الموضوع: تثلجت أصابعي
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-09-2014, 04:18 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محارة فكر مشاهدة المشاركة
تثلجت أصابعي...
توزعت نظراتي
سكنتُ ....فرتعشتُ [ فارتعشتُ ] ...خوفاً

وقفتُ طويلاً...لم أشعر بألم الوقوف طويلاً
ففكري كان مضطرب...
بكيتُ بدموع الحشرجه ...
لم أكن أسمع أو أعي مايقال حولي...
سوى كنت في بحر الصدمة أمضي و أتكهرب حرقة ًوألم
تلذذت بطعم الحزن الذي يفتك القلب أحساسه
ويمت المشاعر جمالها...
جلستُ على حديثهم معي مراراً وتكراراً ولم أفهم
مايقال لي من كلام...سوى كنت أفكر بنتقام مؤدباً [ في انتقامٍ مؤدَّبٍ ] وحاسم..
وحازم ..وقاسم المنطق الموقد بالعقل عن القلب الملبد بالخبث
أتجاههم
....وزعت كل طاقاتي ...وشربت المر ...وتوسدت على كلماتهم
حتى عرفتوا [ عرفتُ ]نقاطهم الضعيفه....فتكئتوا عليها [ فاتكأتُ ]...بكل قسوة
وأخرجت صرخات الندم منهم حتى صاروا تحت أمرتي
لاقول لهم ...أذهبوا أنتم طلقاء ...أردت أن أعيد سنة الرسول
في تأديب من هم كان مصدر ألم لي ...وخيبة أمل فيهم

بكيت بكيت بكيت من قلبي لأجلهم ...قلبي يتألم ...والحزن
متعب جسدي وفكري
ودموعي لاتجف فهل لي بالفرج القريب يالله ...لاني لم أعد احتمال
البقاء ..أكثر ..وقلبي بدأ يتصخ من خبث البشر...
...

...تتورَّدُ الأصابعُ..وربما ازرورَقتْ تجمداً من صوافن الصقيع الذي يَمُجُّهُ اليومُ المثلِجُ العاصفُ،يلفحُ به أديمَ الأرض وجوارحَ الكائنات...

...ولربما كانَ زمهريرُ الطبيعةِ في رحلتِه بين طياتِ الأنامل أقلَّ إيلاماً من زمهريرٍ آخرَ تضخهُ أنانية البشر المترَعَةِ في سَمُوم الجفاءِ..والقسوةِ..ورواجفِ الإيذاء..!!

...وتختلفُ أناملُ من أنامل..وأصابعُ من أصابع...

...أصابعُ في دنيانا تنغمسُ في شهْدِ الرقةِ لأنها مُودَعَةٌ في حوافظِ القلب الطيب الجميل الذي أحاطها بوارفِ المُدفئاتِ الحنونة..فكانتْ أصابعُ أقربَ إلى قول الشاعر اللبناني المعاصر جوزيف حرب :

أصابعي منكَ في أطرافِها قُبَلُ ** قبلتُهُنَّ فهُــــــــــنَّ الشمعُ يشتعلُ
بريدُ حُبِّكَ من كفيَّ يحــــملـــهُ ** إليكَ-خوفاً يضيعُ-العشرة الرسُلُ..!!


...وأصابعُ أخرى في دنياناً تتنفسُ في أديمها أخاديدَ غائرةً من لسْعِ الإبَر البشريةِ التي أثخنتْ فيها كُلوماً ونزفاً،فانقلبتْ نضارتـُها الآلقة إلى صفيحٍ من تجمدٍ وتصلدٍ يبعث على الغربةِ ويَزجُّ في مزيدٍ من الآلام والأنين..!!

..في هذه القطعةِ النثرية الدامعة نتلمسُ-أختي الصغيرة البديعة محارة فكر-أنَّةٌ كتومةٌ،تغالبها تلك الأصابعُ المرتعشة المتجمدة إزاءَ صفير الريح التي تنضح بها معاملة الغيْر...

...وصحيحٌ أن أملاً كسيراً يغرقُ هنا في ذوائب الآهات إلا أن وراءَ تلك الذوائب المحرقة أشياءَ لا تفنى أو تموت أبداً كزنابق البر الصفراء،تبقى يانعةً على الرغم من ضرام الصيف اللاهب..!!

...أصابعكِ-أختي-ستدفأ بإذن الله على أنسام الصفاء ودروب الرجاء والدعاء والصبر..

..وإن نبضاً واحداً من أملٍ باسم يَعْدِلُ في موازين السماء مُزْنَ هواطل الغيث الوابل..!!

..ودمتِ دائماً محارةً تحوي فكراً نيرا وإبداعاً جميلاً...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!