عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2015, 10:19 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبيّة الأخوة الأربعة الجزء السادس


حكاية شعبية


الأخوة الأربعة


الجزء السادس

الهروب


أمّا الأمير فضل فلم يكن مقتنعا تماما، وظل يضرب أخماس في أسداس
وعندما لاحظ الأمير حيدرة خان شكّه وإرتيابه نزع عمامته التي تغطّي كامل رأسه
وقال في نفسه: إذا تعرّف عليّ واجهته، فلاحظ الأمير فضل سواد شعره الشديد، الذي إكتسبه من عرق الهنود
بينما كان لون شعر ابناء لطيفة ذهبيا، عندئذ تأكد أنّه ليس ابن شقيقه، فانبسطت أساريره، وشرع يعتذر إلى التاجر وابنه
وقال: ابنك أيها التاجر يشبه شابا لقيطا طردناه من إمارتنا. فسكت الأمير حيدرة على مضض.
وعندما حضر الأمير مطلق، وسمع إعتذار أخيه، ولاحظ سمرة التاجر الهندي، وسواد شعره، إطمأن باله
إذ أنّ أبناء لطيفة بيض شديدو البياض يشبهون أمهم في بياضها. وعند خروجهما من الحصن، التقى الكاتب بشقيقه فيروز مرة أخرى
فطلب منه أن يستضيفه، فرحّب بهما، وأبدى سرورا وفرحة، ثمَّ كشف له مسعود شخصيته، فجلسا يبكيان بعد العناق الحار
و طلب منه الأمير حيدرة خان مساعدته على الوصول إلى إخوته، فوعده خيرا، وأتفقوا على نزول الأمير من السفينة في موقع يعرفه فيروز وأخوه.
وكان الأمير فضل قد أرسل خلفهما جواسيسا يراقبونهما، فتمكّن مسعود الغفني من رشوتهم، فتعاونوا معه.
بينما أرسلت ريحانة رسالة إلى بهاء الدين مع أختها زمزم، بشّرته بوصول أخيه الآمير حيدرة خان إلى الإمارة
وأعلمته بما حدث لها وله، ففرح فرحا عارما، وعزم على مقابلته مهما بلغ الثمن.
وبعد صلاة العشاء، توجّه إلى الفرضة، ومن هناك ركِب قاربا، واخذ يجدِّف حتى وصل إلى السفينة، وعندما شعر به البحارة خافوا
وأخبروا كاتب القصر مسعود الغفني، فناداه: من أنت؟ ومازا تُريد؟ قال الأمير بهاء الدين:
انا رجل فقير ومسكين، وأريد مقابلة الأمير حيدرة خان بن الأمير دريقان رحمه الله.
وعندما ذكر هذا الإسم، خشي مسعود أن يكون ذلك فخا، فأنتهره وطرده، ولكن الأمير حيدرة خان رحّب به، وصعد الأمير بهاء الدين
وعندما قابل أخاه وجها لوجه عرفه، فعانقه طويلا، ثم جلسا يتحدثان حتى إنتصف الليل
وأتفقا على التلاقي في المكان والزمان المحددين مع فيروز الغفني، ومن هناك ينطلقون إلى المدينة
وخرج فيروز قبل السحر يقود جملين فارهين، وقد تزوّد بكل ما يلزم، ومع الشروق وصل إلى الموقع المتّفق عليه
وقعد منتظرا قدوم الأمير حيدرة خان، بينما كانت الشكوك حول شخصية ابن التاجر الهندي لا تزال تسيطر على تفكير الأمير فضل
فعزم على مهاجمته بغتة في سفينته، والقبض عليه، وإيداعه السجن، حتى يرى فيه رأيه
وفي الصباح إنطلق مع عدد كبير من الجنود، وعندما وصل إلى الفرضة وجد السفينة قد رحلت
العاب
فغضب وأسف على التراخي والإهمال, وعاد إلى أخيه هائجا مائجا، وبلّغه برحيل السفينة، متهما إيّاه وابنته بالخيانة
فغضب الأمير مطلق بدوره, وحدث بينهما شجار عنيف، أنهته أختهما زعفران بقولها:
إسألا ريحانة، فإنها تعلم ما لا نعلم. فصعد والدها إلى غرفتها، وعندما فتح الباب لم يجدها، فجن جنونه
وزادت حيرته، وجعل يسأل زوجته وبناته وجواريه، فلم يسمع جوابا يشفي غليله، فقيل له:
إسأل أختها زمزم، فأمر بإستدعائها، ولكنهم لم يجدوا لها أثرا، فأمر بجلب العجوز وابنها المقيمان في السرداب، فلم يعثروا عليهما
ذلك لأنّ الأمير بهاء الدين، وبعد عودته من مقابلة أخيه، وجد الأميرة زمزم تنتظره عند العجوز
وبلّغته رسالة أختها ريحانة
تعرب له عن خوفها الشديد من نيّة عمتها زعفران الخبيثة، فطلب منهما الأمير بهاء الدين أن ترحلا معه إلى البلدة فوافقتا دون تردد
وتمكّنتا من الخروج بمعاونة الخادم المرتشي، ثم سرى الأربعة في جنح الظلام، حتى وصلوا إلى حراس الأمير بهاء الدين
المرابطين على أطراف الامارة، فأمرهم بالرحيل فورا، أما هو فقد إتجه إلى حيث اتفق مع أخيه الأمير حيدرة خان
وعندما أدرك الأمير مطلق أنّ ابنتيه قد هربتا مع العجوز وابنها، أمر بالبحث عنهما، وأرسل جنوده في كل مكان
وبينما كان فيروز الغفني ينتظر قدوم سفينة الأمير حيدرة خان شاهد فارسا ملثما يمتطي صهوة جواد عربي أصيل يشق الطريق إليه حثيثا
فأوتر قوسه وصوبه نحو الفارس الذي لم يتوّقف إلا على بعد خطواتٍ منه، فصاح به فيروز: من أنت؟ ولماذا تلاحقني؟
فأماط الفارس اللثام عن وجهه وقال: انا بهاء الدين بن دريقان، وأنت فيروز الغفني، فألقى بالقوس من يده، ورحّب به
وقعدا ينتظران وصول الأمير حيدرة خان، وما هي سوى ساعة، حتى لمحا السفينة تقترب من موضعهما
فأشعلا نارا وأحدثا دخانا كثيفا شاهده ركاب السفينة، فاقتربوا بها من الساحل، ثم نزل الأمير حيدرة خان في قارب صغير
وأنضم إلى أخيه، ثم رحلا إلى بلدتهما، ورجع فيروز الغفني إلى دياره، بينما غادرت السفينة متجهة إلى الهند.
وأنطلق الجنود الذين أرسلهم الأمير مطلق يجوبون الأفاق بحثا عن الأميرتين الهاربتين
وبينما كان فرسان الأمير بهاء الدين يغذون السير إلى مدينتهم برفقة الأميرتين والعجوز، شاهدوا فرقة من الجنود تتبعهم

فأرسلوا النساء مع بعضهم، وتصدى فرسانٌ منهم للمطاردين. وعندما اقتربوا منهم عرفوهم إنّهم من بني العم والخال
فدار بينهم نقاش أفضى إلى إنضمام معظم الجنود إلى فرسان الأمير بهاء الدين، وعاد الآخرون إلى الامارة
وبلّغوا العصابة الحاكمة بما حدث، فجنَّ جنون الأمير مطلق، والأمير فضل وباقي أفراد العصابة
وأمرت الأميرة زغفران بحرق منازل الجنود المنشقّين وإعتقال ذويهم
ثم عقدوا إجتماعا قرروا فيه غزو مدينة بني دريقان وتدميرها، ونهب خيراتها، بعد إستعادة ريحانة وأختها
وعزموا على قتل بهاء الدين وإخوته، فشرع الأمير مطلق مع عصابته في إعداد وتجهيز جيشا جرارا، بقيادة أخيه الأمير فضل.

يتبع إن شاء الله

رد مع اقتباس