الموضوع: حكاية شعبية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2013, 12:34 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الَتوْأمَ



الَتوْأمَ

الجزء الأول

رزق التاجر المرموق بتوأمين ذكرين, بعد أن حُرم من الذُرية لسنوات طويلة
فأقام مأدُبة حفلى . في حديقِة قصِره الغناء ودعا اليها لفيفا من الأهلِ والأصدقاء
حيث تعطرت الأجواءُ برائحة العطوِر المُمتزِجة مع رائحة القبولي
(طعام من الرز واللحم يصنع للولائم)ِ الشهيّ الساخن
الذي كان يُغرف للضيوف, بينما كانت زغاريدُ النساء
تُعانقُ غِناءِ الطيور الصدّاحة على الأشجار الباسقة فتُؤلف معا لحنا مِرحا
تنساب مُوسيقاه في آذان السامعين, وتُطِرُبها وُتشِجيها
سمى التاجرُ أحد ولديه حسنا . وسمى الثاني حسينا ...
وقد حباهما ربُ البريةِ, حسنا وجمالا, ونورا وبهاء, وبسطة في الجسم
وألقى محبتِهما في قلوب الناس, فكانا مثار إعجاب القريب والبعيد
إستحوذ الَتوْأمَ على جُل اهتمام والدهما الذي حرِس على تربيتهما
وإعتنى بتهذيبهما وولاهما عنايته و رعايته, فأستقدم أفقه علماء بلاده
وأسند إليه تعليم نجليه , فكان ذاك الفقيهُ يُلقِنهما ما يُطيقان من القُرآن الكريم
ويُرويهما ما يفهمان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانا يدرُسان على يد غيره العلوم المعروفة في زمانهم, حتى أتقنا معظمها
وما إن شبا حتى تعاقد أبوهما مع أمهر الفرسان, ليدربهما على الفروسية
وكان يصطحبهما معه إلى مجالس الرجال, ليتعلما الحكمة والسياسة
ولم يكن يخرج في رحلة بحرية أو برية إلاّ وهما برفقته وبمعيته
ولا يعقد صفقة تجارية , ولا يبيع ولا يشتري إلا بعد مشاورتهما وأخذ رأيهما
وهكذا شبّ التوأمان وقد أتقنا العلوم الفقهية , والفنون الحربية , وأصول التجارة
وبلغا شأوا كبيرا في الأدب وحسن السياسة والحكمة ,,,
فضلا عن ما حباهما ربُهما من وسامة, وذكاء وفطنة, وجود وبأس شديد
لم يطُل عمر أبيهما كثيرا بعد شبابهما , اذ كان قد ناهز الثمانين من العمر
ففارق الدنيا قرير العين, مُطمئن النفس إذ قد رزقه الله من يستغفر له في الأسحار
حزن حسن وحسين حزنا عميقا على فراق والدهما الرحيم
و بعد ان وارياه التراب
شعرا بحجم المسؤولية الواقعة على كاهليهما فشمّرا عن سواعد الجد
ولم يثنى الحزن عزمهما عن مواصلة حياتهما وإنماء تجارتهما
بل كانت وفاة والدهما حافزا لهما ليثبتا أنه قد ترك رجالا أسويا
ولقد تحقق مُرادهما, فسالت الأرباح عليهما
وتوسعت تجارتهما, ورغب التجار في التعامل معهما
لامانتهما وتساهلهما مع الناس
وإقتربا من المساكين, والضعفاء, واليتامى, والعجزة والمسنين فوسعا عليهم
وتصدقاء على روح والدهما, فأحبهم جميع الناس. وصار يعرفهم القاصي والداني
ظلت السعادة تُرفرف بِأجنِحتها, على حياة التوأم وأمهما الحنون
وكانا لا يفترقان ولايُطيق أحدهما بُعد أخيه
فاذا مرض حسن, اعتل حسين واذا ضحك حسين فرح حسن
وكانت أمهما تُحيطهما برعايتها وتُغدق عليهما من نصائحها المُثمِرة
وذات يوم ربيعي مُشمس ...

يتبع إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 19-06-2013 الساعة 11:07 PM سبب آخر: املاء
رد مع اقتباس