( قصتي بعنوان:: من شرفتي )
هذه أول قصي أطرحها هنا بين أيديكم ..
كعادتي اليومية جلست أمام شرفتي ، ارتشف بعض قهوة أفكاري ، وبيدي قلمي الذي لطالما ساعدني لأخط بعض العبارات التي تحمل معاني مختلفة باختلاف الأزمان والأحداث بحياتي ، لكن لما قهوة اليوم مختلفة؟؟؟و كأنها لا تحمل الكثير من الأفكار ، حاولت أن أخط بعض الحروف لكن قهوتي نفدت والأفكار لم تكتمل ، رميت القلم جانبا بعد أن سأمت ودب اليأس بداخلي بأنني لن أخط اليوم شئ مهم ، فقررت النظر لما وراء الشرفة ، لأطل على أشجار قليلة ، وأبنية بسيطة ، وأبراج لم أفلح إلا برؤية قممها ، أغمضت عيني وأنا أصغي لأصوات العصافير يهيأ لي بأنها تستغيث جائعة أو تشعر بالألم او ربما لشي اجهله ، لكن خفت صوتها فجاه لأرى الأم قد رجعت ل عشها تحمل بعض الطعام في منقارها ، ابتسمت وأنا أرى عطف الأم وهي تطعم أطفالها واكتشفت أن الصغار لم يكونوا يستغيثوا بل ينادوا أمهم ولم يسكتوا إلا برؤيتها لكن لو تأخرت الام هل سيستمر الصغار بالنداء ألن يتسلل اليأس لقلوبهم الصغيره؟؟ عقدت حاجبي لهذه لفكره ثم انتبهت أن الغروب قد بدأ و أن الشمس قد استسلمت للنوم وجاء القمر ليضئ مكانها وكأنه يقول : لستِ الوحيدة من ينير الكون ، أنا أيضا أضاهيكِ بالإنارة ، لكن الشمس قد ودعت وكأنها تقول : إذن قم بعملك ، والغد آتي لا محاله ، ابتسمت وأنا أستمع هذا الحوار ، جالت الأفكار برأسي هل للقمر فرصه ليضاهي الشمس بنورها؟؟ وهل سيكسب التحدي؟؟ هل لديه أي بصيص أمل للفوز؟؟ ابتسمت بسخرية وقلت :: وهل لديك بصيص أمل للكتابة لهذا اليوم؟؟، رفعت بصري إلى السماء بعد أن لمحت ضوء فيها ، ..بعدها علمت بأنه ضوء لمع من طائرة مرت فلم أظفر سوى برؤية ضوئها..فظلام الليل دامس..والسماء فقيرة النجوم ، والقمر هو من كشف لي بأنها طائرة . ابتسمت رغم أن ما أراه مشهد بسيط من الشرفة ، ولكن تراني قد سطرت مئات الكلمات لوصفة ، لماذا؟ لأنني أستشعر كل ما تراه عيني رغم بساطته في نظر العابرين بل أنني أتحسس نسمات الهواء وهي تداعب الشجر لتصدر نبرات خافته لا تكاد تسمعها هي بذاتها لكنني اسمعها وبوضوح هذا لأنني مازلت مسترسلة في التأمل ، فحياتنا مليئة بالمعاني ، فقط هي تحتاج لعيون مبصرة وأفئدة واعية حتى تستطيع أن تخط مما تراه أحرفا ساحره فتجبر الآخرين ليستمعوا لها ليفهموها ، فيظفروا بها .
نظرت لأوراقي المبعثرة ، وقلمي الذي أدهشني وخط هذه الخيالات التي جالت ببالي ، وابتسمت لأنني لم افشل وقمت بخط حروفي لهذا اليوم ، وأيقنت بان لا أبحث عن المفقود..فهو بجواري..فقط يجب ان أمعن النظر،وسأجده أمامي ، فدائما هناك بصيص من الأمل ..