الموضوع: ذاكـرة الصمت
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-03-2019, 09:47 PM
نبيل محمد نبيل محمد غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
الدولة: مقيم في ارض ألآصالة
المشاركات: 791

اوسمتي

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى نبيل محمد
افتراضي ذاكـرة الصمت


عبر المسارات المدججة بالحنين
أجدني لافتة مقروءة
رتبها الشوق العتيق لتضيق القيد أكثر
يلازمني كالظل الرتيب
وأمضي شهيداً في الظلام
أحب القناديل وشؤونها في رسم الضوء والطريق
وغناء الأحبة على موائد النعاس
أنا خيط متقطع أختبأ بين راحة يديك واستسلم
من منكم يقلدني ...يجلب لي عطره على طبق

لحظة من فجر كان يحبو خلف السنين
فأنا لا زلت أقبض على أطراف المواقيت
كي تهدأ في دمي وتستكين
قمراً خبراً في العادة يتأخر في الطريق
تتعثر خطاي كعاجز يتكأ على جدران الظنون
أو ربما مرعوباً من البرد كعود القصب
فالحماقات تجتث آخر الأثر
بعد الموعد بليلتين بحديقتين من التعب
أمسح بمنديلها المطرز المخبأ أسفل أسوار الزمن
كل آثار الريح اللعوب التي تعبر في غير موسمها
لكن لا شيءٍ سواها
وقطار الغياب هرم ينفث الدخان الاسود
يمشي على سكك القلب وما انفرط من حزمة الجمر
الروح تمشط المكان
تحترق كفتائل السراج
تحبس الانفاس على مرأى من الضجر
تمنيت لو أن وجهي فزاعة حقل كي أخيف الليل
تمنيت لو يتسرب الماء من وجهي
وأغدو انشودة في حديقتها أو نقشاً في بيداء جفنيها
كهالة الصباح حين تسكن في ملامحها تشرق و لا يراها أحد
من غير قصد أسمع ثرثرة
فالكائنات والذكريات ملت على مقاعد الخشب
اعرفها هي لن تفتح الأبواب كما تفتح حقيبة النقود أمام الباعة
هي تخبئ الهمس في جيوب المدى
وتدثر القمر حتى لا يهمس
تمضي وحيدة فوق صخور التعب
خالية من الراحة كوردة جفت في صفحة كتاب
لا أريد لأحد أن يشير اليّ أو يذّكرني بأي شيء
لا أريد أن أقترب من أي رائحة في الطريق
أريد أن أنجو بردائي وبعطرها فقط
كما ينجو غزال من سهم صياد لا أكثر
فلا جدوى من اغتراب فيه المر بمتناول اليد
فيا غربة
لا أريد منك أن أكون راهب الالم يقطن البرية
واعرفك وأعرف كل شيء
ان عزمتين تغسلين منا البدن من غير ماء
على تراب جذوعك طهرينا حتى لا نخبو مبتورين
ونتلوا في الليل تراتيل الصمت و الصفاء
فكثيراً ما غفوت أحلامنا ونحن ننتظر أن نصبح نقطة في كتابك
كثيراً ما بكينا وحيدين كشجرة نمت في بركة مالحة
يا غربة المشاعر
كثيراً ما حلمنا ولكن
كل شيء فيكِ من كثرة الترَيُث أُراه إِنما يعني الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ

نبيل محمد
__________________
عذوبـــــــــــة الــهمس فواصــ،،،،ـــل
رد مع اقتباس