عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-05-2015, 06:03 AM
الصورة الرمزية ضوء نص القمر
ضوء نص القمر ضوء نص القمر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 808

اوسمتي

Arrow صفقة الحياة وصفعة الدنيا~

"صفقة الحياة وصفعة الدنيا "
عندما تأخذ "الحياة " بيدنا إلى منتزه جميل لنلهو ونلعب معها ....
تهبنا كل السعادة والمرح.. تتركنا نركض ونلهو ونتسابق معها ،


تشتري لنا الحلوى و"البوظة "والألعاب ..

وتغرقنا بالأموال والهدايا ...

نأخذ منها كل شئ ونحن في قمة "سعادتنا " عندما تغرقنا بكل هذه الهدايا.. لكنها بدأت تعطينا المزيد من الهدايا دون توقف ..
حتى أننا لم نسألها عن سبب كل هذا الكرم ...

توهمنا بذلك لأن هذا الحياة تشعر بالذنب تجاهنا،لما اقترفته في حقنا في الأيام الماضية ،لذلك فهي تغرقنا بكل هذه الهدايا ..
نعم هذه الهدايا ،هي من حقنا، ويجب أن نستمتع بها رغماً عن أنف كل شئ لأننا تألمنا كثيرا من الحياة فيما سبق ،ويجب على الحياة أن تعوضنا ..

((يا للحظة الغرور التي قد تصيبنا في هذه اللحظة ))!!
هانحن مازلنا نلعب مع الحياة .. كانت تحثنا على اللعب و اللهو قدر المستطاع .. كنا نركض، ونركض، ونتعثر، فتتسخ ثيابنا.. عندها نشعر بقليل من الخوف عندما نذهب إلى أمنا "الدنيا " وتجد ثيابنا قد اتسخت فتوبخنا ،أو تنهال علينا بالضرب ...

إلا أن "الحياة " تلك "المربية " التي جاءت لنا من الخااااارج ومعها كل المعتقدات والأمور التي تخالف
"ديننا الإسلامي "
كانت دائما تحثنا أن نستمتع بكل ماهو جميل تممحنا إياه ..



وأن لا نخشى توبيخ أمنا "الدنيا " ..
كانت دائما تردد لنا :"لا تخافوا، لن توبخكم؛ فستكون "سعيدة " من أجلكم لأنكم استمتعتم بوقتكم ومرحتم..
العبوا..اركضوا . . ولطخوا ثيابكم بشتى الألوان الموجودة في علبة الألوان التي أهديتها إليكم ..
قضينا أحلى الأوقات باللهو مع الحياة وعند "الغروب " ، وبعد انقضاء اليوم أخذتنا "مربيتنا الحياة" مره أخرى لتصحبنا إلى المنزل ...
إلا أنها ما أن وصلت المنزل، وقفت "الحياة " متسمرة أمام الباب ، تأبى الدخول ، ننظر إليها،و لا نفهم السبب لا متناعها عن الدخول معنا للبيت ، فتكتفي بالقول لنا:
سألحق بكم فيما بعد يا أعزائي ..



هيا ادخلوا الآن ..

فنقول لها : لكن أمنا "الدنيا " قد توبخنا عندما ترى ثيابنا وقد اتسخت ..
فتقول :لا تخشوا شيئا يا أعزائي هيا ادخلوا واحد تلو الآخر "للبيت " وتأكدوا أن "أمكم " ستكون سعيدة من أجلكم لأنكم استمتعتم بقضاء أروع الأوقات بصحبة "مربيتكم " التي تكن لكم كل
الحب و الحنان
..

وبعد أن دخلنا البيت واحد تلو الآخر نفاجأ بردة فعل " أمنا الدنيا " ..
تفاجأت بهيئتنا بعد أن أفرطنا في الركض، واللعب ،والقفز، ورش الألوان على بعضنا..
فتقوم بتوبيخنا، وعلى الفور اتجهت عند أول واحد منا وكان يبدو شديد
"الاتساخ " أكثر من غيره ؛لأنه بالغ في تلطيخ ثيابه بشتى أنواع "الألوان " التي أهدتها له "المربيه الحياة " ..

فقد طلبت منه هذه المربيه أن لا يكترث بهيئته، وان يلطخ ثيابه قدر المستطاع ،ولا يخاف من "أمه الدنيا " فقد أقنعته ان أمه مهما قست عليه في لحظة "غضب " إلا أنها تحبه ولن تؤذيه وقالت له :

ربما ستوبخك قليلا ،لكنها لن تأذيك ..

فاطمأن الطفل إلى كلامها وجعل يلطخ "ثيابه بالألوان " قدر المستطاع ..
ألا أن "أمنا الدنيا " عندما رأته بهذه الهيئة أقبلت عليه بغضب شديد، وقامت "بصفعه صفعة قوية " على خده ، أرتعب منها كل أخوته ،وسقط على أثر هذه "الصفعة " وارتطمم رأسه بالأرض، فسالت الدماء منه ..
صرخ كل إخوته من هول المشهد ..
وعندما سمعت "الحياة " الصرااااخ خافت أن تلقي الأم اللوم عليها، فقررت الفرار وركضت بعيدا عن المكان ..
في هذه اللحظة كان ذاك الطفل المسكين على الأرض ، وإخوته من حوله يبكون ويصرخون نسف صراخ أولئك الأطفال غضب الدنيا، وتحرك بها شعور الأم الطيبة الحنونة أقبلت على ولدها، احتضنته ، وظلت تبكي ،وعلى الفور قامت بالاتصال بالإسعاف ..
نقل الطفل على وجه السرعة إلى المستشفى، كان يعاني من نزيف شديد دخل على أثره غرفة الإنعاش..
حاول الجميع أن يقدموا كل ما في وسعهم لكي ينقذوا حياته، فقد كان على وشك الموت..

تم إنقاذ حياة الطفل، و لكن للأسف حكم على هذا الطفل العيش طيلة عمره أسير السرير والأجهزة ،حكم عليه أن يعيش في "غيبوبة " تحت رحمة الله ..
فهل سيكتب الله له النجاة ، ويجعله يستعيد وعيه ،ويتعلم من أخطائه ؟؟؟؟

أم أنه سيظل أسير "غيبوبته " يفترسه "اليأس " ويأكل "الموت " من عمره حتى يذهب "لحفرة الجحيم "؟؟؟؟
لو لم نبالغ في إسرافنا في اللهو ما كان حدث كل هذا ...
لو لم نصغي إلى تلك "المربية" ما كان حدث كل هذا ..
لو أن أمنا الدنيا لم تتبع أسلوب الضرب مع أبنائها ما كان حدث كل هذا ..
لولا أن "الحياة" لم تغرينا بصفقة "السعادة الأبدية "، وظلت تصفق لنا كلما ارتكبنا "الحماقات " ما حدث كل هذا ، وصفع أحد منا من قبل أمه الدنيا ...
"همســـــه "


إذا أمدك الله بالنعم وأنت على معاصيه فأعلم انك
" مستــــدرج "..

وأن سترك الله ولم يفضحك حتى الآن، فأعلم أنه يطلب منك الإسرااااااااااع بالعودة إليه ..
لقوله تعالى :"والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "..
ومعناه أنه يفتح لهم الرزق ،ووجوه المعاش في الدنيا، حتى يغتروا بما هم فيه ،ويعتقدوا أنهم على شيء..
كما قال تعالى :"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "
وقال تعالى أيضا في سورة هود الآية رقم 14 :


((من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون))
صدق الله العظيم

,وأخيرا : قبل أن تطمح إلى صفقة الحياة وتفرح بتصفيقها لك ..


فكر ألف مره في "صفعة الدنيا"

إهــــــداء لكل من مر وقرأ هذه القصة
https://www.youtube.com/watch?v=SGQxouO5ae8


تحياتي :
ضوء نص القمر
عصفورة القلــــوب.


التعديل الأخير تم بواسطة ضوء نص القمر ; 25-05-2015 الساعة 09:10 PM
رد مع اقتباس