عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-04-2014, 08:10 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر مشاهدة المشاركة


السلام عليكم أستاذ / زياد الحمداني
وهكذا كشفت أوراق عدو الله وعدو الإنسان
عصمنا الله وإياكم من شراكه وخدعه
كثّر الله أمثالك أيها الرائع
وتقبّل فائق تحياتي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...



أخي الرائع الأصيل الكاتب والمفكر أ. ناجي جوهر...



هكذا يجلب الإنسان مناعةً إتجاه هذا العدو المبين ، من وجهة نظري الشيطان أو إبليس ضعيف لا يؤثر على بني آدم إلا إذ بنى جسراً بينه وبينه ، يعني يلفت إنتباه الشيطان له في حين انه كان قادراً على صده ومنعه ...

سبحان الله حتى الجن تبرؤو منه مصداقا لقوله تعالى في سورة الجن لاحقاً تفسير آياتها الدالة على ذلك..

يقول الله تعالى آمراً رسوله صلى اللّه عليه وسلم، أن يخبر قومه أن الجن استمعوا القرآن، فآمنوا به وصدقوه وانقادوا له ..
فقال تعالى: { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد}
أي إلى السداد والنجاح.

{ فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً} كقوله تعالى: { وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن}

وقوله تعالى: { وأنه تعالى جد ربنا}
قال ابن عباس { جد ربنا} آلاؤه وقدرته ونعمته على خلقه..
وقال مجاهد: جلال ربنا..
وقال قتادة: تعالى جلاله وعظمته وأمره..
وقال السدي: تعالى أمر ربنا..
وقال سعيد بن جبير: { تعالى جد ربنا} أي تعالى ربنا...
وقوله تعالى: { ما اتخذ صاحبة ولا ولداً} أي تعالى عن اتخاذ الصاحبة والأولاد..
أي قالت الجن: تنزه الرب جلَّ جلاله عن اتخاذ الصاحبة والولد..

ثم قالوا: { وإنه كان يقول سفيهنا على اللّه شططاً} ..

قال مجاهد { سفيهنا} يعنون إبليس

{ شططاً} أي جوراً..
وقال ابن زيد: أي ظلماً كبيراً
ويحتمل أن يكون المراد بقولهم: سفيهنا اسم جنس لكل من زعم أن للّه صاحبة أو ولداً..
ولهذا قالوا: { وأنه كان يقول سفيهنا} أي قبل إسلامه..
{ على اللّه شططاً} أي باطلاً وزوراً..
ولهذا قالوا: { وإنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على اللّه كذباً} أي ما حسبنا أن الإنس والجن..
يتمالؤون على الكذب على اللّه تعالى، في نسبة الصاحبة والولد إليه، فلما سمعنا هذا القرآن وآمنا به علمنا أنهم كانوا يكذبون على اللّه في ذلك.

وقوله تعالى: { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً} ..
كانت عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان..
أن يصيبهم بشيء يسوؤهم، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم
{ زادوهم رهقاً} أي خوفاً وإرهاباً وذعراً..

حتى بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذاً بهم.. كما قال قتادة { فزادوهم رهقاً} أي إثماً..
وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة..
وقال الثوري { فزادوهم رهقاً} أي ازدادت الجن عليهم جرأة، وقال السدي: كان الرجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول: أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضر أنا فيه ومالي أو ولدي أو ماشيتي، قال قتادة: فإذا عاذ بهم من دون اللّه رهقتهم الجن الأذى عند ذلك، وعن عكرمة قال: كان الجن يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشد، فكان الإنس إذا نزلوا وادياً هرب الجن، فيقول سيد القوم: نعوذ بسيد أهل هذا الوادي..

فقال الجن: نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم، فدنوا من الإنس، فأصابوهم بالخبل والجنون..
فذلك قول اللّه عزَّ وجلَّ: { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً} أي إثماً

""أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة""، وقال أبو العالية { رهقاً} أي خوفاً، وقال ابن عباس: أي إثماً..

وقال مجاهد: زاد الكفار طغيانا..
روى ابن أبي حاتم، عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال: خرجت مع أبي من المدينة في حاجة..

وذلك أول ما ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة، فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتهى صف الليل جاء ذئب، فأخذ حملاً من الغنم، فوثب الراعي، فقال: يا عامر الوادي جارك فنادى مناد لا نراه

يقول: يا سرحان أرسله، فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة، وأنزل اللّه تعالى على رسوله بمكة: { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً} ""أخرجه ابن أبي حاتم"". وقوله تعالى: { وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحداً} أي لن يبعث اللّه بعد هذه المدة رسولاً.


تفسير ابن كثير رحمه الله..


بارك الله فيك اخي العزيز القريب من الوجدان
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس