عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-01-2010, 12:10 AM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي المعلم بين المطرقة والسندان

{قم للمعلم ووفه التبجيلَ ... كاد المعلم أن يكون رسولَ}، إذن هي الرسالة والمسؤولية والواجب والأمانة التي وضعت بين يدي هذا الشخص الذي نعتبره جميعاً قدوة لنا ولأبنائنا وإخواننا الطلاب، فالمعلم هو المربي الفاضل والمدرس المثقف صاحب الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والمثل العلياء، يقتدي به الطلاب ويميلون إلى تقليده في لباسه.. في حركاتة.. في سكناته.. وفي كل أفعالة، فهو يمثل لهم الأب والأخ والصديق، يقضون معه من الوقت أكثر مما يقضون مع أبائهم وإخوانهم وهم معه في غرفة الصف ذاتها كل يوم.
لكن هل مازال أهالي الطلاب يثقون بشخصية المعلم؟، هل هيبة المعلم هي نفس هيبته القديمة التي عرفناها نحن في أيامنا وأيام من قبلنا؟، أم أن الزمن كان كفيلاً بإنقاص هذه الهيبة أو إلغائها؟، تساؤلات عديدة تدور حول شخصية المعلم في هذه الأيام، فبعض المعلمين إذا لم يكن النصف قد إلغاء الحواجز والحدود بينه وبين طلابه، ربما ذلك بدعوى الانفتاح على الغير أو من منطلق (إذا كبر ولدك خاوية) مما وضعه في وضع لا يحسد عليه، فلا الطلاب احترموه ولا هو وجد منهم الشيء الذي كان يصبوا إليه، وهناك شيء أخر بداء يطفو على السطح في الآونة الأخيرة ألا وهو ذهاب بعض المعلمين إلى بيوت الطلاب بدعوى أعطائهم دروس خصوصية وبالمجان، وأحياناً مرور المعلم على الطالب وأخذه معه في جولة بالسيارة تستمر لساعات وأهل الطالب مطمأنين على أنه مع الشخص المناسب الذي سيعلم أبنهم السلوك الجيد والأخلاق الحميدة، ثم تظهر حقائق الأمور ويبين المستور بعد أن تتغير سلوكيات الطالب بالمدرسة والبيت، فقد كان المعلم أما أن يذهب به إلى أحد مقاهي الشيشة ويدخنان معاً أو عرفة على شلة فاسدة يجلسون يلعبون الورق طوال الليل فينصرف عن المذاكرة أو أنه كان يمارس معه اللواط والعكس وخصوصاً إذا كان هذا الطالب جميل الوجه، وهذه هي الصفة السائدة في جميع الطلاب الذين يخرجون مع المعلمين.
عندما كنا طلاب بالمدرسة الإعدادية أتذكر يومها أننا إذا رأينا المعلم يسير في نفس السكة وبالاتجاه المقابل فأننا نرجع أولاً احترام له وثانياً خوفً منه، فقد كانت له هيبته واحترامه بنفوسنا، أما اليوم فلا هيبة ولا احترام للمعلم والعذر أن الضرب ممنوع،فما الذي يفسر وجود معلمين يسيطرون على الصف بقبضة من حديد دون اللجوء للضرب؟،إذاً فالخطاء ليس بالطلاب بل بأساليب التدريس التي ينتهجها المعلمين، وما يحز بالنفس أنك ترى طلاب بالصفوف العلياء لا يعرفون كتابة فقرة بالعربية من ثلاث سطور دون الوقوع في أخطاء إملائية وهي لغتنا الأم، فإلى أين وصلنا؟

أتمتم وأقول { الله يرحم أيام زمان }.

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس