[زهرة السوسن]

هذه قصة شاب عق أمه، بعد وفاة أبيه، وتركها وحيدة فريدة تشكو مرارة الأيام؛ شوقا إليه، حتى ضاقت به الدنيا فتذكر، أمه الحنون، فعقد العزم على العودة إليها، ولكن بعد فوات الأوان، أترككم مع هذه القصة، ودمتم بكل خير.

أمْنيّة جذلى تراود قلبها

.............................قد كنت يوما يا صحابي

ثم جئت بعد لأْيٍ، في سبيلي

.........................لا تبالي بالمَكارِه والصعاب

حضنها الدافي فراشي، وانتعاشي

.................قلبها الصافي، أماني في اغترابي

صرت أبحث عن فؤاد يرتضيني

.................عن نديم يحتويني في اضطرابي

ضعت لما حِدْتُ عن دربِ الصواب

....................فَقْدُها سرّ انتحابي، واكتئابي

أين أنت؟ ألثم الأقدامَ أمي

....................تفتديني دون شكٍ وارتيابي

أين انت؟ أحمل الأزهار ذَبْلى

..................ذاب حُلْمي بعدما جلّ مصابي

أين أنت؟ أدمعي خجلى تعاني

..................أرمق الكونَ فيبدو كالسراب

ويح نفسي، كيف مزقت الحنايا؟

..............كنت أقبع في الحنايا، وا عذابي

جئت لا أحمل عذرا، أنت عذري

..............فات حين العذر أمي في غيابي

همهماتُ الناس مِن حولي تقول

................إن أمي تحت أطباقِ التراب

أتهاوى يملؤ الكونَ صداها

................فكأني بين فكّيْ وحشِ غاب

ثم أغفو صوتُها الحاني ينادي

............أنت حلمي في صبايَ والشباب

أملؤ الكفّ بشيء من ثراها

...........ثم أمضي كالأسير، إلى الضباب
أم عمر