عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-02-2015, 11:36 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي سلّامة وذيل العجوز





حكاية شعبيّة


سلّامة وذيل العجوز

(2)


رياح السعادة



عليك بزهرة الحياة
مُرْ الملكة الحامل بِشمّ أثيرها ثلاث مرات في اليوم إلى أن تلد
وستجد الزهرة أمامك عندما تفتح عينيك
وما لبث الحكيم أن صحى من نومه, فوجد الزهرة الناضرة تبتسم
على فراشه, وعبيرها يفوح في أرجاء الغرفة فسُرّ بها سرورا عظيما
وتوجّه حالا إلى قصر الملك مراد التعيس
وهناك إجتمع بالقهرمانة سرا وأخبرها بمفعول الزهرة العجيبة
فأسرعت إلى زوجة الملك وقدّمتها لها وأخبرتها بسرِّها
وشاء الله تعالى أن تلد تلك الملكة سرا بنتا وضيئة وهبها الوهّاب شطر الحسن والجمال
فتلألأ القصر من نور جبينها, وفاح العطر الزكي من أنفاسها, وغرّدت العصافير في رياضها
وهبّت على المملكة نسائم الأنس و البهجة, وتساءل الشعب عن سرِ هذا الألق
وهذا الهناء وهذا النعيم الذي غمر المملكة منذ اليوم
فلمّا شاهدت الملكة ذلك البهاء والجمال المحيط بابنتها خافت عليها
ودعت الله مخلصة أن يحفظها وأن يبقي على حياتها, وأن ينجيها من الموت
فسلمت الأميرة المولودة من الهلاك, ونجت من العطب, وعاشت بخير وعافية
ومرّت الأيّام وهي تتألق نضارة وجمالا, وتزداد رونقا وإشراقا
وبعد أن سلمت وعاشت لمدّة ثلاثة أشهر ولم تمت, إطمأنّت أمها
القابضة على قلبها خوفا, وأستدعت القهرمانة وأرسلتها
بالبشارة إلى الملك دحّام وهو في عزلته لم يعلم بولادة الأميرة
فأندهش من دخولها عليها في تلك الساعة دون إذنٍ منه
وتعجب من الفرحة البادية على وجهها
بينما هو في حالة من اليأس والهم والضيق
وغضب غضبا شديدا من تصرّفها ذلك
وصاح بها مستنكرا:
ما الذي أتى بكِ الساعة؟
وكيف تدخلين علي دون إذنٍ مني؟
فقالت في إندفاعٍ وسرور: ما البشارة يا مولاي؟
قال الملك ضجِرا: وما ذاك؟
قالت: ولدت مولاتي بنتا جميلة بهيّة
فقال الملك: أعلم, وقد توفّيت
قالت: لا يا مولاي إنها بخير وعافية منذ ولدت
قال: ومتى ولدت؟
قالت: قبل ثلاثة أشهر
فهب الملك واقفا وأسرع تسبقه اللهفة لينظر بعينيه إلى ابنته الناجية
وما إن وقع بصره عليها ورآها باسمة الثغر, ناصعة الجبين
مشرقة الوجه, حتى شعر بسعادة تغمره وأحس بحياته تتجدد وبآماله تولد
فحملها وقبّلها وهو فرحان سعيد
وأطلق عليها من ساعته إسم سلّامة تيمنا بسلامتها.
ثم أمر ببناء قصر من ....

نكمل غدا بإذن الله تعالى





رد مع اقتباس