عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-10-2016, 09:06 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات نصيب فاطمة في الروضة






مغامرات نصيب



(المزعج ذاته)





فاطمة في الروضة




حملت الطفلة فاطمة عن والدها نصيب صفة العناد
إضافة إلى ما يتمتّع به الطفل في هذه المرحلة العمرية*
من نزعة إلى إثبات الذات بكثرة الحركة والتمرّد على المعاملة القاسية
وسرعة النمّو اللغوي، غير أنّها وقعت ضحية أسلوبين متعارضين من التربية
ففي الوقت الذي يحاول فيه نصيب إجبارها على فهم وتطبيق القيم الأخلاقية
كانت جَنه أمّها تدللها دلالا مفرطا ولا تحرمها من أي شيء يعنّ لها دون تمييز
ولم يراعي والداها حاجتها إلى التوجيه الرفيق والتدرّج في تعليم القيم والمبادئ
الأخلاقية بالإيحاء والقدوة لحسنة والتوجيه الذكي بقدر حاجتها إلى الحنان والتشجيع
والعطف والتغذية، بل كان نصيب يتجهّم في وجهها وربّما عاقبها بدنيا إذا أراد تنبيهها
إلى خطاء ما، بينما كانت جنه صمّاء خرساء، فلا تسمع الطفلة منها توجيها ولا إرشادا
كذلك لا تلتفت تلك الأمُّ إلى الفاظ بنتها ولا إلى كلماتها الدالة على حاجات نفسية واجتماعية
بل كانت تضحك ضحكة بلهاء إذا سمعت منها بعض العبارات والكلمات العجيبة والملفتة
فنشأت لدى البنت ميول عدوانية ردا على عنف نصيب وجهله في أصول التربية
وبرزت رغبتها في إمتلاك كل شيء والإستحواذ عليه بالسرقة أو بالبكاء نتيجة تدليل
الأم جَنَهْ وتفريطها في كبح نزوات الطفلة قبل ان تكتسب صفة الطمع والعدوانيّة
وكبرت فاطمة بنت نصيب طفلة مدلّلة شرسة مستبدّة عنيدة إلى درجة الإنحراف
ولا شك أنّ هذه المشاكل التربوية ستعوق عمليّة تعليمها ما لم يتم حلّها سريعا
وفي أوّل يومٍ لها في الروضة رافقها معظم أفراد أسرتها بداعي تشجيعها على
التكيّف مع البيئة الدراسية، رافقها والداها وجدّتاها مَي ثَل وسَلْ مَه، وحاولت
مديرة الروضة أن تصرف الجمع الغفير من الآباء والأمهات الذين حضروا مع عيالهم
بل شاركوهم الوقوف في طابور الروضة الصباحيّ، وكأنهم سيشهدون زفّة شعبيّة
أو عرضيا عسكريا. فشلت المديرة وأعضاء هيئة التدريس في إقناع المرافقين بالانصراف
بل اقتنع بعضهم بحجّة تشجيع الأطفال على الانتظام والاستمرار متغافلين عن تأثر الأطفال
الآخرين الذين لم يحضر معهم أولياؤهم، ومع أن المناهج التربويّة الحديثة
تتضمّن الكثير من الأنشطة البدنية والعقلية والإنفعالية والاجتماعية التي تثير وتعزّز رغبة
الأطفال في التعلّم وتشوّقهم وتحفّزهم على مواصلة الدراسة إلاّ أن الأمهات الحاضرات
وقفن حجر عثرة أمام المربيات برفض الخروج من الفصول، والإصرار على الجلوس بجانب
عيالهن على مقاعد الدرس، بل إن بعضهن أمسكن بالأقلام والكرّاسات وقمن بتلون الأشكال
ووصل الخطوط وغيرها من الآنشطة والتدريبات وكأنهن من يتعلّم وليس الأطفال
ولم تتمكّن المعلمات من تنفيذ برنامجهن التربوي في ظل وجود أولئك في الفصول
وفي الروضة عموما، وأقتصر دور فاطمة بنت نصيب ذلك اليوم على عضّ عددٍ من الأطفال
ومحاولة سلب ممتلكات آخرين، وتعطيل الفصل برمّته، ثم ختمت يومها بأداء وصلة طويلة
من البكاء الهيستيري والتشنّج عندما اقتربت منها معلّمة الروضة ووجّهت ملاحظاتها إليها
غير أن كتيبة المساندة والدعم وفرقة الدفاع المدني لم يعجبها محاولة المعلّمة تقويم سلوك
الطفلة الشرسة، فـثارت ...

يتبع إن شاء الله.

* ـ مرحلة الطفولة المبكّرة
(2 ـ 5)




التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 04-10-2016 الساعة 09:14 PM
رد مع اقتباس