[قيثارة المساء]

وحوش في منامي
حكاية واقعية______________________________________


ذات ليلة من الليالي, وعندما كنت مع أهلي
في سمرة نتحدث فيها عن الجن والأشباح
ونقول القصص ونحكي الحكايات
وبعدما ذهب كل واحد إلى فراشة
انأ أيضا ذهبت أريد النوم, نمت فعلا
وفي منامي رأيت حلما عجيبا راودني ..
رأيت كأن الوقت كان تمام الساعة الرابعة فجرا
وكل من في البيت قد أخذ يتجهز
للعمل, للمدرسة, للوظيفة...
ثم رأيت كأننا كنا نتناول الفطور
وإن أخي سكب كوبا من الشاي على السجاد
وطلب مني أن آتي بقطعة قماش لتنظيف السجاد
فذهبت إلى دورة المياه وأحضرت قطعة من القماش ...
وبعد ما انتهيت من تنظيف السجاد ذهبت لأعيد تلك الخرقة
وبينما كنت اغسل يدي بالماء, وعندما رفعت رأسي إلى المرآة
شاهدت امرأة مخيفة تقف متحفزة وراء ظهري
فجريت مسرعة إلى الخارج وأنا أصرخ:
أمي أمي ساعديني
امرأة تقف وراء ظهري, إنها تحاول أن تأخذني
وفي لمحة بصر كنت عند أمي
ولكنني أحسست بأن أحدا ما يشدني نحو دورة المياه
احد ما يشدني وانأ اصرخ أمي ساعديني
لقد وقعت حينها على الأرض
وأتذكر إن أمي كانت تصرخ وتدعو وتسب:
أيها الجان اتركوا إبنتي أيها...
حينها ذهب ذالك الشيء عني
وبعد لحظات قليلة أتى أخي وقال لي:
ان فلانة تريدك. كان هذا في الساعة الرابعة و النصف فجرا
تقول : بأن الحافلة أتت لتقلك إلى المدرسة
فتعجبت من ذلك
ولكنني ذهبت لأرى, فرأيتها. نعم إنها فلانة
فسلمت عليها وانأ أشعر بقشعريرة تسري في بدني
وعندما سألتها: ماذا تريدين؟
ولّت عني صامتة. فذهبت خلفها وكان الظلام حالكا
وعندما نزلت إلى الشارع رأيت وجوها مخيفة
فلم أقوى على الحراك, وتسمّرت في مكاني
وجلست على الأرض وأغمضت عيني
وأخذت أتلو بعضا من آيات الذكر الحكيم
إلى أن اختفت تلك الوجوه
وبعدها إنتهى الحلم ....
ولكن ليس هذا فقط
فبعد إنتهى الحلم أحسست بأن
هناك من يرفع الغطاء الذي كنت أتلحَّفُ به
عندها نهضت وأنا فزعة لأرى من الفاعل
فلم أرى أحدا سوى إني أشعر بوجود مخلوقاتٍ من حولي
ولا أستطيع رؤيتهم
هناك أحد يتّجه نحوي
إنه يقترب مني
إنني أشعر بحرارة أنفاسه
أسمع لهاثه
إنهم وحوش من عالم آخر
يحاولون النيل مني
و الفتك بي
يريدون شرب دمي
وتمزيق جثّتي
إلا أنّهم يستطيعون
لأنني كنت أتلو آياتا من الذكر الحكيم