الموضوع: السر الدفين...
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 30-08-2010, 09:37 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي حقيقة أمي...

(2)

حقيقة أمي


بعد أن غادر أحمد غرفتي ذهب ليخبر أمي بما جرى
قال لها و هو يحمل حزنا في قلبه

أمي لقد... لقد... أخبرت سارة بكل شيء أخبرتها بأن والدتها لازالت على قيد الحياة وهي تصارع الموت سمعتها تتألم و تصرخ لماذا الرحيل لماذا يحدث لي هذا...؟؟
فظننتها تعلم بالحقيقة التي أخفيناها عناها لكن... لم تكن تعلم بذلك لقد لحظت ملامح وجهها المتألم عندما قلت لها ذلك الخبر... أمي هل تعلمي ما تخفيه سارة من ألم في صدرها...

-لماذا فعلت ذلك بأختك أنها لا تعلم شيئا و ما هي فيه من شيء أخر نعم لا أعلمه لكنه ليس هذا الموضوع لو كان كذلك لطالبت رأيت والدتها لكنه لم يكن هذا الموضوع الذي يحزنها لقد زدت في ألم أختك يا بني... كيف سأخفف عنها و هل تعلم حقيقة ولدتها.. هل قلت لها شيء

لا.. لا لم أخبرها عن ذلك فقط أخبرتها أن والدتها على قيد الحياة وهي في المستشفى فقط لكني وعدتها أن أتحدث معها في الموضوع بعد أن ترتاح و تهدءا و تستعيد قوتها قليلا فأرجوك يا أمي أن تتركين هذا الأمر لي فأنا التي فتحته و أنا الذي سأقوم بمساعدتها و سأحاول معرفة ما تخفيه و ما يحزنها....

سمعت أختي ليلى كل الحديث الذي دار بين أمي و أخي أحست بحزن شديد قالت و هي تمسح دموعها التي انفلتت من عينيها

-والدة سارة على قيد الحياة و لم تخبروها بالموضوع لما هذه القسوة و الآن و في هذه الحالة التي تمر فيها تلقون بهذا الخبر عليها
لما تركتها أمها و رحلت لماذا فعلت ذلك لم أفهم لما و كيف أم تتخلى عن طفلتها كل هذه السنوات و لا تحاول السؤال عناه لماذا... لماذا..؟؟ أشعر بألم الذي تحس به سارة الآن فيا للقسوة سوف أذهب لأختي حتى أكون معها

زادت هذه الكلمات التي قالتها ليلى ألم أحمد. حاول إفهام ليلى بموضوع لكن ليلى أبت أن تسمع لهما و جاءتني و هي تحاول أن تمسح تلك الدموع التي بدأت و كأنها قطرات ندى على أوراق الورد الذي يحاول الصمود أمام تلك الرياح.... طرقت الباب و لم تنتظر الرد بل فتحته و دخلت الغرفة تظاهرت بأني لم أسمع شيء و كأني أغط في النوم اقتربت مني و طبعت قبلة على جبيني أحسست برعشة في جسدي قطرات من دموع أختي تتساقط على جبيني أردت أن أتماسك و أن أتظاهر بالنوم لكني لم أستطع تلك الدموع الساخنة التي وقعت علي أشعلت الألم في أعماقي أختي تبكي لماذا..؟؟ لا أحب أن أراها تبكي فهي لازالت صغيرة على الأحزان و الهموم أنها في الثانية عشر من عمرها
فتحت عيني فوجت قد عال وجهها معالم الحزن والألم ضممتها.. فلتت دموعي من عيني كنت أحاول الصمود لكن بكيت و لا أعلم لماذا بكيت هذه المرة هل لذلك السر الدفين داخلي أم لذاك الخبر الذي مزق كياني أم دموع أختي الغالية التي أحرقت حرارتها أعماقي حاولت التماسك

-ليلى حبيبتي ماذا بكِ لماذا هذا البكاء...؟؟ لا تبكِ...

أجابتني ببكاء أشد من قبل حاولت إخفاء تلك الغاصات في أعماقها لكنها لم تستطع بكت و بكت تماسكت و جمعت قواي طلبت منها أن تهدءا و تخبرني لماذا هي حزينة

أجابتني بعبراتها المخنوقة
–حبيبتي رغم ألمك تحاولين الصمود رغم حزنك تريدين تخفيف عني أنا..... أنا.......

لم تستطع أن تكمل كلماتها بل عانقتني بقوة و كأنه تريد القول أنا أحبكِ كثيرا أنا معكِ
وبعد أن هدأت قليلا قالت:

-أني أحبكِ أختي الغالية و أنا لم أكن أعلم بذلك الموضوع لكن كوني واثقة فأنا بل جميعنا معكِ سامحيني أرجوكِ...

لم أعد أحتمل هذا الألم الذي يعتصر قلبي كل شيء يحدث بلا رحمة يا رب يا رب ساعدني جمعت قواي و حاولت إخفاء ألمي حتى لا تشعر ليلى بألمي أكثر من ذلك و قالت لها

-عزيزتي الأمور ستكون بخير و أنا أتفهم الوضع فلا تهتمين بالموضوع سأناقش الأمر مع والدي فلا تقلقين و كوني والثقة بأني أحبكم جميعا و سامحتكم بل لا تقلقين فأنا راضية عنكم جميعا فلا تحزني

نزلت هذه الكلمات على قلب ليلى بنوع من الراحة فهي الآن مطمئنا أني سأحاول أن أتفهم الأمر و لن أكون غاضب وسأتقبل الوضع....

مرت ساعات و كأنها أيام طويلة تجثو على قلبي أني أريد معرفة حقيقة أمي و لماذا أخفوا الأمر عني كل هذه السنين ...

بعد الغذاء جاء أخي أحمد إلى غرفتي فأنا لم أغادرها
دخل كنت مستلقية على سريري فلم أستطع النهوض فلازلت أحس بتعب عندما حولت النهوض طلب أحمد مني أن لا أجهد نفسي أقترب مني و جلس على حافة السرير أمسك بيدي آآآآآآآه هذه اليد التي أريد أن تكون معي نعم معي

قال:عزيزتي أعلم بأن الموضوع الذي قلته لك هذا الصباح أزعجك و أنا متأكد بأن هناك الكثير من الأسئلة التي تريدين أن تطرحيها و سأجيبك على كل تلك الأسئلة لكن كوني والثقة بأني عندما علمت بالموضوع حاولت القول لكِ لكن والدتي كانت تمنعني و تقول لي بأني صغير على ذلك... المهم صدقيني أخفينا عنك الموضوع ظنن منا أنه أفضل لك فأنت حساسة و خفنا عليك من الصدمة و أن تنطوي على نفسك أكثر

قاطعته –لكن لماذا أخفيتموه كل هذه السنين فأنا كبرت و لم أعد صغيرة و أستطيع تفهم الموضوع فلماذا لم تخبروني به قبل هذا اليوم...؟؟

-أنا لا أنكر بأن أخطأنا في ذلك و لكن مرت السنوات على ذلك الشيء و ازداد كشف الأمر صعوبة و كما أن أخبار أمكِ انقطعت فترة طويلة فظنن أنها ماتت و نسينا الموضوع حتى جاء هذا يوم عرفنا أن أمكِ مريضة في المستشفى و هي تصارع الموت

-لكن لماذا تركتني أمي كل هذه السنوات و لم تحاول أن تسأل عني لماذا... لماذا..؟؟؟ و لماذا لم أراها و عندما رحلت كنت في الرابعة لكن عندما كنت أسال عنها قيل لي أنها رحالة و لن تعود و لم أفهم لماذا رحالة و لماذا.. و لماذا..؟؟

-سأقول لك كل شيء أن أمك تركتك و عمرك أربع سنوات و طلبت الطلاق من والدنا لأنه كان قاسيا و يعملها بقسوة و أنتي تعلمين ذلك فهو لازال كذلك يعاملنا و يعامل أمنا... و كانت أمك تحب المال كثيرا و تجري ورائه و كما تعلمين أبي قليل المال فلم ترضى بذلك فطلبت الطلاق و رحالة و أعذرنني إذا قلت لك بأنها كانت تجري وراء الحياة تحاول أمتلك كل شيء لم تعرف المسؤولية يوما بل كانت أحلامها و آمالها أتباع الموضئ وغيرها من بريق الدنيا الكاذبة و لأنها لا تتحمل المسؤولية و لا تعي معناها تركتك في أحضان أبي الذي قسا عليك كثيرا.. و تزوج أمي و كانت تحاول أن تسد الفراغ الذي تركته أمكِ في حياتكِ كانت تعاملك كابنتها حتى أنجبتني و لازالت تعاملك كذلك و لا أنكر أن أمك قد حاولت زيارتك لكن أبي منعها من ذلك فلم تحاول بعدها و عندها انقطعت أخبارها

أحسست ألم في صدري تساؤلات تقتحم رأسي هل هناك أماً بهذه الصورة تترك ابنتها من أجل هذه الحياة الزائفة ألم تكن تعي بحاجتي لها هل هي... آآآه لما هذا... بكيت بقوة حاول أحمد تهدئتي... لم أعرف حقيقة أمي لقد كنت أراها من خلال زوجة أبي لكن هناك فرق كبير أمي أضلتها الحياة و بريقها الكاذب لم تعي الطريق الصحيح لقد كانت ضعيفة الأيمان أي أم هي لكن الله يسامحها و يرحمها برحمته أنها لآن تتعذب انتابتني رغبة براويتها نعم أريد ذلك فهي أمي و لازالت كذلك مهما فعالت
أخبرت أحمد برغبتي في روايتها قبل أن تموت فوعدني أن يأخذاني لها غدا.. طلب مني أن أرتح رغم أنه كان يريد أن يتكلم في شيء أخر هذا الذي لاحظته من نظراته لكن أجل الموضوع لأنه راء معالم التعب كست وجهي تركني أرتاح لكن أي راحة هذه التي أنا فيها.. أفكار مشتت إحساس بالضياع ألم كل شيء يعذبني يخنقني ..

و عند المساء جاءت أمي تطمئن على حالي و تحمل معها الطعام أرغمتني على الأكل تناولت القليل و كانت هي تجلس معي تحدثني بهدوء طالبت مني أن أسامحها لم أدعها تكمل كلامها قالت لها:

-أنت أمي و أنا أحبك و لا داعي للأسف فأعلم ما مدى حبك لي و أنت بنسبة لي خير أم و أعلم بأن ما حدث كان خارج عن أرادتكِ

الباقي في الأيام القادمة أن شاء الله تعالى
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس