[محارة فكر]

....زمجرة الروح....

هناك في المحيط ذات انعكاس يشبه زُلال البيض، حال ما تقع صورته على الماء.
تعيش هناك لوحدها ، تدندن مع أصوات الريح و تلتقط من خيرات البحر ما تأكله، تُواكب روحها مع موجات الحيتان فهي تتواصل معها بلغة الاتصال بالذبذبات الصوتية.

غريب أمر هذه الروح. ..تطحن المحيط عندما تزمجر! !!
تحملها الحوريات فتكون كـ ملكة تارة ،وتارة أخرى كـ مخلوق عادي ..
والأغرب أنها تتشاجر مع الصيادين لتقطع كل شباكهم
دون أن يرون جزء من جسدها، فهي تكره النصب والاحتيال وتكره الظلم والسوداوية، و الابتزاز ، والسخرية وتكره الوضع الذي يعيش فيه العظماء بمبدئ أن حالهم افضل من حال غيرهم.

فهم إذ لا يرونها بيد إنهم يسمعون زمجرتها تهز الماء وتقطع الشباك وتتلبد السماء ويكثر الضجيج ..
، زمجرة الروح لها طاقة غريبة تتواصل بها مع أقطار الأرض في بضع ثواني ، فتأتي الأرواح جميعها لها طواعية ملبية لأمرها منفذة، ولقولها منصتة ، فتجمع جيش من الأمم الغريبة.

تحلم دوماً بأن تكون من بني البشر ولكن ليس للأحلام استطاعة أن تكون واقعا في هذا الأمر إذ ليس بيدها ذلك ، فتراها ترتدي ثياب البشر وترصد أفعالهم وتغير من طباعها حتى أصبحت روحها تصعد إلى الأفق مع من هم يحفزون النجاح كثورة البركان النائم لارغامه على التقدم قدماً، وتارةً تهبط لحافة الحلقوم من هول أفعال البشر المخزية والمتضحة وراء مطامع النفس البشرية الجشعة التى تأكل حتى التخمة بلا شبع، فتعود لحال طبيعتها بائسة
، وسرعان ماتنسى وتعيد الكرّة تلو الكرة ..وتزمجر مراراً ...

حتى ظهر الحلم الوردي أمامها فأمسك بيدها واخذها لعالمها الاصلي فهي أميرة في كل بني البشر تقطن في عوالم مخفية ، أسرتها من افخاض النفوس الزكيه ، عنوانها عبثت به عقارب الزمن وجسده الواقع المنتظر.


اعادها ذلك الفتى إلى عالمها ،
فزمجرت وزمجرت
ولكن كان لزمجرتها هذه المرة أمرا مختلف فزمجرة هذه الروح تبعث لآ‏لآلى تنتشر مساءً في المحيط لتصبح كالقناديل المضيئة وتعكس في السماء لمعانها فتشع الارض نور بزمجرتها*
وتتراقص القلوب فرحاً للمعانها وتنساب العين شلال من البكاء اِثر أي ألم يصاحب القلب فيصبه ، ويعود ذا طاقة ملؤها التفاؤل والقوة

وكل ذلك لأن روحها تزمجر بحب للبقاء ، وتعمل بكل يقين ورضى ، ولا تضيق بها أرضٌ ولا سماء ، فهي أساس الأرض و بؤرة النور ، وقيثارة الاصوات ، وحرارة النفس ، وقوارب النجاة.

نعم زمجري أيتها الروح فأنت هي أنا ..


🔶ملاحظة :

أنا هي اللتي تعيش في قلب كل بشر ، وأنا هي التي تزمجر بصخب لذا ضعوا لهذه الأنا مكانة من باب الثقة في ذواتكم وليس من باب الأنانية.