أخي وصديقي سالم
أنت تتحدث عن بشر مختلفين .. إن قصص الفلاسفة والشعراء والعلماء الحقيقين هي خير دليل على ما طرحته أنت.
وسوف أعطيك مثال بسيط .. لقد صدرت في جريدة الشروق هنا في القاهرة عدت صفحات كانت تتحدث عن مقابلة أجراها أحد الصحفين مع العالم المصري العملاق ( مصطفى محمود) رحمه الله ومن خلال قرائتي لهذا الحوار وجدت بأن الإختلاف هو العنوان الأمثل لهذه الحياة . فقد شدني رد العالم عندما سأله الصحفي . أين أنت الأن ولماذا لا يراك أحد ولماذا لا نسمع منك عنك ونعرف أين أنت؟ لقد كنت تمشي في شوارع القاهرة وتجلس في مقاهيها وكانت لك ضحكة ساخرة مع أصدقاء لا يعلمو عنك شيء منذ عشرين عام؟ ) هل تعلم يا أخي بماذا أجاب العملاق . لقد رد عليه قائل ( عندما نتخلى عن الأخلاق فلا حاجة لنا بالحياة . فالعزلة أهم من الفوضى) وهذا ليس هو الرد الأصلي الذي كتب في الجريدة ولاكنه كان يحمل هذا المعنى. ومن هنا أنطلق بسؤالي وإلى أين يأخذني ؟!! أنا نفسي لا أعلم ولاكنني مؤمن بحقيقة الإختلاف وبأن الثقافة فن يجب أن لا يدخله إلا من هو مؤمن بأن الفوضى في النقاش ماهي إلا خطيئة نحن نمنحها الحياة لكي تعيش حين نسمح للجميع بطرح ما يتناسب مع شهيتهم وليس كل ما يتناسب مع الأدب.
دمت في سلام
|