عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-04-2015, 09:37 AM
الصورة الرمزية ضوء نص القمر
ضوء نص القمر ضوء نص القمر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 808

اوسمتي

افتراضي وتمضـــي الحيـــاة...


وتمضـــي الحيـــاة...
كرسي بني هزاز ، مكتب من فوقه أوراق ، تركيز مكثف على السطور التي تحوي الكلمات ،وعلبة محارم ، جاء الآخر بوجه عبوس ، مر بجوارها ثم ذهب ، لا تحية ولا سلام ، مجرد كلمات تملأ المكان. يجلس في الكرسي المقابل والآخر يرتشف كوبا من الماء يشمر عن ساعديه يتناقشان ..
حوار مكثف يدور بينهما ..




الأول يدخن السيجارة وينفث من فمه الدخان يتطاير الدخان ويصطدم بوجه العبوس الذي يكره الدخان ،يسعل قليلاً ثم يهز بقدمه يكاد ينفجر غضباً ، لكنه يتمالك نفسه لأنه يريد مواصلة الحديث معه فالحكاية حتماً بها "مال " يضع قدما على قدم بكل كبرياء ، والآخر ينفث الدخان بكل شموخ ..




وبالرغم من كونهما أخوين غير شقيقين إلا أن العلاقة بينهما جافه ..ربما السيد عبوس هو من وضع أساس هذه العلاقة بوجهه المتجهم والعبوس كان دائما يعقد جبينه ليتشكل الرقم 111 مائة وإحدى عشرة...
هي تجلس في ملل
وأمامها كوب من الماء ، يأتي شخص ويلصق على الحائط الذي بجانبها ملصقا

كتب عليه .
...((
ممنوع التدخين
))..

تنظر إليه وترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيها وعلى وجهها

علامتا تعجب واستفهام !!!!؟؟؟؟؟؟

لم يضعها بجوار مكتبي وكأنني أنا من أنفخ الدخان ؟؟؟!!!!!!..

أقدام كثيرة تطأ المكان ... نقاش وحوار هنا وهناك ...وهي تنظر إلى الساعة وتقول "
أف" متى ينتهي هذا اليوم الممل ؟!!كم أود أن أذهب إلى المنزل من الآن!! لكن الوقت مازال مبكرا ويمضي ببطء شديد .. فمسكت بقلمها وشرعت تخط بعض الحروف التي تبعثرها هنا وهناك ، وتلك تغادر بابتسامة تلوح لها بيدها وتقول لها :إلى اللقاء لقد وصلت الحافلة قبل موعد انتهاء الدوام بخمس عشرة دقيقه وأنا على وشك المغادرة الآن ..فتقول لها :انتظري أريد رأيك فيما كتبت ..تجيبها: في وقت لاحق .. سوف أنصرف الآن ..رسمت ابتسامة على وجنتيها وتوارت خلف الباب ..وهي تنتظر موعد قدوم سيارتها لتتوارى هي أيضا خلف الباب ...تنتظر.. وتنتظر .. وتنتظر وأخيراَ جاءت السيارة ، ركبت بجانب والدها ألقت التحية بالسلام ..وانطلقت السيارة مسرعة بسرعة الريح ولم تهدئ من سرعتها إلا قرب اقترابها من الدوار ، وبعدها انطلقت تسابق الريح من جديد وتوقفت مرة أخرى عند الإشارة الضوئية ،وبعد لحظات أضاء الضوء الأخضر فانطلقت مرة
أخرى إلى أن وصلت السيارة إلى المكان ، نزلت من السيارة هي ووالدها مشيا معا وبجانبهما نسمات الهواء العليل ،تتذكر كل ما تراكم في الذاكرة هناك ، تعيد حساباتها وترتب أوراقها لكي تعلم فيما بعد كيف تمسك بزمام الأمور ، ولا تتهور في الحياة . مشت واستمرت بالمشي ، تشاهد أضواء السيارات من بعيد ، وعندما وصلت عند المنعطف توقفت لحظه لتشرب شربة من الماء ومن ثم أكملت الطريق وبعد أن وصلت إلى المنزل أخذت حماما دافئا ، ثم صلت العشاء ،وأنهت بعض الأعمال المنزلية ثم خلدت إلى النوم..


ليبدأ يوم جديد بنفس الروتين بنمط جديد

..
وتمضي الحياة..
.....

تم بحمد الله ..

ضوء نص القمر
عصفورة القلوب
[]

التعديل الأخير تم بواسطة ضوء نص القمر ; 03-05-2015 الساعة 06:07 AM
رد مع اقتباس