عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2014, 10:40 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي المعتوهة والعجوز الجزء الرابع




المعتوهة والعجوز

الجزء الرابع


يا مجنونة يا مجنونة *** عودي لبيتك يا ملعونة

وأخذ المجرمون الكبار يهددونها ويخيفونها ويستفزونها , فجلست تبكي حتى

أنهارت أعصابها , وداهمتها الحالة العصبية , فتشنجت أطرافها

وزاغ بصرها , وفقدت السيطرة على جسمها , فوقعت على الأرض مغشيا عليها

وعندما شاهدوا ذلك هربوا مذعورين . فرآها إنسان حملها و أدخلها دارها

وحينما علمت العجوز بما فعله الصبية مع المسكينة

خرجت من فورها , فتعرضوا لها وأخذوا يقذفونها بالحجارة

فعادت أدراجها ثم كرّت عليهم حاملة عصا غليظة , ففروا من امامها

واعلموا كبارهم بما فعلت , فتصدى لها السفهاء منهم عديمو الرحمة

يهزئون بها ويتوعدونها , ثم أخذوا يذيعون الأخبار الكاذبة عنها

ويهولون من فعلها , ويزيدون ما شأوا من ضلالات وشائعات وأكاذيب

ويدَّعون انها وابنة أخيها قد فقدتا عقليهما تماما

وأنهما تطاردان الأطفال في الأزقّة , وتفتكان بمن وقع في يديهما

وأمستا تشكلان خطرا عظيما على الجميع , فيتوجب حبسهما أو طردهما

وفي الصباح توجه قطيع منهم بهذه الشكوى إلى الوالي

فأستدعى أخا العجوز , وبلّغه شكوى الأهالي فقال النذل متصنعا الأسف :

لا حول ولا قوة إلا بالله

لقد فعلت كل ما بوسعي لمنعهما من إيذاء الناس وتخويف الأطفال فلم أفلح

لكنني سأحاول أن أنصحهما وأن أمنعهما مجدد ا من هذا البغي والطيش

فإن عاودتا مهاجمة الأطفال , حق لكم حبسهما أو طردهما

ثم إجتمع بأوغاده وقال لهم :

أريد من أبنائكم أن يهاجموا أختي وابنة أخي في عُقر دارهما مرارا وتكرارا

حتى يُخرجوا العجوز عن طورها ووقارها , إلى أنْ تفقد أعصابها

وليبذلوا أقصى جهودهم في إستفزازها , لكي تمّد يدها على أحد منهم

فإذا فعلت فليبك جميع الصبية ولينوحوا , ثم أشهدوا المارة على عدوانهما

ليتمكن الوالي من حبسهما أو طردهما , فوثب المجرمون كأنهم كلاب مسعورة

وأوصوا شياطينهم بفعل كل ما يخرج العجوز عن طورها , ويزيد من هلع المعتوهة

لكنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يفشل خطة المتآمرين.

وإذ أوشك البغاة على التحرّك سمعوا من يصيح :

هيريا هيريا

هيريا هيريا

وكانت تلك شيفرة وصول السفن إلى مياه البلد الإقليمية

فهرعوا جميعا غير مكترثين بأمر العمِّ لهم بالعودة , وراحوا يراقبون

تقدّم السفينة البطيء , وأخيرا صلت السفينة الشراعية إلى بندر(الميناء)

البلدة مساء ذلك اليوم , فخرج الناس عن بكرة أبيهم لإستقبالها

وقد طغت عليهم الفرحة , وبعد أن رست السفينة

نزل النوخذة (رُبّان) برفقة عدد من البحارة و المسافرين ورجل آخر

لا يعرفه أحد من أهل البلدة , ثم سأل ذلك الرجل الغريب


يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس