عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-07-2015, 10:12 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي رياح التغيير الجزء الأخير






رياح التغيير




الجزء الأخير



قالت: وكيف كنت أقوى على المقاومة؟
وقد كنت أعاني من كل تبعات مرحلة المراهقة لوحدي
وكلّما شكوت ما أجد من أفكار ثائرة تنتاب مخيلتي أغلقت أمامي
بوابات الحوار
أو سخر من تفاهة وضحالة تفكيري، فلم يستمع إلى إستغاثتي مستمع
ولم يرشدني مرشد، ولم ينصحني ناصح، ولم يربت على كتفي مواسى
ولم يلتفت إلى أحزاني أحد، بل فتحت نوافذ الفساد والإفساد على مصراعيها
وأتيحت لي ولأمثالي فرص التمرّد على القيم والأعراف والعادات والتقاليد
بدعوى العصرنة
وشجعنا على الإقتداء بالمغنين والممثلات وعارضات الأزياء
وسمح بالإختلاط حتى في المدارس، وغدا التواصل والتراسل والدردشة بين
الجنسين أمر بديهي، وحين دخلت في المحظور لم أجد من يحذّرني أو ينذرني
ومن سيفعل ذلك؟
فأبي منشغل بإدارة عقاراته وأملاكه
وأمي لا تتركها متابعة المسلسلات الخليعة، والدردشة مع الصديقات
ورحلات التسوق أن تهتمّ بغير زيّها ورشاقتها وجدولها اليومي.
أما أخواتي فلا يختلفن عنّي كثيرا. وإن كانت بعضهن على نقيض
ما نحن عليه، فتلك لا يفارقها كتاب الله، أو الكتب الدراسية، ولا
تستخدم الهاتف إلا للأمور الضرورية، فكنّا نسميها المتخلّفة
وفي الحقيقة فهي المتحضّرة الوحيدة في بيتنا.
أما إخوتي الذكور فهم يختلفون عنّا نحن البنات فقط في
إمكانية الخروج متى شاءوا.
فوقعت مثل الكثيرات صيدا سهلا. وحين انتفضت لكرامتي فعلت ما فعلت.
قال صاحب الوجه الصبوح: فإنّ الله توّاب رحيم
يفرح بتوبة العبد. فتوبي إلى الله توبة نصوحا.
امّا أنت أيها العاشق فلم تخبرنا عن حكايتك، فما هي؟
قال: لقد أحببتها حبا غير عادي، فإنها ثأرت لنفسها، ولأختي
الوحيدة التي إنتحرت بعد الفضيحة، وقد علمت مؤخرا أن
قتيل معشوقتي هو مفترسها، وكنت أعِدّ العدة لإغتياله.
فسبقت هي إليه، وقررت مساعدتها بكل ما أملك.
قال ذو الوجه الصبوح: فالآن وقد تبتما إلى الله تعالى
فعودا إلى ساقي الحِمام، فليس لكما مفر من شرب كأسه.
فعادا راضيين، لكن الساقي بشرّهما بأن أجليهما لم يحينا بعد
وأن العمر أمامهما ليفعلا ما يرضي الودود الرحيم. فشمرا
عن ساعدي الجد، وشرعا في عبادة رب الأرباب
على سنة محمد صلى الله عليه وسلّم.

تمّت بحمد الله.




رد مع اقتباس