الموضوع: ذات صباح
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2016, 09:57 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي ذات صباح

أشرق الصباح ذات يوم، حاملا معه قصة جديدة، من قصص الحياة العديدة، عندما عاد سالم إلى منزله، كانت الأم والأختان الحاضرتان، في فرح شديد، بعد أن طرده والده؛ لكثرة ما يرد من شكاو ضده، الأب نفسه، مدمن خمر لا يرجى له صلاحا، بعد أن كان موظفا برتبة عسكرية مرموقة، أصبح كالعاجز في بيته، لا يملك إلا اختلاق شجارات لا تكاد تنتهي بينه وبين أفراد أسرته، حتى إنهم اعتزلوه، تاركينه في زاوية محددة من المنزل؛ اتقاء لشره المتأجج.
عندما دخل سالم المنزل، وجد أختيه وأمه يتناولن طعام الإفطار، فاستقبلنه بالحفاوة والترحاب، مشفقات على حاله جراء كثرة ظلم الأب له ونفيه عن أفراد أسرته الطيبين، مع عدم وجود مسوغ حقيقي، يستدعي كل هذا.
شرعت أخته الكبرى، بإعداد فطيرة تشرح بها فؤاد أخيها المطرود، وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث في أمن وأمان، جاهلين ما يخبئه القدر لهم في تلك اللحظات الحاسمة، وهم في أوج التفاعل والانسجام، دخل عليهم الأب متقلدا سلاح الجريمة، والشرر يتطاير من عينيه، مزبدا مرعدا، وهو يرى فلذة كبده بن أفراد أسرته، بعد أن طرده، وألقى به على قارعة الطريق، ولم تكن المرة الأولى التي يطرده فيها، فما كان منه إلا أن بادره بطلق ناري غادر من بندقيته، التي كان يحتفظ بها في زاويته الخاصة، فأصابه في مقتل، ممزقا أحشاءه، وما زالت فطيرته في يده، في حضرة أمه وأختيه، سقطت الأم مغشيا عليها، وظلت الفتاتان تتصارخان، حتى اجتمع عليهم الجيران، محاولين إسعاف المصاب عبثا، حيث توفي في الطريق إلى المستشفى، وهو يردد لقد سامحت أبي وعفوت عنه، فازدادت أمور الأب سوءا على سوء، وأيقن بالعقاب والقصاص، ولكن بعد كل هذا عفت زوجه وأولاده ذكورا وإناثا عن الأب الذي تنكر لهم في أحلك أيام حياتهم؛ حتى يعيش متجرعا كؤوس المرارة ، إلى دهر الداهرين. منبوذا من أسرته.

بقلمي: أم عمر

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 02-03-2016 الساعة 02:44 PM
رد مع اقتباس