الموضوع: وحشية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-01-2016, 08:35 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي وحشية

نصبت خيمة الأفراح، واستعد الجميع لفرح جديد، كانت الخيمة على مسافة قريبة من البيت، وكان بابها مقابلا لباب المنزل، ألبست الأم طفلها الصغير الذي لم يتجاوز العامين لباس الفرح الزاهي، مثله مثل ابن عمه ، الذي يضارعه سنا، وانطلق الصغير يلهو ويلعب، كعادة الصغار، وبعد فترة بسيطة تفقدت الأم صغيرها، فلم تجد له أثرا، بدأت تركض كالمجنونة هنا وهناك، تسأل هذا وذاك، فلم يفدها أحد بشيء عن الصغير، انتابت الجميع حالة من االذعر والهلع الشديدين، وبعد أن استيئسوا من العثور عليه، تم إبلاغ الشرطة، وبدأ البحث يأخذ طابعا خاصا، فالأهل والجيران، والشرطة مستخدمين الكلاب البوليسية، وكان الوقت يداهم الجميع، والأمل يتضاءل شيئا فشيئا ولا حس ولا خبر، بحثوا في كل الزوايا القريبة والبعيدة، بحثوا في الأماكن المهجورة، وعلى الساحل، وما من أثر.
غربت شمس ذلك اليوم، وتحول الفرح، إلى ترح، وباتت العيون ساهرة، والقلوب وجلة، والطفل أصغر من أن يتحمل مسؤولية نفسه، وأشرق الصباح مكفهر الوجه، ذابل الابتسامة، وبدأ البحث من جديد في نفس الأماكن، وعند الظهر دخل عمه إلى مكان مسور بالإسمنت في مكان قريب جدا من البيت، ولم تكن المرة الأولى التي يبحثون فيها هناك، وقع نظر العم على الطفل، على مقعد بال في ذلك المكان، اقترب منه، وكانت المفاجأة، فقد وجد الطفل مسنودا بقالب من الإسمنت، على المقعد، وقد كان في حالة يرثى لها، وتنشق لها الأكباد شفقة ورحمة، بدا الطفل يابس البدن متصلبا، وعلى وجهه بعض الثقوب، وبجانبه كيس بطاطس وعلبة عصير، انتزع العم الطفل وأخذ يركض به صارخا بالناس، أنه وجده، التف الناس من حوله ليشاهدوا أبشع الجرائم في حق الطفولة، تم تسليم الجثة إلى الشرطة، في جو من الحزن والأسى العميقين، وبعد الكشف على الطفل تبين أنه تعرض للاغتصاب، والتعذيب.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وبدأ المجرم أكثر حذرا من ذي قبل، وبعد التحريات الدقيقة، وفي فترة وجيزة جدا، وضع رجال الأمن أيديهم على المجرم، وهنا انقبضت الأنفاس، واشرأبت الأعناق، لمعرفة الجاني، فكان المجرم ابن عمه الذي كان في الرابعة عشرة من العمر، وبمعيته شخص آخر معروف بين الناس بالعته والجنون، وهو في السابعة عشرة من العمر؛ حيث استدرجا الطفل بكيس البطاطس وعلبة العصير، ولأنه يألف ابن عمه، فقد سار معهما في سكون وهدوء، وأركباه قارب صيد على أطراف القرية الساحلية، وانطلقا بالضحية إلى مكان آمن لهما، في عرض البحر، وقاما بتعذيبه والتنكيل به مستخدمين مفتاحا خرّقا به وجهه البريء الغض، ثم اعتديا عليه، وأرجعاه وقد فارق الحياة مظلوما، فوضعاه هناك حيث وجده العم ظهرا. فما أقسى نفوس البشر، وما أضيق العيش في صحراء الذئاب.
بقلمي: أم عمر( من الواقع)

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 27-01-2016 الساعة 08:40 PM
رد مع اقتباس