عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 25-09-2011, 05:37 PM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

ع

imagesCAGY1RDS.jpg
بدالرزاق عبدالواحد يحيي ليلة شعرية في الدوحة



أحيى الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد ليلة شعرية بمسرح قطر الوطني، بدعوة من وزارة الثقافة والفنون والتراث. وحمل عبدالرزاق عبدالواحد كل مفردات الشجن والحنين في قالب شعري جيد من إنسان أصيل، وحمل فوق كاهله تاريخ وطن أسهم في الحضارة الإنسانية، وترنم بكل ما يليق بالشعر على فنن العالم أجمع وهو يحط الرحال في دوحتنا الغراء" علي حد قول الناقد الدكتور حسن رشيد الذي قدم لجمهور الشعر ضيفا لا يزال أريج بدر شاكر السياب وآخرين يفوح من بين ثناياه وكان الدكتور رشيد محقا حين قال "ليس بمقدور أحد أن يقدم شاعرا متفردا في خصوصيته في عجالة من الأمر، أو يسرد تاريخ مولده ويعدد عناوين إبداعاته.

هذا شاعر لا ينطبق عليه تلك المقدمات؛ لأنه أكبر بكثير من كل الحروف والكلمات والجمل المنمقة. إنه تاريخ موازٍ للشعر العربي وتاريخ موازٍ للعراق في انتصاراته وكبواته، مرتبط بعراق الماضي والحاضر والمستقبل" ليضيف الناقد: "إن شاعرنا أعطي للوطن ما يستحق، وأنشد ترانيمه في كل محفل.. يستحضر كل الصور.. صور الحب وصور المعاناة.. سواء أطل كقمرة علي شواطئ العمارة حيث مرتع صباه البكر، أو أعاد صياغة متاعبه في مواسم التعب، أو استحضر الحرّ الرياحي عبر كل المواقف البطولية بعيدا عن المزايدة.

إننا في ضيافة شاعر يحمل إرث أجداده الأوائل من الرعيل الأول أولئك الذين أسهموا في ازدهار الشعر العربي، حاملاً الأبجديات وتاريخ وطنه في أبياته. إنه آخر حبة في جبين الشعر العربي الوضاء". وما إن اعتلى الشاعر عبدالواحد عبدالرزاق عبدالواحد المنصة حتى لفت انتباه الجمهور إلى أن قراءاته كما دأب منذ تسع سنوات للوجع العراقي حيثما يكون. واستهلها بقصيدة "سلام على بغداد"

كبير على بغداد أني أعافها

وأني على أمني لديها أخافها

كبير عليها بعد أن شاب مفرقي

وجفت عروق القلب حتى شغافها

تتَبّعتُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها

وأمواجَهُ في الليل كيف ارتجافُها

وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلْعاً، فَمُبْسراً

إلي التمر والأعذاقُ زاهٍ قطافُها

تتبَّعتُ أولادي وهم يَملؤونَها صغاراً إلي أن شيَّبَتهم ضفافُها!

تتبَّعتُ أوجاعي وَمَسرى قصائدي

وأيامَ يُغني كلَّ نَفسٍ كَفافها

ليختتمها بالأبيات:

سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ عليها

وأنّي لي وروحي غلافُها

فَلو نَسمةٌ طافَتْ عليها بغيرِ ما تراحُ بهِ

أدمي فؤادي طوافُها وها أنا

في السبعين أُزمِعُ عَوفَها

كبيرٌ على بغداد أني أعافُها!

وفي قصيدته الثانية النونية التي لم يتمالك فيها نفسه وأجهش بالبكاء، يهدي المتنبي الأخير لبغداد دمعا بالملايين، ومطلعها:دَمعٌ لِبَغداد دَمعٌ بالمَلايين مَن لي بِبَغداد أبكيها وتَبكيني؟/مَن لي ببغداد روحي بَعدَها يَبِسَتْ /وَصَوَّحَتْ بَعدَها أبْهى سَناديني ثم يتبعها بالقصيدة التي قال عنها إنها أصبحت لازمة في حياته تُطلب منه حيثما ذهب، كتبها في تسعينيات القرن الفائت (1992) بعنوان "يا صبر أيوب"، وتمتح من المأثور الشعبي العراقي. وفي استعارة جميلة بلغة شعرية جميلة، يبرز أن صبر العراق فاق صبر الجمل، بله أن الجمل المعروف بالصبر والتحمل صار يتعلم الصبر من العراق والعراقيين:

صبر العراق صبور أنت يا جمل.. وصبر كل العراقيين يا جمل وآخرها:يا سيدي.. يا عراقَ الأرض.. يا وطني /وكلما قلتها تغرورقُ المقل حتي أغصّ بصوتي ثم تطلقه / هذي الأبوة في عينيك والنُبُلُ/صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ /وصبرَ كل العراقيين يا جملُ /صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ / يغوصُ حتي شغاف القلب ينسملُ والقى قصيدة "لا تطرق الباب" وإن كانت تنهل من معين قاموس القصائد السابقة، بيد أن العطف الأبوي يبدو طاغيا فيها بكل معاني العطف والحنو، يؤرخ فيها رحيل أبنائه وضربهم في الأرض وأخذهم لأحفاده معهم، ومنها: لا تطرُق ِالبابَ.. تَدري أنَّهُم رَحَلوا/خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ أيُّها الرَّجلُ!/أدري سَتذهَبُ.. تَستَقصي نَوافِذَهُم/ كما دأبتَ وتسعي حَيثُما دَخلوا/تُراقِبُ الزَّاد.. هَل نامُوا وَما أكلوا؟/وَتطُفىءُ النُّورَ.. لو.. لو مَرَّة ًفعَلوا/وفيكَ ألفُ ابتهال ٍلو نَسوهُ لكي/ بهم عيونُكَ قبلَ النَّوم ِتَكتَحِلُ!/ لا تطرُق ِالبابَ.. كانوا حينَ تَطرُقها لا يَنزلونَ إليها.. كنتَ تَنفعلُ/وَيَضحَكون.. وقد تَقسو فتَشتمُهُم/ وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوي جَذِلُ!/ حتي إذا فتَحوها والتقَيتَ بِهم/ كادَتْ عيونكَ فرْط َالحُبِّ تَنهَمِلُ!/ لا تطرُق ِالبابَ..

مِن يَومَينِ تَطرُقُها/ لكنَّهُم يا غَزيرَ الشَّيبِ ما نزَلوا! ها بَيتيَ الواسِعُ الفَضفاضُ يَنظرُ لي/ وكلُّ بابٍ بهِ مِزلاجُها عَجِلُ/ كأنَّ صَوتا ً يُناديني وأسمَعُهُ/ يا حارِسَ الدَّار أهلُ الدَّارِ لن يَصِلوا ويكرم شاعر بلاد الرافدين زوجته "أم خالد" و "أم خلدون" كما يحب أن يناديها، في قصيدته "حنين النوق".وَحِيدَيْنِ نَبقي أُمَّ خالِدَ هَا هُنا/نَحِنُّ حَنينَ النُّوقِ للزَمَن الخَلِي/وَيا وَيْلَنا مِن يَوم يَرحَلُ واحِدٌ/ويبقي الذي يبكيه حد التوسل.

__________________
رد مع اقتباس