أسال الله أن لا تغير رياح الظروف تلك البنية القوية التي شيدناها معا فلكل ظرفه وحتى بين الوالدين
غياب وبين الطفل الرضيع وأمه غياب وبين الوطن وبيننا غياب وظروف قاهرة والله لا يختار البعد
والفراق والغياب مخلوق طائعا ...
لقد علمت عهودي وأيماني واستعدادي لأن أتشكل عجينة بيديك وأضحي بأقوى شيء لشرف قربك ..
فسيف القطيعة يقطع رقاب الوصال
إنها لحظة من أجمل لحظات العمر حينما من الله علي بمعرفتك لنكون يدا واحدة في وجه الرياح العاتية
، فنحدث التغيير بالفعل ليعم الفرح ..
وبعد غيابها الطويل ,,, يأتي الطائر الجميل باكيا ، والدموع تهمل من فوقي ، ومن حولي كالمطر ..

ما بك أيها الطائر الجميل ؟ أرجوك لم البكاء ؟
لقد كانت الهواجس تلعب بي يمنة ويسرة ، لم أجد تفسيرا لغيابها الذي طال كثيرا ..
وإذا بالطائر يلقي علي بصحيفة اليوم .. وفيها .. حادث مروع في الطريق ما بين القرية والمدينة ...
يا الله يا رب .. ويغمى علي ...

وفاة فتاة وعائلتها بحادث سير ,,,, والتفاصيل ترعبني ...
أسأل الله أن يبعد عنك الشر يا ريم الفلا ...
بحق الثرى المقدس الذي تعطر بخطوات مسير نبي الأمة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات وأتم
التسليم ، والثرى الطاهر الذي كان للدرب من بيت التي تطهرت الأرض بخطواتهم بحق كل ذلك .

وتظهر شمس الصباح في الأفق ، ولا زالت تشتعل في قلبي الذكريات ، وتلتهب في الرأس نيران
التخاطر ..والحزن يغير ملامح وجهي ..
سأذهب إلى هناك قرب المركبة الفضائية ، فلديهم أجهزة اتصال مع الأرض ، سأفعل المستحيل ..

وصلت ، ولم يمانع أعضاء الفريق من الاتصال ، لكنهم كانوا مندهشين ، من أين أتيت ، وكيف ؟
وكيف لي أن أكون معهم ؟ وكيف أحتمل انعدام الجاذبية ونقص الأكسجين ....لكنهم ظنوا بلا شك أنني
من بلوتو ، أو من عالم آخر ، فملامح وجهي أربكت تفكيرهم إلى حين ..
وبعد الاتصال ، تأتي رسالة :
حادث سير مروع على طريق المدينة ، نجم عنه وفاة جميع الركاب ، ويا للفرحة حينما كان اسما
لمسمى .. !!
فرحتي جعلتني أنسى .. لدرجة أنني نسيت الدعاء للموتى بالرحمة .. رحمهم الله جميعا ...

ريم الفلا الغالية :
صباح مشرق بنور الإيمان بالله وقدرته على أن تبقى ابتسامتك تعانق السحب وغيوم السماء فتهطل
بحبات المطر معطرة بأريجك وشذاك ورائحة جسدك الزكي .....

خلقك الله امرأة نادرة بكل ما فيها بعروبتها وإسلامها ، بدينها وديدنها بحلاوتها وجمالها إلى أن
اقتربت من الكمال ليبقى الكمال لله وحده - ريم الفلا - عروس البحر - أميرة القلب - ورفيقة الدرب
والمقيمة في الفؤاد ، أنت خير الصحاب وسفيرة الأحباب ، وشريكة العمر التي أتمنى
هي أرادة الله وقدرته ، وجبروته وحكمته ، ما ستجمعنا على الدرب أحباء ليغلف الحب عشنا الأبدي
....
عندما تغرد البلابل ، وتصدح الطيور مسبحة باسم الله ، وعندما نصحو قائلين أصبحنا وأصبح الملك
لله : حتما لتلك السعادة الغامرة بأن أحيانا الله لنرى يوما جميلا ....

فما أجمل سعادتي قربك وقلبي بعشقك وروحي بتوأميتها معك !!..

اللهم يا مسير الرياح ومرسل الرسل ومنزل الكتب على خير أنبيائك اجمع شملنا على الخير دائما
وأعني على الوفاء بعهودي لها وتحقيق آمالها يا رب العالمين ..

أبكيك في غيابك وينفطر قلبي عندما تقولين تصبح على خير يا مخاوي البيداء وتوأم الروح

في قلبي لك من الحب بحر تتصل به بحور الدنيا وفي كياني من العشق محيطات من الاحترام والرغبة
الأكيدة للسعي لأكون حارسا لعينيك وإنني لأدعو الله أن يحققه ..

الآن سأحتفل وأشعل النيران ، وشمعات الفرح بسلامتك .. فمتى ستأتين ؟
يا موطن المخلصين الأحرار
إليك أعلنت الرحيل ولا متاع لدي إلا الإيمان بالله ، وبملائكته ، وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر وبالقدر
خيره وشره .
توأم الروح تستحقين أن أمنحك القلب وما نبض ، والروح وما سكنت إليه والوريد والشرايين وما
ساقاه إلى القلب من الدماء والأكسجين

إليك أعلنت الولاء يا وطنا أتوق لأقبل ذرات ترابه صبح مساء
يا من سكنت الروح بالروح وصعدت بي إلى عنان السماء بحب لم ولن يتكرر بالتاريخ ، وأنت تعلمين
ذلك
إلى من يليق بها الكلم الطيب ، ويركن إليها الفؤاد ، وتأخذ المشاعر قرب أنفاسها قيلولة لا أود
مغادرتها ..

قد نعاني أحيانا من صعوبة ظروف تواصلنا لكن العشق والوفاء سفير قلوبنا

وبه نتواصل فلا حضارة ولا تكنولوجيا والله تستطيع نقل هذه المشاعر كما أودعها الله فينا ويبقى
الحب ما بقيت الحياة في لك أنت وأنت فقط

ويبقى الإنسان ضعيفا .. ليس بوسعي أن أعبر عن حجم حبي ووفائي لك

لقد رأيت فيك النقية المخلصة والأم المثالية ، والصديقة الوفية المثقفة التي أتشرف بأن أكون شريك
حياتها ...وهنا أدعو الله أن يقرب المسافات بيننا ويزيل حواجز البشر وإنه على ذلك لقدير

حينما بدندن الصباح ، وتعزف الشمس لحن الدفء ، وتلقي الأزهار على محياك التحية ، تفوح رائحة
الياسمين ، خجلا وتواضعا بحضورك غاليتي ، فمنك العطور أطيب ، ومحياك أجمل ، وقلبك أنقى ..

الراقية ....رائحتك تستثير الزهور ، وتنشي الرياحين ، وتريح القلب وتبهج الصدر

صباح الخير يا كل سعادتي يا نورا وضاء ومنارة لكل الباحثين عن الدفء والحنان

بغيابك عني تتأثر دنياي وتظلم ، وتتكسر فيه مجاديف الإبحار في السعادة ....
معك فقط أغرق وأغوص وأعوم بمحيط الحب والسعادة .

لغيابك وحشة وبحضورك حياة ، ومعك أرتدي ثياب الفرح وأنا هنا أؤكد لك أن حبنا يتعاظم ويتنامى
ليس بسبب بعدنا..

إلى روحي ومهجة عيني أطيب وأجمل وطن.. إلى وطني ..
وطني الذي أفديه بالروح : توأم الروح الحنونة :
مدي يديك سيدتي لنتصافح ونوقع مواثيق الهوى ...وننهي ما كان ومضى من ألم البعد والفراق
نكسر حواجز الماضي والمستقبل ..ونزيل قيود الفرقة وظلم الحدود ..

هات يديك بكل ما فيهما من دفء وحنان لأشعر بما لم يشعر به أمير من قبل

دعينا نتحدى العالم كما تحديناه وأثبتنا ضعف قيوده
عشت حياتي باحثا عن سر الجمال الخالد إلى أن هداني الله إليك ودخلت قصرك الخاص فكان الله معنا
على أن يبقى .

عشقتك وعشقت سر حياتك ونقشت اسمك فوق جبهة التاريخ وفي أعماق صروح الحب ليكون الحب
النموذج والمثال الذي يحتذي وحذفت بحبك قصص العاشقين لأتربع على عرش حب جميلة الجميلات

دعيني أشم رائحة الجنة بورودها وزهورها التي وعد الله بها المتقين ، فقط عندما أقترب من محياك

هان نحن الآن نكتب على صفحات المجد عشقا طاهرا فاق حب الأولين
وبعثر قصص العاشقين
وأنار قلوب المحزونين بأن الأمل مع الله يبقى ولا تهزه قوة في الأرض

صباح الابتسامة الرائعة التي تشرح صدر الدنيا كالأرض حينما تستقبل المطر أنت
صباح الخير ، والزهور تتناثر في فضاء العروبة ، تجمّــلها زهرة من نوع آخر

من جبين الشمس ، وجبهة القمر ، من أريج الجنة ، وابتسامات الزهور ، وأنفاسها الزكية الطيبة
المتواضعة ، من كل ذلك سيدتي نرسل إليك تحية الولاء والاعتراف بقدرك ومكانتك وأن العطر يرسل

إليك محبته وانتماءه

وتأتي تلك المجنونة ،، هيا اذهب إلى تلك العجوز ، ودعك من التفكير ، فقد نحل جسمك كثيرا ..

عليك بما قلته لك : أن تشرب مياها تساقطت من جسدها من رأسها حتى قدميها

اغربي عن وجهي الآن هيا...

هههههههههه

لا عليك ستندم ..

عندما يأتي المساء وتعود العصافير إلى أعشاشها ، وعندما تبدأ أشعة الشمس ترسم خيوط الوداع
ليوم طويل ، وترسم لوحة الشفق كمظهر من مظاهر قدرة الخالق ، تحن القلوب لمن نحب وتهتز
الأحاسيس وتتراقص المشاعر لمن نحبهم ..
إلى من سكنت القلب ، وحلت في الفكر والعقل أميرة جميلة ومليكة ترسم وتحكم بحبها وثقافتها بعلمها
ودينها وخلقها وديدنها صاحبة السمو ريم الفلا الأبية
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 19-12-2014 الساعة 01:51 AM
رد مع اقتباس