عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 01-10-2012, 07:03 PM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

خبـيءٌ .. لا ظلّ له !

* النص الفائز بالمركز الأول في مجال الشعر الفصيح

( كلٌ عدمْ
ينداح هذا الموتُ
ينسلُّ القِدَمْ
لا شيءَ غيركَ
خلفَ ناصيةِ العلوِّ ..
أصابعٌ قدرٌ ..
وخلفكَ ألفُ يمْ
قَلِقٌ كمارقةٍ
وحرٌّ مثلَ وجهِ النردِ
مشبوهٌ بخاصرةٍ
تدورُ .. تدورُ
من عبثِ الجهاتِ
وجودكَ ..
الأرضُ / السماءُ ..
جراركَ المعنى النبيذ
وتستفيقُ .. على اغترابِ الماءِ فيكَ
نوارسٌ ..
تهبُ الوصايا .. والمرايا ..
للعدمْ
كلٌّ .. عدمْ )
يا سائل الصحراء عن أيامها
وهبتك خيطا من دخان ضرامها
رسمتك كالبدوي يعبر هائما
حتى يصير إلى فناء خيامها
يا سائل الصحراء دربك فارغ
وهم قديم نّـزَّ من أوهامها
يا سائل الصـ ح ـراءِ .. لا وطنٌ !
هنا تنمو المسافةُ مثل كل خطيئةٍ أبديَّةٍ
لا ظلَّ يحملُ عنكَ أمتعةَ الوجودِ
ولم تُعِرك كنايةٌ حد الفراشاتِ الصغيرةِ
وحدك الناسوتُ في صفةِ الخلودِ
مذ اتَّسعْتَ على حدود البحرِ ..
غنتكَ المواويلُ .. استفقتَ بلا شراعٍ
كفك التمعت كريحٍ ..
وحدك اليوم الفلكْ
لا ربَّ لكْ ..
وكأن أسئلةً على جرفٍ تعرت
تشبهُ الكينونةَ الأولى ..
تَنَازعهَا الرواةُ ليخصفُوا ورقًا عليها
صاح أكبرهم .. وفوج عمائم :
( لا مهدَ للأعمَى .. سليل النارِ .. والأشعارِ ..لا غفران للأعمَى )
... وأنت منابتُ المدنِ القديمةِ
: أنت عينُ النهرِ .. حين جرى
وقافلةٌ كأن النهرَ
أودعَ سيرها شجرا :
وأنت السُّكرُ في حبِّ الخريدةِ
نبتة التأويلِ ..
بنت الزرقةِ ..
اشتبهتْ على لغةِ الخريفِ
وأرَّق الميناءُ ضحكتها
لأجلكَ ..
تقرأُ الضوءَ المخبأ
" لا يزالُ الموتُ متَّسَعٌ لشكَّـيـنَا "
ـ على الجسد اشتهاؤك ـ
هذه الأقدار أنثى أخطأت
لا تنتظرها ..
لا مفاتيح القيامة في يديها
لا .. ولا الوطن السرابُ .
غَابُوا .. جميعًا
هؤلاءِ الناس
غابُوا .
والطينُ .. منزوعُ الصراطِ
ممدٌ كالنخلِ ..
مطعونٌ ..
خَرَابُ .
لا باب تفتحه هنا ..
لا ..
لم يعد في الأرض بابُ .
**
كنت احترقت
علتك ألسنة الفناء
وجاورتك النار في ملكوتها
كنت ابتدرت الموت بالموت
ابتهلت كعادة الرهبان
أجلت الكلام الشاعري
وبِنتَ .. متَّ ..
يداك شاردتان في كفنٍ/قماطٍ موحشٍ
عيناك شاخصتان خلف عصابة
قدماك تنحت في شقوق القبر
لا معنى لصوتك
هكذا كان الرهان
مذ اتخذت الحلم حظاًّ ... !

إبراهيم بن أحمد الهنائي
__________________
رد مع اقتباس