الموضوع: نهاية أحلام....!!
عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 31-07-2010, 02:38 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي أحلام ..] أحلام [....!!

[ 4 ]

أحلام ]أحلام..[...



صالح منذ ذلك اليوم بدأ بتغير للأحسن رغم انه لازال ينفر من أبنته أحلام. ها هي الأيام تمر سنة تليها سنة. وها هي أحلام تكبر و تكبر وهي الآن في السادس عشر من عمرها.. تسكن مع والدها فجدتها توفيت و هي في السابعة و بعد سنتين من وفاتها تزوجت عمتها ريم، فاضطر صالح أن يعتني هو بابنته فواجبه كأب يحتم عليه ذلك و خصوصا بعد أن توفيت أمه، و تزوجت ريم و أصبحت لها حياتها الخاصة..
لكنه كان يعامل أحلام بجفاء، كانت تخشاه و تلجئ إلى جدها الذي بقى معهما. هو الذي كان يبعث داخلها السرور و الاطمئنان، لكن القدر يكتب الفراق رحل الجد وهي في الحادية عشر من عمرها. و ها هي تعود وحيدة مع والدها الذي تجهل معاملته لها بهذه الصورة.
هي الآن في سن المراهقة تعيش صراع داخلي و تحول في حياتها من الطفولة إلى النضج.. ولكن رغم ما تجده من عدم اهتمام من والدها إلا أنها لم تسلك طريق الانحراف بل كانت تحاول أن تكون في كل شيء شخصية متمسكة بالأخلاق و الأدب. و كانت عندما تصادفها مشكلة تلجأ لعمتها ريم في بعض الأحيان. و في يوم من الأيام ذهبت أحلام لعمتها كالمعتاد و الحزن يعلو وجهها تشعر بالضيق. استقبلتها عتها برحابة صدر رأت الحزن يعلوها سألتها : أحلام يا عزيزتي ماذا بكِ.؟
لا شيء يا عمتي..أجابتها و عادت لصمت تحاول التظاهر بالارتياح..
طال الصمت بينهما لم ترد العمة أن تضغط على أحلام و تجبرها على الحديث لأنها تعلم بأن أحلام تحاول دائما أن تخفي مشاعر الحزن عن الجميع و لا تخبر أحداً عن ما يضايقها.
فجأة قطع بكاء أحلام ذلك الصمت كان بكاؤها غريباً. رغم محاولتها بأن لا تبكي إلا أنها لم تستطع فقد تفجر البركان الخامد في أعماقها منذ زمن.
احتضنتها عمتها تحاول تهدئتها.
حبيبتي أحلام اهدئي ماذا بكِ ماذا حدث لما كل هذا البكاء..؟
لم تستطع أحلام الكلام فبكاؤها كان شديداً حاولت التماسك و تهدئة نفسها، وعمتها لازالت تحتضنها.. بعد فترة هدأت أحلام قليلا، و رفعت عمتها رأسها و رأت تلك الدموع الحبيسة في تلك العينين قد كسرت القيود و انفلتت من ذلك السجن و كأنها سيلاً من الإمطار قد تساقطت تبلل وجهها.. أحمرت عيناها. مسحت عمتها دموعها و قبلتها على جبينها.
حبيبتي تكلمي ماذا بكِ.؟ لم تحاول الضغط عليها بل ظلت صامتة تنتظر أحلام تتكلم. بعد تنهدات طويلة...
عمتي لماذا.. لماذا..؟ ... كانت أنفاسها متقطعة مضطربة... لماذا يا عمتي يعاملني والدي هكذا..؟ لماذا لا يحبني. يتجاهل وجودي، أحس بأني وحيدة لا يشعر بي.. هل أنا لست ابنته لماذا يا عمتي..؟ أجيبيني يا عمتي أطفئي هذه النار التي تشتعل داخلي.. أحاول أن أكسر الحاجز الذي بيننا لكنه لا يحاول بل يبنيه من جديد.. أريد أن يضمني مرة واحدة، أريد أن أشعر بحنانه، لم أشعر بأبوته لم أشعر بدفء أحضانه أريد أن أعيش هذه اللحظات مرة واحدة يا عمتي ... لماذا.. لماذا..؟
صمت أحلام تحاول أن تخفي عبراتها المختنقة. ضمتها عمتها إليها.
يا عزيزتي كل هذا و صابرة تعاني و حدكِ.. قلت هذا ريم و هي تحاول أن تخفي دموعها التي انفلتت من عينيها. ماذا عساها تقول لأحلام هل أبوكِ يكرهكِ لأنه يظن بأنكِ السبب في موت أمكِ أم ماذا..؟
لا يا عزيزتي أبوكِ يحبكِ كثيراً إنكِ فقط تتوهمين. قد يكون والدكِ مشغولاً لذلك تشعرين بأنه غير مبالي بكِ لكنه غير ذلك و أما أنه لم يضمكِ قد يظن بأنه لا مبرر لذلك و يظن بأن حبه لكِ لا يحتاج أن يضمكِ له حتى تعلمي مدى حبه ولكن لماذا لا تضميه أنتِ يا أحلام..؟
حاولت يا عمتي مرة قلت لنفسي إذا كان أبي لا يعانقني لماذا أنا لا أعانقه ذهبت له ذات يوم و عانقته لكنه قابلني بجفاء غضب و قال لي ما هذا لا تفعلين هذا مرة أخرى هل فهمتني..؟.. تفاجأت لماذا غضب هل أخطأت؟ و منذ ذلك اليوم و أنا أتساءل لماذا يعاملني والدي بهذه الطريقة.. أتصدقين يا عمتي أنه حتى عند ما طلبت منه أن يكتب موافقته على التحاقي في العطلة الصيفية بمعهد التمريض لم يرفض بل كتب الموافقة دون أن يقرأ محتوياتها.. و لم يعارض أو حتى يسألني لماذا هذا المجال بالذات التحقت به و لا يعلم للآن بأني أدرس و أمارس التمريض في أوقات فراغي أيضا، لا يلاحظ غيابي لا يسأل عني أحاول التحدث معه لكنه لا يستمع ولا يعيرني أي اهتمام لم أحتمل هذا و لجأت لكِ يا عمتي لتعرفيني الحقيقة و بكل هذا الذي يحدث. قالت أحلام هذا و هي تتنهد.. و أكملت كلامها لم يسألني أبي عن أحلامي قط أتعلمين يا عمتي أنني أتمنى .. أتمنى أن أعانق والدي مرة واحدة و من ثم أموت بعدها... أتعلمين يا عمتي لماذا اخترت دراسة التمريض أيام الإجازة حتى أعوذ نفسي و تصبح لدي خبره في المستقبل عند ما التحق بجامعة لأدرس الطب حتى أحقق حلم أمي التي حلمت به مع والدي لأحقق له هذا الحلم الذي أنتِ أخبرتين به.. لو لم تخبريني يا عمتي لما عرفت حلم أمي و أبي المشترك.. قالت هذا و سكتت لأول مرة تخبر عمتها بهذا لأنها لم تكن تقول أي شيء و حتى عندما التحقت بذلك المعهد للتمريض سألتها عمتها عن سبب اختيارها لهذا المجال بالذات لتقضي وقت فراغها. لكنها لم تجب عليها بل قالت أريد شيئاً يفيدني و لم تقل شيء عن هذا الذي قالته الآن.. وما أن عرفت العمة سبب شغف أحلام بهذا المجال و إقبالها على كتب الطب و لتحقيق حلم أمها التي لم تراها أبدا و لترضي والدها... تحلم بأن ترضي والدها حلماً عجيباً.. بعد أن سمعت ريم كلمها قررت أن تذهب لتقابل أخاها و تخبره بما يحدث لأبنته.. كان الشحوب مرتسم على ملامح أحلام لحظت ريم هذا و لكنها كانت مشغولة في التفكير كيف تجعل قلب أخيها القاسي يفيق حتى تريح أحلام من هذا التعب...
خرجت أحلام من عند عمتها بعد أن نفست بعض ما بداخلها اتجهت لترى صديقتها أمل التي كانت تبعث إلى نفسها الأمل و السرور..و عندما وصلت قرب منزل صديقتها أحست بالتعب الشديد و كل ما حولها يدور.. سقطت أحلام على الأرض فاقدة الوعي كانت أمل عائدة للمنزل ذلك الوقت و وجت أحلام على الأرض أسرعت و رفعتها وهي تنادي والدتها حتى تساعدها رفعها و أدخلها المنزل و طلبا الطبيب. استفاقت أحلام على صوت الطبيب و هو يناديها باسمها تساءلت كيف جاءت هنا و ماذا حدث..؟ هدأها الطبيب و طلب منها الحضور للمستشفى لأجراء الفحوصات حتى يطمئن عليها..
ناد الطبيب على أمل و أخبرها أنها أحلام بخير و لكنه يريد أن يجري بعض الفحوصات لها في المستشفى حتى يطمئن عليها أكثر و طلب من أمل أن تحضرها.. عندما أوصلت أمل الطبيب لباب المنزل سألته : ماذا بها هل هي بخير..؟
لا شيء مجرد إرهاق كما أعتقد و لكن أريد منكِ أن تحضريها للمستشفى كما أخبرتكِ حتى أستطيع تشخيص حالتها.. بعد أن غادر الطبيب ذهبت أمل لأحلام و هي تعاتبها.. ألم أخبركِ بأن تذهبين لطبيب من قبل لكن لم تفعلين فهذه ليست المرة الأولى التي يحدث لكِ هكذا أرجوكِ يا عزيزتي أذهبي للمستشفى و أنا سأذهب معكِ أن أردتِ ذلك...
حسناً... حسناً سوف أذهب لكن ليس الآن لدينا عمل كثير نريد أن ننتهي منه.. قالت هذا أحلام و هي تخفي ألمها و حزنها.. نهضت من على السرير و بدأت تعمل على إكمال ما كانتا تكتبان لدراستهما..
و بعد أن انتهى الموعد المحدد لعملهما وعدت أمل أن تذهب للمستشفى لتجري الفحوصات التي طلبها الطبيب و عادت لمنزلها و هي تحاول تجاهل كل ما حدث لها اليوم..



يتبع >>>>>>
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس